الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله
...بعث النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكموا بين الناس فيما كانوا فيه مختلفين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين بعثه الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله رحمة للعالمين وقدوة للعاملين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به على عباده حيث أرسل إليهم الرسل وأنزل إليهم الكتب لنشر الحق بين الخلق فإن العقل البشري لا يمكن أن يهتدي إلى معرفة الخالق تفصيلا ولا يمكنه أن يتعبد لله بما لا يدركه علما وتحصيلا ولا يمكنه أن يعامل عباد الله بالعدل التام إلا بطريق الوحي إلا بطريق الوحي الذي بين الله به عن نفسه أسماء وصفات وأحكاما يهتدي بها العباد إلى عبادته ويهتدون بها إلى طريق المعاملة بينهم ويهتدون بها إلى طريق المعاملة بينهم فكانت الرسل عليهم الصلاة والسلام مبينين لعبادة الخلاق داعين إلى مكارم الأخلاق وكانت حاجة الخلق إلى ما جاءوا به أشد من حاجتهم إلى الهواء واللباس والأمن والطعام والشراب وكانت منة الله على عباده بإرسال الرسل أعظم منة كما قال الله عز وجل (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران:164) ولم تزل الرسالة في الناس منذ بعث أول رسول إليهم وهو نوح عليه الصلاة والسلام إلى أن ختمت بآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم كان الناس على ملة واحدة أمة واحدة على دين أبيهم آدم فلما كثروا تفرقت كلمتهم واختلفت آراؤهم فبعث الله إليهم رسله ليحكموا بينهم فيما اختلفوا فيه وليقوم الناس بالقسط فكان أولهم نوحا عليه الصلاة والسلام ثم ختم الله الرسالة والنبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله تعالى على حين فترة من الرسل حين انقطعت الرسالة منذ عهد عيسى عليه الصلاة والسلام فمقت الله أهل الأرض عجمهم وعربهم إلا بقايا من أهل الكتاب فكان الناس في أمس الضرورة إلى الرسالة التي تستقيم بها الملة وتتم بها الأخلاق وتصلح بها الأمة فكان صاحبها الجدير بها (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)(الأنعام: من الآية124) محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي أنشأه الله تعالى من سلالة إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام فكان صلى الله عليه وسلم أكرم الناس نسبا وأطيبهم مولدا ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في أفضل بقاع الأرض في أم القرى مكة المكرمة في شهر ربيع الأول قيل في الثامن منه وقيل في التاسع وقيل في العاشر وقيل في الثاني عشر وقيل في السابع عشر وقيل في الثاني والعشرين فهذه ستة أقوال للمؤرخين في تعيين اليوم الذي ولد فيه وإنما كان هذا الاختلاف بين المؤرخين لأنه ليس للعرب حين ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ليس للعرب حين ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ديوان تسجل فيه الأحداث وقد حقق بعض الفلكيين المتأخرين أن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في اليوم التاسع من هذا الشهر على خلاف ما هو مشهور من أنها في اليوم الثاني عشر وإننا لا يهمنا أن نعرف عين ذلك اليوم الذي ولد فيه من الشهر لأن هذا اليوم ليس له خصائص شرعية يتعبد الناس بها حتى يحتاجوا لمعرفة ذلك اليوم على التعيين ولهذا كان من البدع التي ابتدعها الناس أن يحدثوا لليوم الثاني عشر من هذا الشهر شهر ربيع الأول أن يحدثوا عيدا يسمونه عيد الميلاد فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسن لأمته هذا العيد ولم يسنه خلفاؤه الراشدون ولا الصحابة أجمعون ولا التابعون لهم بإحسان ولا تابع التابعين وإنما أحدث هذا العيد في القرن الرابع من الهجرة أي في المائة الرابعة وبهذا عرف أنه عيد بدعي لا يجوز للإنسان الذي يتمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذه عيدا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : )عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) فعلى المسلمين أن ينبذوا هذا العيد إذا كانوا يعظمون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كانوا يحترمون شريعة الله ويحبون الله عز وجل فإن أحب الناس لله من كان أعبدهم له وأتمهم طاعة له وإن أحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كان ألزم لشرعه وأبعد عن البدعة في دينه نسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين لاتباع السنة وأن يبعدهم عن اتباع البدعة وأن يهيئ لهم من أمرهم رشدا ولد النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي أهلك الله فيه أصحاب الفيل ولدته أمه آمنة من أبيه عبدالله بن عبد المطلب فتوفي أبوه قبل ولادته صلى الله عليه وسلم وتوفيت أمه في الأبواء في طريق المدينة وهو في السابعة من عمره فكفله جده عبدالمطلب ثم مات عبد المطلب ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الثامنة من عمره فنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيما ليس له أم وليس له أب وليس له جد وفي ذلك يقول الله عز وجل (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى) (الضحى:6) فقيض الله له عمه أبا طالب شقيق أبيه فضمه إلى عياله وأحسن كفالته وأحبه حبا شديدا وبارك الله له بسبب كفالته النبي صلى الله عليه وسلم في ماله وحاله قال ابن كثير رحمه الله وشب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي طالب يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أمور الجاهلية ومعايبها لما يريد من كرامته حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا وأكرمهم مخالطة وأحسنهم جوارا وأعظمهم حلما وأمانة وأصدقهم حديثا وأبعدهم عن الفحش والأذى ما رؤي صلى الله عليه وسلم ملاحيا ولا مماريا أحدا حتى سماه قومه الأمين لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة ولما بلغ صلى الله عليه وسلم الخامسة والعشرين من عمره تزوج أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وكانت ذات شرف ومال وعقل وكمال حازمة لبيبة لما علمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما علمت من مكارم الأخلاق عرضت نفسها عليه فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لأعمامه فخرج معه حمزة إلى خويلد بن أسد والد خديجة فخطبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولها أربعون سنة وقد تزوجت قبله برجلين فولدت للنبي صلى الله عليه وسلم ابنين وأربع بنات فكان أولاده كلهم منها إلا إبراهيم فإنه كان من سريته ماريه ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى ماتت في السنة العاشرة من البعثة قبل الهجرة بثلاث سنين وكان صلى الله عليه وسلم معظما في قومه محترما بينهم يحضر معهم مهمات الأمور حضر معهم حلف الفضول الذي تعاقدت فيه قريش أن لا يجدوا في مكة مظلوما من أهلها وغيرهم إلا كانوا معه علي من ظلمه حتى يرد إليه مظلمته ولما تنازعت قريش أيهم يضع الحجر الأسود في مكانه حين بنوا الكعبة بعد تهدمها قيض الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الحكم بينهم فبسط رداءه ووضع الحجر فيه ثم قال لأربعة من رؤساء قريش ليأخذ كل واحد منكم بجانب من هذا الرداء فحملوه حتى إذا أدنوه من موضعه أخذه النبي صلى الله عليه وسلم بيده فوضعه في مكانه فكان له بهذا الحكم العادل شرف كبير ونبأ عظيم ولما بلغ صلى الله عليه وسلم الأربعين من عمره جاءه الوحي من الله فكان أول ما بدئ به من الوحي الرؤيا الصادقة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الانفراد عن ذلك المجتمع الجاهلي؛ الجاهلي في عقيدته وعبادته فكان صلى الله عليه وسلم يخلو بغار حراء وهو الجبل الذي عن يمين الداخل إلى مكة من طريق الطائف الشرائع فيتعبد فيه حتى نزل عليه الوحي هناك فجاءه جبريل فقال له اقرأ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارئ يعني لا أحسن القراءة وفي الثالثة قال له جبريل (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق:1-5) فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهله يرجف فؤاده لما رأى من الأمر الذي لم يكن معهودا له من قبل فقال لخديجة لقد خشيت على نفسي فقالت له رضي الله عنها كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق وبنزول هذه الآيات الكريمة صار محمد بن عبدالله نبيا ثم فتر الوحي مدة ثم أنزل الله عليه (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ*قُمْ فَأَنْذِرْ*وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ*وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ*وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (المدثر:1-5) وبذلك صار نبيا رسولا فدعا إلى الله وبشر وأنذر بشر وأنذر خصوصا ثم عموما أنذر عشيرته الأقربين ثم بقية الناس أجمعين فاستجاب له من هداه الله واستكبر عن دعوته من اتبع هواه يقول الله عز وجل (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (لأعراف:158) اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا أن تجعلنا من المؤمنين بك وبرسولك اللهم ارزقنا اتباعه على الوجه الذي يرضيك عنا اللهم ارزقنا شفاعته واسقنا من حوضه يا رب العالمين اللهم صلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن التقوى كلمة تحمل معنى عظيما تحمل فعل أوامر الله واجتناب نواهي الله ليست التقوى بالتمني والتحلي ولكن التقوى أن يتقي الإنسان كل ما يغضب الله عز وجل إن علينا أيها المسلمون أن نتقي الله في أنفسنا وأن نتقي الله في أهلنا وأن نتقي الله في مجتمعنا وأن نقوم بطاعته ممتثلين لأمره مجتنبين لنهيه أيها المسلمون إن المعاصي سبب للدمار والفساد في الدنيا وال في الدنيا والآخرة إن الله تعالى يقول (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41) إن التقوى سبب للخير في الدنيا والآخرة يقول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ)(لأنفال: من الآية29) ويقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:70-71) ويقول الله تعالى ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً*وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً)(الطلاق: من الآية4-5) (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)(الطلاق: من الآية2-3) أيها المسلمون إن التقوى سبب لأن يكون الله تعالى معنا لأن الله تعالى يقول (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (النحل:128) وأنتم تعلمون أن الناس متكالبون على الأمة الإسلامية ولا سيما في هذه البلاد التي من الله عليها بأن تكون من آمن بلاد المسلمين إن لم تكن آمن بلاد المسلمين التي من الله عليها أن تطبق من أحكام شريعة الله ما لم تطبقه أمة من الأمم وهذا من نعمة الله التي يحسدنا عليها الأعداء والتي يتكالبون علينا بها والتي يتآمرون علينا بها ولكن مقامنا في مثل هذه المؤامرات أن نلجأ إلى الله عز وجل وأن نقول كما قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قيل لهم (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)(آل عمران: من الآية173) إن هذه الكلمة كلمة عظيمة قالها رسول قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين قيل لهم (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ)(آل عمران: من الآية173) وقالها إبراهيم الخليل حينما ألقي في النار فقال الله عز وجل للنار (كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ)(الانبياء: من الآية69) فخرج من هذه النار الحارة المحرقة خرج منها سليما بإذن الله عز وجل أيها المسلمون إن علينا أن نستعمل في مقابلة أعدائنا المتآمرين أن نستعمل سلاحين عظيمين بل ثلاثة أسلحة السلاح الأول تحقيق الإيمان بالله والقيام بطاعته السلاح الثاني دعاء الله عز وجل ولا سيما في آخر الليل ولا سيما في حال السجود ولا سيما بين الآذان والإقامة في أن يذل الله أعداءنا ويجعل بأسهم بينهم و ينزل بهم بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين أما السلاح الثالث فهو اتخاذ العدة اتخاذ العدة بحيث نتدرب بحيث نتدرب على حمل السلاح ونحث شبابنا على ذلك حتى يكونوا ممتثلين لقول الله تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ )(لأنفال: من الآية60) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي) مرتين أو ثلاثة وإذا أخذنا بالعدة المعنوية والمادية فإننا نكون بذلك ممتثلين لأمر الله عز وجل آخذين بالأسباب النافعة وعلينا أيضا أن نخلص ا لنية لله عز وجل بحيث ننوي بذلك الدفاع عن الإسلام أو الدفاع عن بلدنا لأنه بلد إسلامي أما الدفاع عن الوطن من حيث أنه وطن فقط فإن هذه نية فاسدة لا تجعل الإنسان مجاهدا في سبيل الله لأن المجاهد في سبيل الله هو الذي يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل ليرى مكانه أي ذلك في سبيل الله قال: ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) إذاً هنا إذاً هنا ثلاثة أمور الأمر الأول أن يقاتل الإنسان من أجل إعلاء كلمة الله فهذا لا شك أنه مجاهد في سبيل الله وإذا مات بهذا القتال فهو شهيد الثاني أن يقاتل لوطنه من حيث إنه وطن إسلامي لا من أجل أنه نشأ فيه وتربى فيه ولكن من حيث أنه وطن إسلامي ليدافع عن الإسلام الذي في وطنه وعن البلاد المتصف أهله بالمسلمين فهذه نية صحيحة إذا قتل الإنسان فيها فإنه يرجى أن يكون شهيدا في سبيل الله أما الثالث فهو أن يقاتل الإنسان من أجل وطنه فقط وللوطنية فقط فهذا قتال حمية وليس جهادا في سبيل الله ولا يكون القتيل فيه شهيدا لأنه لم يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا إذاً فلا بد من تحقيق النية وتحريرها حتى يكون الإنسان على بينة من أمره لأن أغلى ما في الدنيانفس أغلى ما في الدنيا على الإنسان نفسه فلا ينبغي أن تزهق نفسه إلا للخلود في دار النعيم المقيم وذلك بالنية الصالحة أسأل الله تعالى أن يكتب لنا ولكم النية الصالحة في جميع عباداتنا وأعمالنا وأن يجعلنا من عباد الله المخلصين المخلّصين المتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيها المسلمون إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) فسمعا وطاعة لله ربنا اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضَ عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضَ عنا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق اللهم أنصرهم على عدوهم اللهم من أراد بهم سوءا فاجعل كيده في نحره اللهم أجعل كيده في نحره اللهم اجعل كيده في نحره اللهم افسد عليه أمره اللهم فرق جمعه اللهم أهزم جنده اللهم أنزل به بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين إنك سميع الدعاء اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين اللهم فرق كلمتهم وشتت شملهم وأهزم جندهم اللهم مجري السحاب ومنزل الكتاب وهازم الأحزاب أهزمهم وانصرنا عليهم يا رب العالمين إنك سميع الدعاء إنك قريب مجيب يا ذا الجلال والإكرام اللهم أنزل بأعدائنا بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين اللهم تقبل منا اللهم تقبل منا اللهم تقبل منا اللهم من أراد بالمسلمين كيدا فاجعل كيده في نحره اللهم اجعل كيده في نحره اللهم اجعل كيده في نحره اللهم عجل له بالعقوبة التي تهزم جنده وتشتت شمله وتفرق جمعه وتذيقه البأس الذي لا يرد عن القوم المجرمين يا رب العالمين يا جواد يا كريم اللهم إنهم لا يعجزونك فعليك بهم إنك على كل شيء قدير اللهم لا ترد دعاءنا بسوء أفعالنا اللهم تجاوز عنا حتى تقبل دعاءنا اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)(الحشر: من الآية10) عباد الله (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ*وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) (النحل:90-91) واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .