السؤال:
من اليمن حضرموت، السائلة (أ. أ. س) تقول: شخص استهزأ بلسانه بشيء من الدين، ثم ندم، وبعد ذلك تاب، هل تقبل توبته؟ وإذا كانت له أعمال صالحة قبل التوبة فهل يحتسبها الله [ جل وعلا ] أم لا؟ وهل يأثم إذا استهزأ من غير قصد في نفسه، واستعاذ من الشيطان، ماذا يلزمه في هذه الحالة؟
الجواب:
نعم إذا أسلم وتاب تاب الله عليه، وأبقى له عمله السابق، وإنما تبطل أعماله إذا مات على الردة، أما لو استهزأ بالدين، أو بالنبي ﷺ أو بالقرآن، ثم تاب إلى الله، وندم فإن الله يتوب عليه، ويحفظ عليه أعماله السابقة، كما قال النبي ﷺ لحكيم بن حزام: أسلمت على ما أسلفت من خير والله يقول -جل وعلا-: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ [البقرة:161] فشرط في بطلان أعمالهم أن يموتوا وهم كفار، فلا بد من هذا الشرط.
المقصود: أنه إذا مات على الكفر بطلت أعماله، ولهذا قال في الآية الأخرى: فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ [البقرة:217]
أما إذا مات وهو مسلم، وقد تاب الله عليه وهداه، فإن أعماله الطيبة من حج وصلاة، وغير ذلك كلها تبقى له، والحمد لله.
المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ
العلامة ابن باز رحمه الله