ومما وصلني :
( 9 ) [ بينما النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف ، إذ سمع أعرابياً يقول : يا كريم فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) خلفه : يا كريم فمضى الأعرابي إلى جهة الميزاب وقال : يا كريم فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) خلفه : يا كريم فالتفت الأعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال : يا صبيح الوجه ، يا رشيق القد ، أتهزأ بي لكوني أعرابياً ؟ والله لولا صباحة وجهك ، ورشاقة قدك ، لشكوتك إلى حبيبي ، محمد صلى الله عليه وسلم تبسم النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال : أما تعرف نبيك يا أخا العرب ؟ قال الأعرابي : لا قال النبي (صلى الله عليه وسلم): فما إيمانك به ؟ قال : آمنت بنبوته ولم أره ، وصدَّقت برسالته ولم ألقه قال النبي (صلى الله عليه وسلم): يا أعرابي ، اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة فأقبل الأعرابي يقبـِّل يد النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي : مه يا أخا العرب ، لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها ، فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً ، بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً فهبط جبريل على النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال له : يا محمد، السلام يقرئك السلام ، ويخصك بالتحية والإكرام ، ويقول لك : قل للأعرابي ، لا يغرَّنه حلمنا ولا كرمنا ، فغداً نحاسبه على القليل والكثير، والفتيل والقـِطمير فقال الأعرابي : أو يحاسبني ربي يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : نعم يحاسبك إن شاء فقال الأعرابي : وعزته وجلاله، إن حاسبني لأحاسبنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟ قال الأعرابي: إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته ، وإن حاسبني على معصيتي ، حاسبته على عفوه، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه فبكى النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى ابتلت لحيته فهبط جبريل على النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال : يا محمد ، السلام يقرئك السلام ، ويقول لك : يا محمد قلـّل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم و قل لأخيك الأعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة ]
لم أجد لهذا الحديث ذكر في المصادر الموجودة البتة ، والله أعلم .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( وما يذكره كثير من الناس من دعاء معين تحت الميزاب ونحو ذلك فلا أصل له ) مجموع الفتاوى ( 26 / 122 )