منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى القران الكريم وتفسيره


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية الواثقة بالله
 
الواثقة بالله
المراقب العام

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,225 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي العوامل المساعده في تثبيت القرإن و عدم نسيانه

كُتب : [ 09-15-2018 - 01:08 AM ]

في العوامل المساعدة على تثبيت القرآن وعدم نسيانه

السؤال:
شيخَنا حفظكم اللهُ، ما نصيحتُكم لمن أراد حِفْظَ القرآن الكريم؟ وكيف يستطيع الشخصُ المحافظةَ على ما حفظه منه وعدمَ نسيانه؟ حفظكم اللهُ ورعاكم.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فاعلمْ أنَّ حِفْظَ القرآن الكريم فرضُ كفايةٍ على الأمَّة بالإجماع، وحِفْظَ ما تصحُّ به الصلاةُ مِنَ القرآن فرضُ عينٍ على كلِّ مسلمٍ بالإجماع(1)، وما عدا ذلك فحفظُه مستحبٌّ بالإجماع.
وفي حفظِ كلام الله تعالى فضلٌ عظيمٌ لقوله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»(2)، والتفاضلُ في مراتب الاستحقاق في الإمامة بالناس أو الأولوية في الدفن ونحو ذلك إنما تكون بحفظ القرآن؛ لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ»(3) أيْ: «أحفظُهم»، وكان يقول: «أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ»، فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ(4)، وكذلك التفاضلُ في درجات الجنَّة على قدْرِ الحفظ في الدنيا لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا»(5).
ولا يخفى ما في حفظِ القرآن الكريم مِنْ أهمِّيَّةٍ بالغةٍ لطالبِ العلم وللمتفقِّه؛ فالقرآنُ مصدرُ الأدلَّة يستظهرها الفقيهُ -عند الحاجة- في أحكامه وفتاويه، فمَنْ قَدَرَ على حفظه فهو مِنْ أجلِّ الطاعات والقُرُبات -كما تقدَّم-.
ومِنَ العوامل المساعدة على تثبيت الحفظ وعدم ذهاب العلم ما يلي:
1) شكرُ الله تعالى على نعمة الحفظ، واستعمالُ هذه النعمة في إتمام الحكمة التي شُرِعَتْ مِن أجلها في طاعة الله تعالى، ليكون القرآنُ حجَّةً له لا عليه. قال الله تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7].
2) إخلاصُ الحفظ لله تعالى، والصدقُ في العملِ بمقتضاه، وعدمُ ربطِ الحفظ بالمطالب الدنيوية، وأنْ لا تُتَقَصَّدَ به المفاخرةُ والمباهاةُ والمقاصدُ السيِّئةُ أو يُستعمَلَ في غير الغرض المطلوب؛ فإنَّ أخْذَ القرآن بهذه النوايا يُوَرِّثُ النفاقَ؛ فقد جاء في الحديث قولُه صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم: «أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا»(6).
3) تَعاهُدُ القرآن والإكثارُ مِن تلاوته ومراجعته؛ فإنَّ عدمَ التعاهد سببٌ لضياع الحفظ وذهاب العلم؛ لقوله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم: «تَعَاهَدُوا هَذَا القُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِبِلِ فِي عُقُلِهَا»(7)، ولقوله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم: «إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ القُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الإِبِلِ المُعَقَّلَةِ: إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ»(8).
4) أنْ يقومَ به آناءَ الليل والنهار؛ لقوله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم: «لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ»(9).
5) توطيدُ حفظه للقرآن الكريم بفقه المعاني والأحكام للعمل بها والدعوة إليها، مع ملازمته الصبرَ على هذه الطاعات؛ لأنَّ النفس قد تنفر منها لاتِّساع الأسباب وكثرة الأتباع، أو للاستثقال والكسل، أو لملاذِّ الحياة.
6) أنْ يجتنبَ المعاصِيَ والآثامَ والخِلْطَةَ مع الأشرار ونحوَها؛ لأنها جوانبُ شيطانيَّةٌ مُظْلِمَةٌ للقلب مُنْسِيَةٌ للذِّكر.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
الجزائر في: 27 من ذي الحجة 1431ه
الموافق ل: 03 ديسـمـبر 2010 م
(1) انظر: «مراتب الإجماع» لابن حزم (156).
(2) أخرجه البخاري في «فضائل القرآن» بابٌ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» (5027) من حديث عثمان بن عفَّان رضي الله عنه.
(3) أخرجه مسلم في «المساجد ومواضع الصلاة» (673) من حديث أبي مسعودٍ الأنصاري البدري رضي الله عنه.
(4) أخرجه البخاري في «الجنائز» باب الصلاة على الشهيد (1343) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(5) أخرجه أبو داود في «الصلاة» باب استحباب الترتيل في القراءة (1464)، والترمذي في «فضائل القرآن» (2914)، من حديث عبد الله بن عمرٍو رضي الله عنهما، وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (5/ 281).
(6) أخرجه أحمد (6633) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2/ 375).
(7) أخرجه البخاري في «فضائل القرآن» باب استذكار القرآن وتعاهُده (5033)، ومسلم في «صلاة المسافرين وقصرها» (791)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
(8) أخرجه البخاري في «فضائل القرآن» باب استذكار القرآن وتعاهُده (5031)، ومسلم في «صلاة المسافرين وقصرها» (789)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(9) أخرجه البخاري في «التوحيد» باب قول النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «رجلٌ آتاه الله القرآن..» (7529)، ومسلم في «صلاة المسافرين وقصرها» (815)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

المصدر


https://ferkous.com/home/?q=fatwa-1081

 



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:40 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML