هل تاب محمد حسان؟
للشيخ : أسامة بن عطايا العتيبي
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن الله جل وعلا يفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه وأناب، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ)) رواه البُخَارِيّ(5950) مختصراً، ومسلم(رقم2747).
والله يحب التائبين كما قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.
وقد جاءت التوبة متبوعة بالعمل الصالح في مواضع من كتاب الله كما قال تعالى: { فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ}
وقال تعالى: { فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
وقال سبحانه: { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}
وقال جل وعلا: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}
وقال عز وجل: { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}
وقال سبحانه وتعالى: { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}
ومن عمل الكبائر والبدع فإن الواجب عليه أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}.
ومن شروط التوبة النصوح أن يقلع عن المعصية، وأن يندم على ما عمل من ذنوب ومعاصي وبدع، وأن يعزم على عدم العودة إليها، وأن يريد بذلك وجه الله، وإن كان عليه حقوق ردها لأصحابها.
من هو محمد حسان؟
محمد حسان من الوعاظ المشهورين في مصر، وكنت التقيت به عام 1411 أو 1413هـ أو قريباً منها لا أتذكر بالضبط، وحججنا سوياً، وكان في الوقت الذي لقيته فيه خطيباً في مسجد مزرعة الدواجن التابعة للراجحي في القصيم، وكان يتكلم في الوعظ وذكر قضية الاهتمام بالتوحيد، إلا أنه كان مهتماً بالوعظ والتذكير اهتماماً بالغاً وكان من المآخذ عليه أنه يكثر من ذكر الأحاديث الضعيفة والواهية في خطبه ومحاضراته.
في ذلك الوقت كانت الفتنة على أشدها بسبب أزمة الخليج، وبدأ يظهر الوجه الحقيقي للقطبيين والسروريين، وكان الشيخ العلامة محمد أمان الجامي، والشيخ العلامة ربيع المدخلي، والشيخ العلامة حماد الأنصاري، والشيخ محمد بن هادي المدخلي وغيرهم من المشايخ قد رفعوا أصواتهم بالإنكار على القطبيين، وبيان مكرهم بالأمة، وأساليبهم في الفتنة.
ولكن كثيراً من الشباب المتحمسين المنتسبين إلى السلفية ولكن يغلب عليهم جانب الوعظ، أو جانب البحث العلمي دون الاهتمام بغزو هؤلاء المفسدين من أسراب الإخوان المسلمين كان أولئك الشباب يستغربون أسلوب أولئك العلماء في إنكار المنكر، ويرون النصيحة السرية فقط دون العلنية، ويحاولون التهوين من شأن ردود أولئك العلماء، ويحسنون ظنهم في رؤوس القطبيين والسروريين.
في عام 1413هـ نزل مصطفى بن العدوي ضيفاً عندي في منزلي بالمدينة، وذهبت به إلى الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله، فرحب به الشيخ لكون مصطفى بن العدوي من المنتسبين إلى السنة والحديث، ثم حذره الشيخ من القطبيين وتغلغلهم بين الشباب السلفي، فرد مصطفى بن العدوي بالنفي القاطع لوجود القطبيين بين السلفيين في مصر، أو أن يكون لهم أي أثر في مصر!!
وكلام مصطفى بن العدوي يدل على غفلة شديدة عن الواقع، أو على جهله بمعنى السلفية أو القطبية، واليوم ما زلنا نرى مصطفى بن العدوي مع القطبيين الثوريين في تآلف وتحاب ومودة وإخاء وكأنه واحد منهم، ولا نعلم أنه رد على أحد منهم، ولا أنه نصر علماء السنة في الرد عليهم.
سلفية الأسكندرية والقطبية في مصر
وبسبب توغل القطبية في كثير من المنتسبين للسلفية في مصر أصبحت سلفية كثير منهم تظهر بالوجه القطبي المشتغل بتكفير الحكام أو سبهم وشتمهم، والتشهير بهم، ومدح سيد قطب ومحمد قطب وحسن البنا، ومؤاخاة أهل البدع، والقدح في السلفيين الناصحين ونشأ ما يسمى بسلفية الأسكندرية القائمة على الجمع بين السلفية والقطبية! وكيف يجتمع الحق مع الباطل؟!!!
فسلفية الأسكندرية قطبية محضة كما هو الحال بما يسمى هنا في السعودية بسلفية السويدي بالضبط، فهم يزعمون السلفية وهم على منهج القطبيين.
ومعلوم أن هناك ما يسمى بالسلفية الجهادية وهي الوجه الذي يظهره تنظيم القاعدة ومن على نهجهم من الخوارج، وهم يمثلون الجناح العسكري لمثل سلفية السويدي وسلفية الأسكندرية والله أعلم.
ويتميز من ينتمون إلى سلفية الأسكندرية أو سلفية السويدي بالاهتمام بعلم الحديث ومسائل الفقه ونحوه حتى مسائل العقيدة، لكنهم يسيرون على طريقة القطبية في تعاملهم مع الحكام المسلمين، وفي سكوتهم عن الرد على أهل البدع الموجودين في الساحة كالإخوان المسلمين وجماعة التبليغ ونحوها، وشدتهم على السلفيين الذين يحذرون من أولئك المبتدعة، وكذلك معروفون بمؤاخاتهم لأهل الضلال والانحراف من المنتسبين إلى السلفية وهم منها براء.
وهذا المسلك الذي يسلكه من يسمون بسلفية السويدي أو سلفية الأسكندرية ومن تشبه بهم هو ما يسمى بالتمييع الذي يجب أن ينزه عنه كل سلفي على الجادة، وهو من أعظم فواقرهم، وهو الذي سبب لكثير منهم أن يعتقد عقيدة الخوارج وذلك بسبب مؤاخاة ومحبة أهل الابتداع في الدين.
حيث إنه لم يقف التميُّع عند مؤاخاة ومحبة جماعة الإخوان أو جماعة التبليغ بل صارت مؤاخاتهم للصوفية والأشاعرة والماتريدية والمرجئة، بل وصل الحال ببعضهم إلى مؤاخاة الرافضة والباطنية.
قطبية محمد حسان
إن الناظر فيما أنتجه محمد حسان من رسائل وخطب ومحاضرات يجد المنهج القطبي واضحاً في مسلكه هداه الله.
فهو معروف بعلاقاته الوطيدة مع الإخوان المسلمين، ورؤوس القطبيين في العالم، ولا يعرف عنه الرد على رؤوس الفتنة من الإخوان والتبليغ والقطبية، وعنده تقريرات خطيرة يظهر منها أنه يسير على منهج القطبيين، إضافة إلى خذلانه للسلفيين الذين ردوا على أهل البدع، بل وصل به الأمر إلى محاربتهم.
وقد كتب كثير من الإخوة جملة من مخالفات محمد حسان لمنهج السلف، ولست هنا بصدد تتبع أشرطته القديمة، أو كتاباته القديمة، ولكني سأنظر في جديده بعدما ذكر من توبته المزعومة!
الشيخ علي الحلبي وتتويب محمد حسان
إن حرص الشيخ علي الحلبي وغيره على تتويب من خالف منهج السلف هو من صميم منهج السلف، ومما أمر الله به، وحث عليه.
ولكن تتويب المنحرفين له ضوابطه في منهج السلف وليس أمراً يكتفى فيه بمجرد الدعوى.
فينبغي على طالب العلم أن لا يكون مغفلاً، فينقلب للقطبي مادحاً بعد أن كان له قادحاً إلا بعد يقين وأمر واضح، حتى لا يقع في غش الأمة، وحتى لا يكون سبباً في تذبذب كثير من الشباب وحيرتهم.
فمن شروط التوبة أن يقلع عن المعصية أو البدعة التي وقع فيها، فهل أقلع محمد حسان عن البدع التي كان واقعاً فيها؟
إن الشيخ علياً الحلبي كان موافقاً لمشايخ السنة الذين وصفوا محمد حسان بأنه قطبي، فهل تاب محمد حسان من الأصول الفاسدة التي كان عليها؟ أم تاب من أفراد أخطاء وقع فيها؟
وهذه قضية يغفل عنها الكثير، حيث يكون عند الشخص أصول فاسدة يسير عليها، وينتج عن تلك الأصول أخطاء عديدة متفرعة عن تلك الأصول، ثم نجد أن ذلك الشخص يتراجع عن بعض تلك الأخطاء فيبادر من يبادر إلى إعلان توبة ذاك المنحرف لكونه تاب من بعض أخطائه ناسياً أو غافلاً أو متغافلاً عن الأصول الفاسدة التي لم يتب منها بعد.
ولذلك نجد من كثير من أولئك التائبين العودة السريعة إلى أخطائهم التي رجعوا عنها أو إلى أخطاء أشد منها متفرعة من أصوله الفاسدة التي لم يتب منها.
فأهم ما يطلب من الشخص الذي يُتَوَّب أن يتوب من الأصول الفاسدة التي يسير عليها، والتوبة من الأخطاء التي تفرعت عن تلك الأصول الفاسدة.
فمثلاً: ذُكِرَ أن محمد حسان تاب من تبجيله لسيد قطب وكثرة النقول عنه فلننظر في نص توبته أولاً، وهل هذه توبة من أصل فاسد أم من فرع بني على ذلك الأصل؟
أقول: إن مسألة الثناء على سيد قطب، والاستشهاد بكلامه، والطعن فيمن يبين ضلاله وانحرافه كل ذلك مبني على أصول فاسدة من أصول أهل البدع منها:
الأصل الأول: الجهل بمعنى المبتدع، ومن ثم وصفه بالسلفي، والدفاع عنه.
فهل محمد حسان يعلم ما هي أخطاء سيد قطب؟ وهل ثناؤه عليه واحتفاؤه به، والقدح فيمن يصفه بالضلال ويبين انحرافاته مبني على علمه بمعنى البدعة عند أهل السنة؟
الظاهر من حاله إما أنه لا يعرف معنى البدعة، وإما أنه يعرفها لكن لا يعترف بها لما أشرب من حب البدع وأهلها.
فإن قيل: لعل محمد حسان لم يطلع على ضلالات سيد قطب؟
فالجواب: إنه اطلع عليها كما سيأتي نقله من كلامه بعد قليل.
الأصل الثاني: القول بوجوب الموازنة بين حسنات وسيئات أهل الضلال والانحراف.
وهذا لم يتب منه محمد حسان، بل ما زال يقرره، وموجود على موقعه إلى اليوم.
الأصل الثالث: ثناؤه على أهل البدع، وعدم تحذيره منهم مع علمه ببلاياهم ومعايبهم.
وهذا ظاهر في ثنائه على سيد قطب، وصلاح الصاوي، وعبدالرحمن عبدالخالق، وعزوه لمواقع كبار القطبيين والإخوانيين كما سيأتي بيانه.
فهذه أصول خالف فيها محمد حسان أهل السنة والجماعة فهل رجع عنها بمجرد عدم نقله عن سيد قطب أو نصيحته بعدم قراءة سيد قطب أو باستنكار بعض أعمال الخارجي أسامة بن لادن؟!!
فيطالب محمد حسان بالتوبة من الأصول الفاسدة وما يترتب عليها .
ولكن هل تاب محمد حسان من ثنائه العاطر على سيد قطب، ومن قدحه فيمن يبين ضلالات سيد قطب؟
محمد حسان وسيد قطب
سبق أن ذكرت أن موقف محمد حسان من سيد قطب فرع من عدة أصول فاسدة موجودة عند محمد حسان لم تظهر توبته منها بعد، ولكن توبته من فرع يعطي المسلم الأمل في أنه قد يكون هذا باباً للتوبة من الأصول الفاسدة التي عنده وما ترتب عليها من فروع، ولكنه أمل مشوب بحذر شديد لما عرف من تلون عند القطبيين.
ولذلك كان من المهم عرض موقف محمد حسان من سيد قطب وهل تاب منه أم لا؟
سأنقل كلام محمد حسان في سيد قطب، وما ذكر من توبته أخيراً ليكون المسلم على بينة من دينه ولا يغتر بالدعاوى الباطلة التي بنيت على غير أساس شرعي.
قال محمد حسان أثناء جوابه عن سؤال نصه: [ما رأيكم في مقالات الشهيد -بإذن الله- سيد قطب لماذا أعدموني؟]
قال محمد حسان: [...فنسأل الله -عز وجل- أن يجعل الشيخ سيد قطب -رحمه الله- عنده من الشهداء فهو الرجل الذي قدّم دمه وفكره وعقله لدين الله -عز وجل- نسأل الله أن يتجاوز عنه بمنه وكرمه، وأن يغفر لنا وله وأن يتقبل منا ومنه صالح الأعمال، وأنا أُشهد الله أني أحب هذا الرجل في الله مع علمي يقيناً أن له أخطاء وأنا أقول: لو عاملتم يا شباب شيوخ أهل الأرض بما تريدون أن تعاملوا به الشيخ سيد قطب فلن تجدوا لكم شيخاً على ظهر الأرض لتتلقوا العلم على يديه لأن زمن العصمة قد انتهى بموت المعصوم محمد بن عبدالله وكل كتاب بعد القرآن معرض للخلل {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا}.
لذا فأنا أحب هذا الرجل مع علمي ببعض أخطائه وأقول ومَن مِن البشر لم يخطئ؟ (فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) وأذكر يوم أن كنت أدرس لطلاب كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود في القصيم ويوماً استشهدت بفقرة للشيخ سيد قطب -رحمه الله- فردّ عليّ طالب من طلابنا فقال:يا شيخ قلت: نعم، قال: أراك تكثر الاستشهاد بأقوال سيد قطب. قلت : وهل تنقم عليّ في ذلك؟ قال: نعم، قلت: ولم؟ قال: لأنه كان فاسقاً. قلت: ولم؟ قال: لقد كان حليقاً، فقلت: يا أخي إن الإسلام في حاجة إلى شعور حي لا إلى شعر بغير شعور، مع أنني ما كنت ولن أكون أبداً ممن يقللون من قدر اللحية بل أنا الذي أقول إن إعفاء اللحية واجب لأن الأمر في السنة للوجوب ما لم تأت قرينة تصرف الأمر من الوجوب إلى الندب ((اعفوا اللحى)) ((وفروا)) ((ارخوا)) الأمر للوجوب إذا لم تأت قرينة تصرف الأمر من الوجوب إلى الندب لكن أقول: لا ينبغي أن نزن بهذه القسمة الضيزى رجل وأسعد قلبي سعادة غامرة أخ حبيب من أخواني الدعاة الكبار ، وقال لي: بأن عنده صورة للشيخ سيد قطب وهو بلحية كثة ولكنه حلق مع هذا البلاء الذي صبّ على رأسه في السجن والمعتقل فلا ينبغي على الاطلاق أن نزن الناس والمناهج بهذا الظلم، رجل زلّ أخطأ في الظلال أو في بعض كتبه لا ننكر ذلك لكن لا ينبغي الاطلاق، أن ننسف جهد الرجل وأن نتهمه والعياذ بالله بالضلال يعني ما نيش حسمي كتب[أي: لن أسمي كتاباً] الآن لكن هناك كتب تزيد عن المائتين صفحة تنقد سيد قطب وهذا أمر عادي جدا ما فيش فيه أي حرج لكن الكاتب لم يترحم على سيد قطب مرة واحدة ثم قال بالحرف: [سيد قطب ضال مضل] هذا ظلم ظلم ظلم بشع، وبعدين كاد قلبي يخرج من صدري وأنا أقرأ في الفهارس لهذا الكتاب عنواناً جانبياً في الفهرس يقول: (سيد قطب -يعني عنوان خطير جدا جدا- سيد قطب يدعو إلى شرك الحاكمية) قلت: دا الرجل ما ماتش إلا عشان القضية دي دا لم يعدم سيد قطب إلا من أجل قضية الحاكمية فهذا ظلم - يعني مجرد العنوان نفسه ظلم قمة في الظلم رجل زل في مبحث الأسماء والصفات آه نعم زل زل سيد قطب في مبحث الأسماء والصفات وزل غيره من أئمتنا الكبار النووي -رحمه الله- الحافظ ابن حجر -رحمه الله- الزركشي قصدي ابن الأثير زل في مبحث الأسماء والصفات نكفر ونضلل ونفسق ونبدع هذا منهج منحرف، الكلام دا كله مع من يشار إليهم بأنهم أصحاب المنهج الحق الصحيح إنما إوْعَ تسحب الكلام دا على المبتدعين أصلا. لا .رجل مبتدع آه نحذر منه ونوبخه ونبكته ونبين ضلاله ونبين فسقه ونبين بدعته دونما الحاجة إلى أن نبين محاسنه لا ما نبينش محاسن هو مبتدع أصلا وضال ، محاسن إيه اللي نبينها خلّ بالك من الكلام دا، الميزان دا في غاية الدقّة عشان ما تختلطش بين الأمرين إنما رجل الأصل فيه أنه على منهج أهل السنة فلا أن أظهر المحاسن وأن أبين أخطاءه برفق وأدب، بنية إظهار الحق وإبطال الباطل إنما رجل مبتدع رجل والعياذ بالله على بدع شركية أقوم يجي واحد يقول لي يا شيخ من الظلم أنك ما تبينش محاسنه لا دا من العدل ألا أبين محاسنه لو كانت له محاسن بل ينبغي أن أبين خطره وأن أحذر منه دونما التدليس على الناس بأن لهذا الرجل محاسن. واضح الفرق ، يا أخوانا بين دي ودي هذه مهمة جدا عشان ما تخلطش وتتلخبط تطلع برى وتقول الشيخ قال كذا وكذا كلام واضح جدا بيّن ، فرق بين هذين الصنفين والنوعين].
ويعني بالكتاب هو كتاب شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي : «أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره».
فما هو نص توبة محمد حسان المزعومة؟
سئل محمد حسان: رأيكم في سيد قطب ؟
فأجاب محمد حسان: «كتبي التي سطرتها -أخيراً- لا أستدلُّ -بفضل الله- إلا بأقوال أئمة السلف. وأنصح إخواني بأن لا يقرؤوا كتب سيد قطب؛ لأنها كتب فكرية، وليست كتباً منهجيَّة».
فهل هذه توبة من تزكية محمد حسان لسيد قطب وشهادته له بالخير؟
هذا يعتبر تغييراً طفيفاً في الموقف من سيد قطب، وهذا يقوله كثير من عتاة القطبية والسرورية، ولم ينفعهم شيء، لأنهم لا يقرون بضلالاته، ولا يحذرون منها، ولا يحذرون من سيد قطب نفسه، ولا يبينون الفساد الذي جره سيد قطب على الأمة الإسلامية.
وهل في كلام محمد حسان أنه رجع عن نقولاته الكثيرة عن سيد قطب؟ أم هو تغيير في أسلوب الكتابة في كتاباته الأخيرة؟
فهل هو نادم على نقله عن سيد قطب؟ وهل وعد بحذف نقولاته عن سيد قطب؟
لم يظهر منه شيء من ذلك إلا الزعم بأن كتبه الأخيرة ليس فيها إلا الاستدلال بأقوال أئمة السلف!
وذكر عنه أنه أمر المطبعة التي تطبع كتبه بحذف النقولات التي نقلها عن سيد قطب!
ومع أن هذا لم يُعْلَنْ من قِبَلِ محمد حسان إلا أنه فيه نظر، فنحتاج إلى إعلان ضلال سيد قطب وانحرافه عن منهج السلف كما بينه أهل العلم والهدى.
وأنا أقول: هل كلام أئمة السلف –عدا الصحابة- يستدل بكلامهم في غير نقل الإجماع أم يستشهد به يا محمد حسان؟
فالأدلة : الكتاب والسنة والإجماع والقياس الصحيح وما يلتحق بها من أدلة وليس منها كلام آحاد العلماء اللهم إلا الاحتجاج بأقوال الصحابة رضي الله عنهم.
وهل يعتقد محمد حسان بأن سيد قطب ليس من السلفيين أم ليس من أئمة السلف فقط؟!!
وكل هذا الالتفاف من محمد حسان ولا نجد منه تصريحاً بتضليل سيد قطب أو تبديعه.
وكذلك نصيحته الضعيفة لإخوانه بعدم قراءة كتب سيد قطب لأنها كتب فكرية ليست منهجية، فهل في هذا تصريح بتحريم أو كراهة الكتب الفكرية لسيد قطب أو غيره؟
ليس في جوابه وضوح . بل يظهر من جوابه أنه نصيحة بالأفضل في نظره فقط، ولم يتعرض لتحريم قراءة كتب سيد قطب ولا التحذير منها مع ما فيها من العظائم.
والناظر في موقع محمد حسان يجد أنه جعل إيقونة خاصة بمكتبة محمد حسان ولا نجد فيها إلا كتاباً واحداً كتبه عام 1413هـ وهو كتاب "خواطر على طريق الدعوة جراح وأفراح" ويجد فيه أصوله القطبية ظاهرة، ونقله عن سيد قطب وأبي الأعلى المودودي وتأصيل منهج الموازنات وغير ذلك من أصول القطبية.
ومع أن الكتاب قديم إلا أنه موجود على الموقع الجديد إلى هذه اللحظة في شهر رمضان المبارك من عام 1429هـ فعلام يدل على هذا الفعل يا من اغتر بتوبة محمد حسان؟!!
محمد حسان وموقفه من جماعة من رؤوس القطبيين والإخوان المسلمين
على افتراض أن محمد حسان تاب من موقفه السابق من سيد قطب فهل هذا كافٍ في توبته من تعظيم أهل البدع والانحراف؟
إن الناظر في موقع محمد حسان على شبكة الإنترنت يجد أنه ما زال على مواقفه من تأييد رؤوس الفتنة والضلال، وموقعه ينصح بمواقع تروج لأفكار سيد قطب بكل وضوح.
وأما ما يدل على بقائه على موقفه السابق هو وضعه لكتابه "خواطر على طريق الدعوة جراح وأفراح" والذي كتبه عام 1413هـ وهو الكتاب الوحيد في مكتبة محمد حسان على موقعه، ويجد الناظر فيه أصول محمد حسان القطبية ظاهرة، ونقله عن سيد قطب وأبي الأعلى المودودي وتأصيل منهج الموازنات وغير ذلك من أصول القطبية.
وكما قلت سابقاً: ومع أن الكتاب قديم إلا أنه موجود على الموقع الجديد إلى هذه اللحظة في شهر رمضان المبارك من عام 1429هـ فعلام يدل على هذا الفعل يا من اغتر بتوبة محمد حسان؟!!
ثم لننظر في المواقع التي ينصح بها محمد حسان، وسأذكر للقارئ بعضها ليكون على بينة من دينه.
بعض المواقع التي ينصح بها محمد حسان في موقعه:
1- موقع المسلم يشرف عليه ناصر بن سليمان العمر!!
2-موقع عائض بن عبد الله القرني!!
3- موقع اسلاميات وهو موقع علي بادحدح وهو من رؤوس الإخوان.
4- المدرسه الربانيه للمرئيات الصوتيه وهو موقع يشتمل على محاضرات لعبدالرحمن عبدالخالق وأحمد نشأت وغيرهما من أهل الانحراف.
5- طريق الايمان موقع يشرف عليه نبيل العوضي
6 - موقع وجدى غنيم
فهل السلفيون ينصحون بمواقع رؤوس الإخوان والتبليغ والقطبيين؟!!
يتبع إن شاء الله
وأول الحلقة الثانية: محمد حسان وموقفه من الخارجي المفسد أسامة بن لادن!
كتبه:
أبو عمر أسامة بن عطايا العتيبي
التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام 1429هـ
أحببت أن أنقل هذا الموضوع بهذا التأريخ ليبين للجميع أن محمد حسان من القطبية من قديم ولكن زاد وانفضح أمره للجميع بعد ثورة مصر عندما خرج هو وأهله مع الثوار