[فائدة] وأنت صائم في هذه العشر لا تقل بلسانك لمن سابّك: إني صائم
الصّيام يهذّب الأخلاق، ويمنع من الأخلاق الشاذّة :كرفع الأصوات والسّباب؛ سباب النّاس والشتائم هذا من قول الزّور، و جواب السباب: بيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم أن يُجاب السّابُ بغير سبابٍ، فأمر من أُبتلي بمن سبّه أن يقول لمن سابّه: إنّي صائمٌ.
اختلف أهل العلم هل يقول ذلك بلسانه؟ أو يقول بقلبه؟
منهم من رأى أن يقول ذلك بلسانه لأنّ هذا ما يدلّ عليه ظاهر اللّفظ، ومنهم من رأى أنّه يقول ذلك بقلبه لأنّ القول يشمل قول اللّسان وقول القلب، وفصّل بعضهم تفصيلًا: إنْ كان صيامه فريضة فليقل بلسانه لأنّه لا يخشى من الرّياء، في رمضان مثلًا النّاس كلّهم صيامٌ، إذا قال إنّي صائمٌ لمن سابّه لا يُخشى عليه الرّياء، وأمّا إن كان متطوّعًا، وصوم التطوّع غالبًا سرٌّ بيْن العبد وبيْن ربّه لا أحد يعلم عنه ما لم يُعلن هو لذلك ينبغي أن يقول بقلبه خشية الرّياء، لا يقول بلسانه لأنّه إذا قال بلسانه ربّما جاءه وسواس الرّياء، و أن يكون ذلك بمثابة الإعلان عن صيامه، إذن فليصبر وليقل ذلك بقلبه ليذكّر قلبه ولأن لا يثيره السّباب و يصبر على ما زاد على ذلك.
شرح فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الصيام الشريط الرابع للشيخ أمان الجامي رحمه الله