منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي الجوهرة مخالفة
الجوهرة غير متواجد حالياً
 
الجوهرة
عضو مميز
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 10
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة : في قلب أمي الحبيبة
عدد المشاركات : 2,104 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي الركائب العشر للتحصيل العلمي .. للشيخ عبدالله الظفيري

كُتب : [ 03-23-2017 - 11:04 PM ]

الركائز العشر للتحصيل العلمي


تأليف الشيخ : عبد الله بن صلفيق الظفيري .


تقديم فضيلة الشيخ : أحمد بن يحيى النجمي .


بسم الله الرحمن الرحيم


كلمة فضيلة الشيخ / أحمد بن يحيى النجمي


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه وبعد : فقد عرض على أخونا في الله عبد الله بن صلفيق الظفيري كلمته التي كتبها عن الركائز التي ينبغي لطالب العلم أن يسلكها ، فرأيتها كلمة ممتازة ، وفق فيها إلى حصر الركائز التي يحتاج إليها طالب العلم ، والتدليل عليها من الكتاب والسنة . وبالجملة : فقد أجاد وأفاد ، فجزاه الله خيراً ، وبارك فيه ، وكَثَّر من أمثاله ، وإني لأحث طلاب العلم على حفظ هذهِ الركائز والعناية بها ، وبالله تعالى التوفيق . بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله أمـــــا بعــــد : فهذه كلمات يسرة في بيان الأسس المهمة التي يحتاجها السالك مسلك طلب العلم ، أوصي وأذكر بها نفسي وإخواني ،فإن من رام طلب العلم وأراد تحصيله فلا بد له من ركائز وأسس عشرة :


أولا : الاستعانة بالله عز وجل : فالمرء ضعيف لا حول ولا قوة له إلا بالله ، وإذا وكل إلي نفسه هلك وضاع ، وإذا وكل أمره إلي الله تعالي واستعان به على طلب العلم فإن الله تعالي يعينه ، وقد حث الله عز وجل على ذلك في كتابة الكريم ، فقال تعالى : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وقال تعالى : (ومن يتوكل على الله فهو حسبة ) [ الطلاق :3]أي : كفيلة ، وقال تعالى : ( وعلي الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) [ المائدة :23] . ويقول النبي صلي الله عليه وسلم : " لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً ، وتروح بطاناً . وأعظم الرزق : العلم ، ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم كان دائما متوكلا مستعينا بربه في أموره كلها . وفي دعاء الخروج الثابت عن النبي صلي الله عليه وسلم دلاله على ذلك حيث كان يقول ( باسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله )).


ثانياً : حسن النية : فالمرء يجعل نيته لله عز وجل في طلب العلم مخلصا لله في ذلك لا يريد سمعة ولا شهرة ، ولا عرضاً من أعراض الدنيا . ومن جعل نيته لله وفقه الله تعالي وأثابه على ذلك ، لأن العلم عبادة بل من أعظمها . والعمل لا يكون العبد مثاباً عليه إلا إذا كان خالصاً لله تعالى متبعا فيه للرسول صلي الله عليه وسلم ، والله عز وجل يقول ، ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) [ النحل :128]. وأعظم التقوى : إخلاص النية لله ، والمرائي في طلب العلم . فضلا عن خسارته في الدنيا فإنه معاقب في الآخرة ، كما جاء في الثلاثة الذين يسحبون على وجوههم في النار ، ومنهم رجل طلب العلم ليقال : عالم ، وقد قيل .


ثالثا : التضرع إلي الله تعالى وسؤاله التوفيق والسداد : ودعاؤه ربه الاستزادة من طلب العلم ، فالعبد فقير ، محتاج إلي الله غاية الحاجة ، والله تعالى حث عبادة إلي سؤاله والتضرع إليه ، فقال : ( ادعوني أستجب لكم ) [ غافر :60] . وقال النبي صلي الله عليه وسلم : ( ينزل ربنا كل ليلة إلي سماء الدنيا ، فيقول : من يدعوني فأستجب له ، من يسألني فأعطية ، ومن يستغفرني فأغفر له ). والله عز وجل أمر نبيه أن يسأله الاستزادة من العلم ، فقال تعالى : ( وقل رب زدني علما ) [ طه : 114] . وقال تعالى على لسان إبراهيم علية السلام ( رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين ) [ الشعراء : 83] والحكم : هو العلم ، كما قال النبي صلي الله عليه وسلم ( إذا اجتهد الحاكم ... الحديث)). والنبي صلي الله عليه وسلم دعا لأبي هريرة رضي الله عنه بالحفظ ، ودعا لابن عباس - رضي الله عنهما - بالعلم فقال : ( اللهم فقهه في الدين ، وعلمه التأويل ) فاستجاب الله دعاء نبيه ، فكان أبو هريرة رضي الله عنه لا يسمع شيئا إلا حفظة ، وأصبح ابن عباس - رضي الله عنهما - حبر الأمة وترجمان القرآن ولا يزال العلماء علي هذا يتضرعون إلي الله ويسألونه العلم ، فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - يذهب إلي المساجد ، ويسجد لله ويسأله فيقول : يا معلم إبراهيم علمني ، ويا مفهم سليمان فهمني " . فاستجاب له دعاءه ، حتى قال ابن دقيق العيد عنه : قد جمع الله له العلم حتى كأنه بين عينيه يأخذ ما يشاء ويترك ما يشاء .


رابعا : صلاح القلب : فالقلب وعاء العلم، فإن كان الوعاء صالحاً خزن ما فيه وحفظه ، وإن كان الوعاء فاسدا ضيع ما فيه . والرسول صلي الله عليه وسلم جعل القلب أساس كل شئ ، فقال : ألا وإن في الجسد مضغه ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب )) . وصلاح القلب يكون بمعرفة الله تعالي بأسمائه وصفاته وأفعاله والتفكير في مخلوقاته وآياته ، ويكون بتدبير القرآن العظيم ، ويكون كذلك بكثرة السجود وقيام الليل . ويتجنب مفسدات القلب وأمراضه ، فإنها إن وجدت في القلب فإنه لا يستطيع حمل العلم ، وإن حمله لا يفقهه ، كما قال الله تعالى عن المنافقين مرضى القلوب : ( لهم قلوب لا يفقهون بها ) [ الأعراف : 179]. وأمراض القلوب نوعان : شهوات ، وشبهات : فالشهوات : كحب الدنيا وملذاتها ، والانشغال بها ، وحب الصور المحرمة ، وسماع المحرمات من الأصوات والمزامير والغناء ، وكذلك النظر المحرم . والشبهات : كالاعتقادات الفاسدة ، والأعمال المبتدعة ، والانتماء للاتجاهات الفكرية البدعية المخالفة لمسلك السلف الصالح . ومن أمراض القلوب الصادة عن العلم أيضا : الحسد ، والغل ، والكبر ، ومن مفسدات القلب أيضا : فضول النوم ، وفضول الكلام وفضول الطعام . فتجنب هذه الإمراض والمفسدات صلاح للقلب .


خامسا : الذكاء : والذكاء يكون جلبة ، ويكون مكتسباً ، فإن كان المرء ذكيا قواه ، وإلا مرن نفسه حتى يكتسبه . والذكاء من الأسباب القوية المعنية علي تحصيل العلم ، وفهمه وحفظه ، والتفريق بين المسائل ، والجمع بين الأدلة وغير ذلك .


سادسا : الحرص علي تحصيل العلم سبب لتحصيله وإعانة الله تعالى له والله تعالى يقول : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) [ النحل : 128]. والإنسان إذا عرف أهمية الشئ حرص على تحصيله ، والعلم أعظم شئ يتحصله المرء . فعلى طالب العلم : الحرص الشديد على حفظ العلم وفهمه ، ومجالسه العلماء والتلقي عنهم ، ويحرص على كثرة القراءة ، واستغلال عمره وأوقاته ، ويكون شحيحاً جدا على وقته .


سابعا : الجد والاجتهاد والمثابرة على التحصيلي العلمي : والابتعاد عن الكسل والعجز ، ومجاهدة النفس والشيطان فالنفس والشيطان مثبطان عن طلب العلم . ومن الأسباب المعينة على الاجتهاد في الطلب : قراءة تراجم العلماء وصبرهم وتحملهم ، ورحلاتهم في تحصيل العلم والحديث .


ثامنا : البلغة : وهي أن يفرغ الطالب غاية جهده حتى يبلغ مراده في العلم والقوة فيه : حفظاً وفهماً ، وتعقيداً


تاسعا : صحبه الشيخ المعلم : فالعلم يؤخذ من أفواه العلماء ، فالطالب لكي يرتكز في طلبه للعلم على ركيزة صحيحة : عليه أن يجالس العلماء ، ويتلقى منهم العلم ، فيكون طلبه على قواعد صحيحة ، يتلفظ بالنص القرآني والحديث تلفظا صحيحا لا لحن فيه ولا تصحيف ، ويفهمه الفهم الصحيح المراد ، وفضلا عن ذلك فإنه يستفيد من العالم : الأدب ، والأخلاق ، والورع ، وعليه أن يتجنب أن يكون شيخه كتابة ، فإن من كان شيخه كتابه ، كثر خطؤه وقل صوابه . ولا زال هذا الأمر في الأمة إلي وقتنا هذا ، وما برز رجل بالعلم إلا كان متربيا متعلما على يد عالم ..


عاشرا : طول الزمان : فلا يحسب طالب العلم أن طلبه يتم بيوم أو يومين أو سنة أو سنتين بل إن طالب العلم يحتاج صبر سنين . سئل القاضي عياض - رحمه الله تعالى :-إلي متي يطلب المرء العلم . فقال : حتى يموت فتصبه محبرته على قبرة ". وقال الأمام أحمد : جلست في كتاب الحيض تسع سنين حتى فهمته". ولا زال طلاب العلم الأذكياء يجالسون العلماء العشر السنين والعشرين سنة ، بل إن بعضهم يظل يجالسه حتى يتوفاه الله . فهذه بعض الركائز التي ينبغي أن ينتبه لها الطالب لتحصيله العلمي . أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقني وإياكم إلي العلم النافع ، والعمل الصالح ، وصلي الله على نبينا محمد ، وعلي آله وصحبه ومن تبعهم واقتفي أثرهم بإحسان إلي يوم الدين .

 



توقيع : الجوهرة
يقول الحسن البصري رحمه الله :
تفـقـَّـد الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة والقرآن والذكر ،
فإن وجدت ذلك فأمضي وأبشر ، وإلا فاعلم أن بابك مغلق فعالج فتحه .
رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:29 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML