[]الفائدةالأولى:
ما ورد في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته أقسام منها : ما ورد بلفظ [الإسم على وجه التسمي به ، كالعزيز والحكيم والغفور وشبه ذلك ، فهذا القسم يوصف به الرب ، ويسمى به ويشتق له منه فعل ، ويثبت له منه مصدر ، كالعزة والحكمة والمغفرة.
ومنها : ما ورد بلفظ الإسم على وجه الإضافة ، فهذا يطلق على الله بلفظ الإرادة ولفظ الفعل ، ولا يشتق له منه إسم ، مثل قوله تعالى : " يخادعون الله وهو خادعهم " يجوز أن نقول : الله خادع المنافقين ، ويخادع من خدعه ، ونحو ذلك ، ولا يجوز أن نعد من أسمائه الخادع ، لعدم ورود ه ، ولأن إطلاق الخادع يحتمل الذم والمدح ، فلا يجوز إطلاقه في حق الله .
ومنها : ما ورد بافظ الفعل فقط : كالكيد والمكر ، فهذا لا يطلق على الله إلا بلفظ الفعل ، كقوله سبحانه وتعالى :" إنهم يكيدون كيدا " وقوله :" ومكروا مكرا"ولا يجوز أن من أسمائه سبحانه الكائد والماكر لما تقدم وإنما جاز وصف الرب بالخداع والمكر والكيد في الآيات المشار ، لأنه في مقابل خداع أعدائه ومكرهم وكيدهم ، ومعاملتهم بمثل ما فعلوا مدح وعدل يستحق عليه المدح والثناء.
الفائدة الثانية:
فائدة ذكرها شيخ الإسلام وغيره وهي : أن صفات الرب القولية والفعلية قديمة النوع حادثة الآحاد ، كالكلام والخلق والرزق ، والنزول ، و أشباه ذلك ونحو ذلك ، فجنس الكلام والخلق والرزق والنزول قديم ، وأنواعه تحدث شيئا فشيئا ، على حسب حكمة الرب سبحانه ، كما في قوله تعالى :" وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث " الآية . وكخلق آدم بعد أن لم يكن مخلوقا ، وغير ذلك ، وهكذا الرزق والكلام .
وأما صفات الذات كاليد والقدم والسمع والبصر فهي صفات قديمة كالذات .
المصدر :" التنبيهات اللطيفة على ما إحتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة" .
منقول