يقول العلاّمة الشيخ د.ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:
يا أخي لا تسرح مع الدنيا،ومع الشهوات،ومع الوساوس والخطرات الفاسدة،
حاول أن تفكر تفكيراً جيداً فيما ينفعك،
حاول أنْ تتعقّل،
حاول أن تنتظر الموت،
إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح،
وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء،
ولا تترك الآمال فسيحة،
والآماد بعيدة،
وأنت تريد أن تبني القصور،
وتملك الدور،
اجعل أملك قصيراً،
وإذا انفلتت نفسك و راحت تسرح،حاولها،قيّدها و ثبّتها،
لأنها تحتاج إلى معالجة،
تعقّل،
هذا دين الله،
وأنت والله ما تدري متى يفاجئك الموت وأنت على أي حال،
فيجب أن تستصحب تقوى الله في كل حال مِن الأحوال:
((اتَّقِ الله حيث ما كنت))،
واعبد الله سبحانه و تعالى،
و كُنْ كأنك تراه،
فإنْ لَم تكن تراه فإنه يراك،
بهذه المشاعر النبيلة،
وهذا الإحساس النبيل،
تصير في القلب حياة،
أما إذا مات القلب،
وفقد هذه المشاعر -والعياذ بالله-
فلا تنتظر إلا كل بلاء -والعياذ بالله-
القلب النقي مثل الثوب النظيف ما يقبل أي نقطة،
والقلب الميت لا يحس،
ولو نحرته بالسكاكين،
ولو ضربته بالسكاكين والخناجر والرماح ما يحس،
فإنه ميت،
فنسأل الله العافية.
[المجموع الرائق مِن الوصايا والزهديات والرقائق،التقوى وآثارها و أوصاف المتقين وجزاؤهم،ص 23]