التفريغ:
السؤال:
يقول البعض: كيف يُجاب عن فعل الحسين رضى الله عنه وأرضاه في قتاله و كذلك بعض من فعل ذلك من فضلاء السلف رحمهم الله فى مسألة القتال مع ولى الأمر؟
الجواب:
هذه القضية منذ القدم تتردد ويتوارثها أهل الأهواء والبدع ولكن ولله الحمد الجواب عليها سهل يسير يعلمه غلمان أهل السنة بفضل الله جل وعلا وقد تقرر عند أئمة الحديث المقالة المشهورة ( لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التأريخ ) فنحن نجيب على هذه الدعوة بالتاريخ.
أقول: ما يتعلق بالحسين رضى الله عنه ؛ ما خرج على يزيد مطالبًا للحكم ولا خرج يقول إن يزيد ليس له فى عنقي بيعة ولا يصلح للولاية هذا لم يثبت وإنما خرج مطالبا بدم أبيه رضى الله عنه ، خرج من المدينة إلى العراق ما هو خرج عن السمع والطاعة فلما صار ما صار قال افتحوا لي الطريق إلى ابن عمي يقصد يزيد بن معاوية فهو ابن عمه فيلتقيان هو وإياه فى ابن عبدمناف فإن هذا الحسين بن على بن أبي طالب واسمه عبدمناف بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر إلى آخره.
وهذا يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن عبدشمس ببن عبدمناف.
فعبدشمس وهاشم إخوة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب من فرع هاشم ، ومعاوية من فرع شمس ، فنسل معاوية ونسل النبي صلى الله عليه وسلم ونسل على بن أبي طالب أبناء عمومة فلذلك يقول أبوطالب:
جزى الله عنا عبدشمس ونوفل.....عقوبة شرٍ عاجل غير آجلِ
وعبد شمس ونوفل أخوانا للمطلب من عبدمناف ولهاشم بن عبدمناف فهو ابن عمه .
فالشاهد الحسين يقول افتحوا لي الطريق وذروني وابن عمي فأبوا ، فقال لهم دعوني ألحق بثغر من ثغور المسلمين أُقاتل فيه وأُجاهد فى سبيل الله فأبوا ، فقاتله جيش يزيد ليس بأمر يزيد ، فلما قاتلوه اضطروه إلى القتال قاتل دفعا عن نفسه وحرمته رضى الله تعالى عنه وإلا لم يخرج على يزيد ، فهكذا يُقال وإلا لو قيل بهذه المقالة السخيفة للازم منها أن يكون الحسين رضى الله عنه خارجيا والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر عنه وعن أخيه أنهما ريحانة الجنة فكيف يقال هذا فى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟!!!
ويُزاد على ذلك أيضا شبهة أخرى الشيء بالشيء يُذكر حتي يكتمل الجواب ألا وهى قضية خروج عبدالله بن الزبير وهذه أيضا كذبة أخرى فإن عبدالله بن الزبير رضى الله عنهما ، عبدالله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزي لم يخرج رضى الله تعالى عنه على أحد بل كانت الإمارة والإمامة فى معاوية وقد بايع له سامعا مختارا مطيعا رضى الله عنه ثم لما جاءت ولاية العهد إلى ابنه يزيد أقر بذلك وكان سامعا مطيعا مختارا رضى الله عنه فلما توفى يزيد لم يعهد بالإمامة إلى أحد من بعده ويزيد ليس له من الولد إلا ولد ابنٌ واحد معاوية بن يزيد بن معاوية وقد توفى صغيرا فى حياة أبيه يزيد ولم يعهد بولاية العهد إلى أحد فلما توفى يزيد لم يكن هناك خليفة للمسلمين فاجتماع أهل الحجاز على عبدالله بن الزبير رضى الله عنهما وبايعوه وبايعوه أهل اليمن وأهل مصر والعراق بل وبلاد الشام كلها إلا دمشق بل ويقال كما ذكرت كتب التأريخ أن بقية بني أمية وهو مروان بن عبدالملك أراد أن يبايعه فجاءه فى الطريق من صرفه وقال له أتبايعه والملك كان فى أباك وأجدادك فحصل ما حصل فهذا القول أن عبدالله بن زبير رضى الله عنهما خرج هذا كذب ظاهر معلوم معروف بالتأريخ.
فهؤلاء إنما يحتجون بشبهة مثل بيت العنكبوت فى غاية الضعف والوهاء ووضوحها فى البطلان نسأل الله العافية والسلامة .
وإذا كان الأمر كذلك فلا حجة لهم لأنه يقال أثبت العرش أولا ثم انقش ، وهذا لا يثبت .
وأما ما جاء من بعض الفضلاء من أهل الطاعة والعلم والعبادة من الخروج فهو مردود عليهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم فلا حجة فى فعل أحد وهذا شيخ الإسلام رحمه الله تعالى يقول:
وقَلَّ من خرج على ذي سلطان إلا وكان ما تولد على خروجه من الشر أعظم مما أراد من الخير فلا هم أقاموا دينا ولا هم أبقوا دنيا. وإن كان فى بعض ذلك بعض الفضلاء من المسلمين. نعم
منقول