أخرج مسلم في ((صحيحه)) عن جُوَيرية رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ.
فَقَالَ: ((مَا زِلْتِ عَلَى الحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا)).
قَالَتْ: نَعَمْ.
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ اليَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((مجموع الفتاوى)) (6 / 553) – ((الرسالة العرشية)) -: ((فهذا يبين أن زنة العرش أثقل الأوزان . وهم يقولون : إن الفلك التاسع لا خفيف ولا ثقيل بل يدل على أنه وحده أثقل ما يمثل به كما أن عدد المخلوقات أكثر ما يمثل به)) اهـ .
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((المنار المنيف)) (ص 36): ((وقوله وزنة عرشه فيه إثبات للعرش وإضافته إلى الرب سبحانه وتعالى وأنه أثقل المخلوقات على الإطلاق إذ لو كان شيء أثقل منه لوزن به التسبيح وهذا يرد على من يقول إن العرش ليس بثقيل ولا خفيف وهذا لم يعرف العرش ولا قدره حق قدره)) اهـ.
وقال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله في ((فقه الأدعية والأذكار)) (3 / 43): ((وقوله: "وزِنَة عرشه" فيه إثباتُ العرش، وإضافته إلى الرَّبِّ سبحانه وتعالى، وأنَّه أثقلُ المخلوقات على الإطلاق؛ إذ لو كان شيءٌ أثقلَ منه لوُزن به التسبيح)) اهـ.
وقال أيضًا حفظه الله في ((تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي)) (ص 72): ((أنَّه أثقل المخلوقات وزناً)) اهـ.
جمع: عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار