🔹 خصائص الفرقة الناجية*
الإمامُ ابنُ عُثَيمِين رَحِمهُ الله :
*أبرز الخصائص للفرقة الناجية* هي:
*التمسك بما كان عليه - النبيﷺ في العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملة.*
*هذه الأمور الأربعة تجد الفرقة الناجية بارزة فيها.
*- ففي العقيدة :*
تجدها متمسكة بما دل عليه كتاب الله وسنة رسولهﷺ من التوحيد الخالص في أُلوهية الله، وربوبيته، وأسمائه وصفاته .
*- وفي العبادات :*
تجد الفرقة متميزة في تمسكها التام وتطبيقها لما كان عليه النبيﷺ في العبادات في أجناسها، وصفاتها، وأقدارها، وأزمنتها، وأمكنتها، وأسبابها،
فلا تجد عندهم ابتداعاً في دين الله،
بل هم متأدبون غاية الأدب مع الله ورسوله لا يتقدمون بين يدي الله ورسوله في إدخال شيء من العبادات لم يأذن به الله.
*- وفي الأخلاق :*
تجدهم كذلك متميزين عن غيرهم بحسن الأخلاق ،
كمحبة الخير للمسلمين، وانشراح الصدر، وطلاقة الوجه، وحسن المنطق، والكرم والشجاعة إلى غير ذلك من مكارم الأخلاق ومحاسنها.
*- وفي المعاملات :*
تجدهم يعاملون الناس بالصدق والبيان اللذين أشار إليهما النبيﷺ في قوله : *(( البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا،*
*. فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا،*
*. وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا ))*.
*● والنقص من هذه الخصائص* لا يُخرج الإنسان عن كونه من الفرقة الناجية،
لكن لكلٍ درجات مما عملوا،
والنقص في جانب التوحيد ربما يخرجه عن الفرقة الناجية، مثل :
*الإخلال بالإخلاص*،
وكذلك في *البدع* ،
ربما يأتي ببدع تخرجه عن كونه من الفرقة الناجية.
*● أما في مسألة الأخلاق والمعاملات* فلا يخرج الإخلال بهما من هذه الفرقة، وإن كان ذلك يُنقص مرتبته.
*_ وقد نحتاج إلى تفصيل في مسألة الأخلاق:*
فإن من أهم ما يكون من الأخلاق :
*اجتماع الكلمة*،
*والاتفاق على الحق* الذي أوصانا به الله تعالى في قوله : *{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ }*.
وأخبر أن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً أن محمدًاﷺ بريء منهم، فقال الله ـ عز وجل ـ: *{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ }*
*فاتفاق الكلمة وائتلاف القلوب* من أبرز خصائص الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة.
فهم إذا حصل بينهم خلاف ناشئ عن الاجتهاد في الأمور الاجتهادية، *لا يحمل بعضهم على بعض حقداً ولا عداوة ولا بغضاء*،
بل يعتقدون أنهم إخوة حتى وإن حصل بينهم هذا الخلاف،
حتى إن الواحد منهم ليصلي خلف من يرى أنه ليس على وضوء،
ويرى الإمام أنه على وضوء،
مثل : *أن الواحد منهم يصلي خلف شخص أكل لحم إبل*، وهذا الإمام يرى أنه لا ينقض الوضوء،
والمأموم يرى أنه ينقض الوضوء فيرى أن الصلاة خلف ذلك الإمام صحيحة،
وإن كان هو لو صلاها بنفسه لرأى أن صلاته غير صحيحة،
كل هذا لأنهم يرون أن الخلاف الناشئ عن اجتهاد فيما يسوغ فيه الاجتهاد ليس في الحقيقة بخلاف،
لأن كل واحد من المختلفَين قد تبع ما يجب عليه اتباعه من الدليل الذي لا يجوز له العدول عنه،
فهم يرون أن أخاهم إذا خالفهم في عمل ما اتباعاً للدليل هو في الحقيقة قد وافقهم، لأنهم هم يدعون إلى اتباع الدليل أينما كان،
فإذا خالفهم موافقة لدليل عنده، فهو في الحقيقة قد وافقهم، لأنه تمشى على ما يدعون إليه ويهدون إليه من تحكيم كتاب الله وسنة رسول اللهﷺ .اهـ.
📚["مجموع الفتاوى والرسائل"(31/38-40) قسم العقيدة، ط. دار الثريا].