إذا ساءَ فِعْلُ المرْءِ ساءَتْ ظُنُونُهُ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
من شرح القواعد المثلى في صفات الله وأسماءه الحسنى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
في عموم علم الله تعالى وسعته
قال تعالى .... وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) الأنعام (59)
حبة مندفنة في قاع البحر في ليلة ذات مطر وغيم كثيف ،كم تكون الظلمات ؟:
1_الطبقة التي غطتها في الأرض
2_البحر (الماء)
3_الليل
4_السحاب
5_المطر
هذه الحبة الصغيرة التي قد لا تدركها العين المجرّدةوكانت في قاع البحر على الوجه اللذي وصفنا فالله تبارك وتعالى يعلمها ،وليس يعلمها فحسب بل في كتاب مبين ،مكتوية ،فهذا دليل على عموم علم الله عز وجل وسعته ،وأنه لا يخفى عليه شيئ في الارض ولا في السماء.
أنت إذا آمنت بهذا العلم أعتقد أن إيمانك يردعك عن فعل مايكرهه الله ،ويوجب لك أن تقوم بما يحبه ،مهما كتمت في نفسك فالله عالمه ،وثق بأنه إذا كان مما يكرهه فإنه سيطلع عليه العباد ،سواء أخبروك أو لم يخبروك ،يعني الشيطان يامرك بالفخشاء فتفعلها سرا لا يعلمها إلا الله ،،فيلقي في قلوب الناس أنك فعلت ذلك .
وهذه نقطة يجب أن نهتم بها :
فتشعر إذا نظر الناس إليك كأنهم يؤنبونك ،تشعر بذلك في نفسك ،مايقولون لك ذلك الشيئ لكن الشيطان يلقي في قلوبهم ذلك ،فيسيئون الظن بك فينقلب ذلك على نفسك ،ختىكأنك تنظر إلى الناس وكأنهم شاهدوا فعلك وهذا شيئ غريب ،وعليه قال الشاعر ك
إذا ساءَ فِعْلُ المرْءِ ساءَتْ ظُنُونُهُ ....وَصَدَقَ مَا يَعتَادُهُ من تَوَهُّمِ. (*)
فهذه من أسرار حكمة الله عز وجل ،أن ما يخفيه الإنسان في نفسه وإن كان لم يطاع عليه أخد فإن الله تعالى يعلم به ،وإذا علم الله به أوشك أن يطلع عباده على ذلك ،ولقد قال ابن القيم رحمه الله :
الشيطان نفسه اللذي أمرك بالسوء يلقي في قلوب الناس أنك فعلت ذلك السوء ،هده المسألة توجب على الإنسان أن يحترس من الذنوب وإن كانت خفية .
البيت للمتنبي من قصيدة :فِراقٌ وَمَنْ فَارَقْتُ غَيرُ مُذَمَّمِ
http://www.adab.com/modules.php?name...shqas&qid=5678
من هنـــــــا