*⟦لَا يُغَرُّنَّكُمُ الْبَاطِلُ بِكَثْرَةِ سَالِكِيه⟧*
✍قال الإمام إِبْنُ رجب الحنبلي رحمه الله:
قولُ إِبْنُ مسعود: *{يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ أُذِلُّ مِنَ الأَمَة} .*
وإنمَّا ذل المؤمن آخر الزمان لغربته بين أهل الفساد من أهل الشبهات والشهوات، فكلهم يكرهه ويؤذيه لمخالفة طريقته لطريقتهم ومقصوده لمقصودهم ومباينته لما هم عليه.
ولما مات داود الطائي قال إِبْنُ السماك: إنَّ داود نظر بقلبه إلى مابين يديه فأعشى بقلبه بصر العيون فكأنه لم ينظر إلى ما أنتم إليه تنظرون وكأنكم لا تنظرون إلى ما إليه ينظر، فأنتم منه تعجبون، وهو منكم يعجب، استوحش منكم، إنه كان حيًّا وسط موتى.
ومنهم من كان يكرهه أهله وولده لاستنكار حاله، سمع عمر بن عبدالعزيز امرأته مرة تقول: أراحنا الله منك. قال: آمين.
وقد كان السلف قديما يصفون المؤمن بالغربة في زمانهم كما سبق مثله عن الحسن والأوزاعي وسفيان وغيرهم .
📘[كشف الكربة في وصف أهل الغربة (ص321-322)]