[كلُّ مَن أبغَض النبيَّ ﷺ وعَاداهُ فإنَّ اللهَ يَقطعُ دابِرَهُ، ويَمحَقُ عَينَهُ وأثرَهُ!]
قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رحمه ﷲ:
«وقَد كتبَ النَّبيُّ ﷺ إلى كِسرى وقيصَرَ، وكِلاهُما لَم يُسلِم، لكنَّ قيصَرَ أكرمَ كتابَ النَّبيِّ ﷺ، وأكرمَ رسُولَهُ، فثبَتَ مُلكُه، فيُقالُ: إنَّ المُلكَ باقٍ في ذُرِّيَّتِهِ إلى اليومِ!
وكِسرى مزَّقَ كتابَ رسولِ اللهِ ﷺ، واستهزأ برسولِ اللهِ ﷺ؛ فقتَلَهُ اللهُ بعدَ قلِيلٍ، ومزَّقَ مُلكَه كلَّ مُمزَّقٍ، ولَم يبقَ لِلأكاسِرةِ مُلكٌ.
وهَذا -واللهُ أعلمُ- تَحقِيقُ قَولِه تَعالى: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبتَرُ﴾؛ فكلُّ مَن شَنأهُ وأبغَضهُ وعَاداهُ فإنَّ اللهَ يَقطعُ دابِرَهُ، ويَمحَقُ عَينَهُ وأثرَهُ.
ومن الكلامِ السَّائرِ: (لُحومُ العُلَماءِ مَسمُومَةٌ) فكيف بلحُومِ الأنبيَاءِ عَليهِم السَّلامُ؟!
وفي الصَّحيحِ عن النَّبيِّ ﷺ قال: (يقولُ اللهُ تعالى: مَن عادى لِي وليًّا فَقد بارَزَنِي بالمُحارَبةِ)، فكيفَ بمَن عادى الأنبيَاءَ؟!
ولعلَّكَ لَا تَجدُ أحدًا آذىٰ نبيًّا مِن الأنبيَاءِ، ثُمَّ لَم يتُب؛ إلَّا ولَا بُدَّ أن يُصِيبَهُ اللهُ بقارِعَةٍ!».
[«الصارم المسلول على شاتم الرسول» (316/2)]