◼ قــال ابنُ القَيِّم - رَحِمَهُ اللَّه تـعالـے- :
▁▁ « قَدْ لا يُـؤَثِّـرُ الذَّنبُ في الحَالِ ،
وهَاهُنَا نُكْتَةٌ دَقِيقَةٌ يَغْلَطُ فِيهَا النَّاسُ في أمرِ الذَّنبِ ،
وهي أنَّهُم لا يَرَونَ تأثِيرَهُ في الحالِ ، وقَد يَتأخَّرُ تأثِيرُهُ فَيُنسَى ، ويَظُنُّ العَبدُ أنَّهُ لا يُغَبِّرُ بَعدَ ذَلِكَ ، وأنَّ الأمرَ كَما قالَ القائِـلُ :
إذا لَم يُغَبِّـرْ حائِـطٌ في وُقُوعِـهِ ،
فَلَيسَ لـهُ بَعـدَ الوُقـوعِ غُبـارُ ..
وسُبحَانَ اللَّه !
مَاذَا أهلَكَت هَذِهِ النُّكتَةُ مِنَ الخَلقِ ؟
وكَــم أزالَت غُبَارَ نِعمَةٍ ؟
وكَــم جَلَبَتْ مِن نِقْمَةٍ ؟
ومــا أكثَرَ المُغتَرِّينَ بِها العُلَماءِ والفُضَلاءِ ، فَضلًا عَنِ الجُهَّـالِ ،
ولَم يَعلَمِ المُغتَرُّ أنَّ الذَّنبَ يَنقَضُّ ولَو بَعدَ حِينٍ ، كَما يَنقَضُّ السُّمُّ ، وَكَمَا يَنقَضُّ الجُرحُ المُندَمِلُ عَلى الغِشِّ والدَّغَلِ.
وقَد ذكرَ الإمَامُ أحمَدُ عَن أبِي الدَّردَاءِ :
اعبُدُوا اللَّهَ كَأنَّكُم تَرَونَهُ ، وعُدُّوا أنفُسَكُم مِنَ المَوْتَى ،
واعلَمُوا أنَّ قَلِيلًا يُغنِيكُم ، خَيرٌ مِن كَثِيرٍ يُلهِيكُم ، واعلَمُوا أنَّ البِرَّ لا يَبلَى ، وأنَّ الإثمَ لا يُنسَى ».
◻الدَاءُ والدوَاءُ --- ( صـ 53 )◻