منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى السيرة النبوية وسيرة الإنبياء


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي إباء مخالفة
إباء غير متواجد حالياً
 
إباء
عضو نشيط
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 87
تاريخ التسجيل : Mar 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 73 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي خطبة جمعة لابن عثيمين آيات النبي صلى الله عليه وسلم ـ أقسام الأمور الخارقة

كُتب : [ 08-10-2011 - 03:23 PM ]

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالحق المبين وأيده بالآيات البينات لتقوم الحجة على المعاندين ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة وإن الله لسميع عليم وأِشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له اله الأولين والآخرين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ...

أما بعد...


فيا عباد الله اعرفوا آيات الله العظيمة الدالة على كمال قدرته وحكمته ورحمته (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين) (وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون) أيها الاخوة إن الله تعالى فطر الخلق على توحيده وعلى عبادته ولكن مع ذلك أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وأيدهم بالآيات البينات الدالة على صدقهم وصحة رسالتهم قال الله عز وجل ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( ما من الأنبياء نبي الا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ) أيدهم الله بهذه البينات وهي الأمور الخارقة للعادة الدالة على كمال صدقهم وعلى كمال قدرة الله عز وجل ورحمته وحكمته لتقوم الحجة على كل معاند وليؤمن من آمن عن اقتناع وبصيرة فينشرح صدره للإيمان ويطمئن إليه قلبه وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من هذه الآيات أعظمها وأجلها فكانت له آيات شرعية وآيات كونية أما الآيات الشرعية فاعظمها كتاب الله كتاب الله العظيم الذي يقول الله تعالى فيه لمن طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم آية يقول الله عز وجل ( أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ) فهذا القرآن كاف في الحجة دليل واضح على صدق محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( وإنما كان الذي أوتيته وحيا اوحاه الله ألي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة ) نعمن نعم إن هذا القرآن العظيم لآية كبرى للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه جاء مصدقا لكتب الله السابقة وحاكما عليها وناسخا لها كما قال الله عز وجل ( وأنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عن ما جاءك من الحق) كان هذا القرآن آية كبرى للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنه كان على وصف رسالته في عمومها وشمولها وصلاحها واصلاحها فهو كتاب عام شامل صالح لكل زمان ومكان مصلح لأمور الدنيا والآخرة فهو أساس الشريعة والشريعة شاهدة له كان القرآن آية كبرى للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما يشتمل عليه من الأخبار الصادقة الهادفة والقصص الحسنى المملوءة عبرة وتربية والأحكام العادلة المرضية والإصلاحات الاجتماعية والفردية وكان هذا القرآن آية كبرى في لفظه ومعناه وأثره في النفوس وآثاره في الأمة فهو آية للأمة كلها من أولها إلى آخرها كل المسلمون يتلونه اليوم كما يتلوه أول هذه الأمة ويمكنهم أن ينهلوا من أحكامه وحكمه كما نهل الرعيل الأول قال الله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ومن عجيب هذا القرآن أن الإنسان كلما ردده متأملا فيه متفكرا في معانيه انفتح له من المعاني ما لم يكن يعرفه من قبل وهذا دليل على أن هذا القرآن العظيم لا منتهى لمعانيه ولا يحيط به الخلق ولكنهم يفهمون منه ما يكون فيه صلاح دينهم ودنياهم ومن آيات النبي صلى الله عليه وسلم الشرعية هذه الشريعة الكاملة في العقيدة والمعاملات والأخلاق والآداب وتنظيم سلوك العبد فيما بينه وبين ربه فلو اجتمع العالم كلهم على أن يأتوا بمثل هذه الشريعة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا لأنها شريعة الله العليم بما يصلح خلقه الحكيم بما يشرعه لهم الرحيم بما يكلفهم به وكل ما جاء من صلاح أو إصلاح في أي نظام من النظم فان في الشريعة الإسلامية المحمدية ما هو أصلح منه وأنفع للخلق وإذا كان البشر لا يستطيعون أن يأتوا بمثل هذه الشريعة في صلاحها وإصلاحها وآثارها العظيمة كان ذلك آية وبرهانا على أن شريعة ممد صلى الله عليه وسلم هي شريعة الله عز وجل وكانت في ذلك دليل على أن أولئك الذين اختاروا النظم البشرية الوضعية على شريعة الله هم في ضلال في دينهم وسفه في عقولهم لأنهم اختاروا الأدنى على الأعلى فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير فنسال الله تعالى أن يهدي حكام المسلمين عموما لتحكيم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والأعراض عن ما خالفها مهما كان المخالف لأن ذلك عنوان سعادتهم أما الآيات الكونية الدالة على رسالته صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكثيرة جدا لا تمكن الإحاطة بها فمن الآيات الكونية ما جبله الله عليه من مكارم الأخلاق ومعالي الآداب ومحاسن الأعمال قال ملك غسان وقد دعاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال هذا الملك: ( والله لقد دلني على هذا النبي الأمي أنه لا يأمر بخير الا كان أول آخذ به ولا ينهى عن شر الا كان أول تارك له وإنه يغلب فلا يبطر ويغلب فلا يضجر ويفي بالعهد وينجز بالموعود وأشهد أنه نبي) وقال شيخ الإسلام بن تيميه في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح وهو كتاب قيم ينبغي لكل مسلم أن يقرأه لا سيما في هذا العصر الذي كثر فيه انتشار النصارى بين المسلمين لا كثرهم الله واسال الله أن يذلهم ويذل إخوانهم اليهود إنه على كل شئ قدير كثر انتشار النصارى في القطاع الحكومي والقطاع الشعبي فإذا عرف الإنسان ما هم عليه كان على بصيرة من أمرهم وإني لأعلم أن من الناس من انخدع وظن أن دين اليهود والنصارى دين قائم ولكنه ليس بشئ إن هذا الدين الذي عليه اليهود والنصارى دين منسوخ نسخه الذي شرعه لهم وهو أحكم الحاكمين فمن زعم أنهم اليوم على دين يرضاه الله وأن أديانهم كالدين الإسلامي وحاول أن يقول إن هذه الأديان الثلاثة كلها صحيحة فانه كافر مرتد عن دين الإسلام يجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله لأنه مكذب لقول الله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام ) ولقوله تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) هؤلاء المخدوعون الذين يريدون أن يداهنوا أعداء الله إنما هم مغرورون سفهاء في العقول ظلام في الدين إنه لا يمكن أن يجتمع دين صحيح مع أديان باطلة أبدا أيها الاخوة إنه قد يسمع ما بين حين وآخر كلمة الأديان الثلاثة حتى يظن السامع أنه لا فرق بين هذه الأديان الثلاثة كما لا فرق بين المذاهب الأربعة ولكن هذا خطأ عظيم إنه لا يمكن أن نحاول التقارب بين اليهود والنصارى والمسلمين الا كمن يحاول أن يجمع بين الماء والنار إن دين اليهود ليس بشئ ولا ينفعهم بل مصيرهم إلى النار إن تمسكوا به وإن دين النصارى ليس بشئ ولن ينفعهم وإنما يقودهم إلى النار أن تمسكوا به لان الواجب على الجميع أن يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد أقسم صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو البار الصادق بدون قسم فقال: ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به الا كان من أصحاب النار) ومن المعلوم أن النصارى واليهود ولا سيما كبراؤهم من علمائهم ورؤسائهم لا شك أنهم قد سمعوا بهذا الدين الإسلامي فإذا لم يؤمنوا به كانوا من أصحاب النار بشهادة أصدق الشهداء من الخلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نرجع إلى بيان آيات النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال شيخ الإسلام بن تيميه : ( إن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وأقواله وأفعاله وشريعته من آياته صلى الله عليه وسلم فانه كان من أشرف أهل الأرض نسبا من صميم سلالة إبراهيم وكان من أكمل الناس تربية ونشأة لم يزل معروفا بالصدق والبر والعدل ومكارم الأخلاق وترك الفواحش والظلم لا يعرف له شئ يعاب به ولا جربت عليه كذبة قط ولا ظلم ولا فاحشة بل كان صلى الله عليه وسلم أصدق الناس وأعدلهم وأوفاهم بالعهد مع اختلاف الأحوال عليه من حرب وسلم وأمن وخوف وغنى وفقر وظهور على العدو تارة وظهور العدو عليه تارة)ومن آيات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الكونية ما شاهده الناس في الآفاق السماوية والآفاق الأرضية ففي الأفاق السماوية كثرت الشهب في السماء لإحراق الشهب في السماء لإحراق الشياطين التي تستمع أخبار السماء كثرت الشهب حماية لوحي الله الذي ينزله على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال الله تعالى عن الجن (وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ) وطلبت قريش من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم آية فاراهم القمر شقين حتى رأوا غار حراء بينهما وكانت كل شقة منه على جبل واسري بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى واجتمع إليه الأنبياء فصلى بهم إماما ثم عرج به إلى السماوات وقابل في كل سماء من قابل من الأنبياء والرسل وسلم عليهم فردوا عليه السلام وحيوه وبلغ سدرة المنتهى ومكانا سمع فيه صريف الأقلام وكلمه رب العزة جل وعلا بما أراد وتراجع بين الله وبين موسى فيما فرض الله عليه من الصلوات وعرضت عليه الجنة وأدخلها وعرضت عليه النار فرآها كل هذا كان في ليلة بل في بعض ليلة وهو من أعظم آيات الله الدالة على صدق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال الله عز وجل ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) وجاءه رجل وهو يخطب يوم الجمعة فقال أدعو الله أن يغيثنا فدعى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسار السحاب أمثال الجبال فما نزل عن المنبر حتى كان المطر يتحادر على لحيته فبقي أسبوعا كاملا والسماء تمطر والأرض تجري حتى دخل رجل في الجمعة الأخرى فقال أدعو الله أن يمسكها عنا فدعى وجعل يشير إلى السحاب فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت فخرج الناس يمشون في الشمس أما في الآفاق الأرضية فقد شاهد الناس من آيات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شيئا كثيرا فمنها ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ( عطش الناس وكان بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ركوة والركوة إناء من جلد تشبه المطارة فدهش الناس نحوه فقال: مالكم قالوا: ليس عندنا ماء نشرب ولا نتوضأ الا ما بين يديك فوضع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يديه في الركوة فجعل الماء يفور بين أصابعه كأمثال العيون )قال: جابر فشربنا وتوضأنا قيل لجابر كم كنتم قال: كنا ألفا وخمسمائة ولو كنا مائة ألف لكفانا وأتى أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو في جملة من أصحابه قد عصب بطنه من الجوع فذهب أنس إلى أبي طلحة وهو زوج أمه أخبره بما شاهد من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال أبو طلحة لأم سليم زوجته: ( هل من شئ قالت: نعم كسر من خبز وتمرات أن جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده أشبعناه وإن جاء معه آخر قل عنهم) قال أنس: (فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى فقلت:اجب أبا طلحة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن معه: قوموا فإذا أبو طلحة على الباب فقال يا رسول الله إنما هو شئ يسير فقال: هاته فالله تعالى فإن الله تعالى سيجعل فيه البركة ثم أمر بسمن فصب عليه ودعى فيه ثم قال: أأذن لعشرة فدخلوا فقال: كلوا وسموا الله ثم أدخل البقية عشرة، عشرة وكانوا ثمانين حتى شبعوا ثم أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل البيت حتى شبعوا وأهدوا البقية للجيران) وكان صلى الله عليه وسلم يخطب الجمعة إلى جذع نخلة في المسجد فلما صنع له المنبر وقام اليه أول جمعة حن الجذع إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم كما تحن العشار أي الإبل حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم اليه فوضع يده يسكنه حتى سكن وكان من آياته صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما أخبر به من أمور الغيب التي وقعت طبقا لما أخبر به كأنما يشاهدها بعينه صلوات الله وسلامه عليه مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا جاوز إيمانهم حناجرهم) ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك) اللهم اجعلنا منهم اللهم اجعلنا منهم اللهم اجعلنا منهم اللهم ثبتنا على الأيمان حتى نلقاك يارب العالمين وأجعل أسعد أيامنا يوم نلقاك إنك على كل شئ قدير ولقد صدق الله رسوله صلى الله عليه وسلم فقد كان ذلك قد صدق الله رسوله صلى الله عليه وسلم فكان ذلك ولله الحمد فما زال في هذه الأمة أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم على كثرة ما غزي دينهم من أعدائهم حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى والمشركين فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ( كان رجل نصرانيا فاسلم وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم عاد إلى نصرانيته فكان يقول ما يدري محمد الا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فالقوه وحفروا له وأعمقوا في الأرض ما استطاعوا فاصبح وقد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فالقوه وتركوه منبوذا ) وهكذا ينتصر الله تعالى من أعداءه ينتصر الله تعالى من أعداءه ويري الناس آياته فيهم حتى يتبين لهم أنه الحق فاتقوا الله أيها المسلمون واعرفوا آيات الله تعالى لعلكم توقنون وثقوا بوعد الله إن كنتم مؤمنين ولا تيأسو من روح الله إنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة اللهم توفنا على أكمل حال وأنعم بال واشد إيقانا يا رب العالمين اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ....

الحمد لله الحمد لله أحمده وأشكره وأتوب اليه واستغفره وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على محجة بيضاء ليلها كنهارها حفظ الله دينه وشريعته حتى عجز عن تحريفه المحرفون فحرفوا وأظهر الله سرائرهم فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...

أما بعد

أيها الناس فان الأمور الخارقة للعادة التي تكون على خلاف ما جرت به عادة الناس في الأمور الكونية تنقسم إلى ثلاثة أقسام القسم الأول آيات الأنبياء ومن المعلوم أن هذه الآيات لن تكون لاحد بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم لأن كل من ادعى النبوة بعد محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو كاذب وكافر ومن صدقه فهو كافر لقول الله تعالى ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما ) هذه الآيات أعني آيات الأنبياء انقطعت عن الناس أي لا يمكن لاحد أن يأتي بها بعد محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما الثاني فإنها كرامات الأولياء أي الكرامة التي يجريها الله تبارك وتعالى على بعض الأولياء تكريما له وتأييدا لما كان عليه وهي في الحقيقة آية للنبي الذي يتبعه هذا الولي والكرامات كثيرة موجودة فيما سلف من قبل هذه الأمة وموجودة في هذه الأمة ولا تزال موجودة إلى يوم القيامة فمن الآيات التي جرت فيمن سبق ما جرى لمريم بنت عمران رضي الله عنها فإنها لما أتاها الحمل فجاءها المخاض إلى جذع النخلة أي أتاها الطلق فآوت إلى جذع نخلة لتلد عندها كما قال الله عز وجل إلى جذع النخلة فجعلت تهز جذع النخلة بأمر الله وتتساقط عليها رطبا جنيا جذع النخلة من المعلوم أنه لا يمكن للإنسان الواحد ولا سيما المرأة النفساء أن تهزه ولكن هذه هزت والرطب إذا سقط من الأعلى فانه يفسد إذا وقع على الأرض ولكن هذا الرطب وقع وكأنه مجني برفق وجعل الله عندها نهرا فأكلت من الرطب وشربت من النهر وجاءت إلى قومها تحمل جنينها الذي وضعته هذا من آيات الله وكذلك قصة أصحاب الكهف ومن آيات الله قصة الرجل الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال أني يحي الله هذه بعد موتها أما في هذه الأمة فجرى من الكرمات ما هو معلوم مدون في كتب أهل العلم ولا سيما في كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله وجزاه عن أمة محمد خيرا من ذلك أن أناس لما غزوا الفرس بقيادة سعد بن أبي وقاص فوصلوا إلى نهر دجلة وإذا النهر يجري يقذف بزبده والفرس قد تخطوه إلى بلادهم وكسروا الجسور وأغرقوا السفن ولم يبق للمسلمين شئ يعبرون إليهم به فجاءوا إلى سعد ن أبى وقاص وهو القائد وقالوا مالنا بهؤلاء طاقة هؤلاء الآن تحصنوا بالنهر وكسروا الجسور واغرقوا السفن ولا طاقة لنا بهم فدعا سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه سلمان الفارسي وكان سلمان الفارسي من فارس يعرف كيد الفرس فقال له يا سلمان أخبرنا عن شئ نكيد به هؤلاء الأعداء فقال له سلمان ليس عندي ما أكيد به إلا شئ واحد وهو استقامة الجند إن كانوا مستقيمين على أمر الله متبعين لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فليبشروا أن لله سييسر لنا العبور على هذا النهر لأن الذي يسر العبور لقومه أن يعبروا البحر قادر على أن ييسر لنا ذلك فذهب سلمان وجعل يطوف في الجند وإذا الجند ركع سجود في الليل وفي النهار يعملون للحرب ويتهيئون ويتأهبون وبعد ثلاث ليال أتى إلى سعد وأخبره أن الجند على خير ما يرام فاستنفر سعد الجند وقال إني واقف على النهر ومكبر ثلاثا فإذا كبرت الثالثة فسموا الله واعبروا فان الله سييسر لنا ذلك فلما أصبحوا وقفوا على النهر وكبر سعد ثلاثا ثم قالوا بسم الله وعبروا النهر بخيلهم ورجلهم يمشون على الماء وهو يجري أمسكهم الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه قال المؤرخون وكانت الفرس إذا أصابها تعب هيأ الله لها جزيرة في هذا النهر حتى تستقر عليها ثم تستعيد نشاطها حتى عبروا النهر فلما عبروا النهر ذهل منهم الفرس وقالوا إنكم لستم تقاتلون إنسا وإنما تقاتلون جنا لا يمكن أن يعبر النهر أحد من الإنس أبدا بدون وسيلة محسوسة فهيأ الله للمسلمين أن فتحوا عاصمتهم وأخذوا تاج كسري وكان تاجا عظيما كالخيمة الكبيرة فيه من الذهب واللؤلؤ والجواهر ما الله به عليم ولم تحمله البعير الواحدة فقرنوا بعيرين وربطوه بينهما من المدائن إلى المدينة النبوية يسوقونها إلى من إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى وضعوا التاج بين يديه ولم يفقد منه حبة لؤلؤ واحدة مع هذه المسافة الطويلة والرياح والأمطار أو حر الشمس أو حر الشمس إن لم يكن زمن المطر حتى وضعوه بين يدي عمر فجعل يتعجب وقال إن قوما أدوا هذا لأمناء فقالوا يا أمير المؤمنين كنت أمينا فكانوا أمناء ولو رتعت لرتعوا فتبين يا أخي تبين من هذه الكرامة العظيمة التي هي آية للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن هؤلاء الذين عبروا النهر إنما عبروا لإعلاء دين رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم وهذه شهادة من الله على صدق هذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه اللهم اجعلنا من المعتبرين بآياتك التي تزيدنا إيمانا ويقينا وحبا لك وتعظيما يا رب العالمين إنك على كل شئ قدير اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....

 

رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:04 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML