📌 الآية التي قطعت شجرة الشرك من عروقها
- قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
وقد قطع الله تعالى كل الأسباب التي تعلق بها المشركون جميعا، قطعا يعلم من تأمله وعرفه أن من اتخذ من دون الله وليا، أو شفيعا، فهو كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ؛
فقال تعالى:
{قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير - ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} [سبأ: 22 - 23] .
فالمشرك إنما يتخذ معبوده لما يعتقد أنه يحصل له به من النفع، والنفع لا يكون إلا ممن فيه خصلة من هذه الأربع:
1- إما مالك لما يريده عباده منه،
2- فإن لم يكن مالكا كان شريكا للمالك،
3- فإن لم يكن شريكا له كان معينا له وظهيرا،
4- فإن لم يكن معينا ولا ظهيرا كان شفيعا عنده.
فنفى سبحانه المراتب الأربع نفيا مترتبا، متنقلا من الأعلى إلى ما دونه، فنفى الملك، والشركة، والمظاهرة، والشفاعة، التي يظنها المشرك، وأثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك، وهي الشفاعة بإذنه.
فكفى بهذه الآية نورا، وبرهانا ونجاة، وتجريدا للتوحيد، وقطعا لأصول الشرك وموداه لمن عقلها، والقرآن مملوء من أمثالها ونظائرها.اهـ
• مدارج السالكين (1/ 528:529) طبعة عالم الفوائد.
.