الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمد و على آله وصحبه وسلَّم، أمَّا بعد . فإننا نحمدُ الله عزَّ في عُلاه أن كشف الغُمة بتسخير من يرفعُ الحجاب عن هذه الشبكة المباركة إن شاء الله، ونشكرُ ولاة الأمور حرصهم ومحاربتهم للباطل وأهله، و هذا ما تقوم به هذه الشبكة دعماً لهم وتأييداً للحق وأهله، ديانة لله و نصرة لدينه وحملته.
وهنا أنبه على أمور:
الأول: وجوب حمد الله على آلائه ونعمه المترادفة المتتابعة على العباد، قال جل وعلا {وقليلٌ من عبادي الشكور}، فليكن الواحدُ منا من هذا القليل!
الثاني: وجوب الالتزام بالهدي السُّني في مثل هذه المواقف وغيرها، فالعبدُ مأمور بالاتباع منهي عن الابتداع، ومن ذلك الصَّبرُ في الرَّخاء والشِّدة، إذ أنَّ ذلك من تمام تحقيق العبودية لله عز وجل، وقد أشار الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه العظيم (الوابل الصيب) (ص 11-12 - ط سليم الهلالي) إلى أنَّ العبد يتقلب في ثلاثة أطباق: ذنبٌ يجب عليه فيه الاستغفار، و ابتلاء يجبُ عليه فيه الصبر، و إنعامٌ يجب عليه فيه الشكر، ثم قال: “العبدُ دائم التقلب بين هذه الأطباق الثلاث:
الأول: نِعَمٌ من الله تعالى تترادف عليه، فقيدها الشكرُ، وهو مبنيٌّ على ثلاثة أركان:
الاعتراف بها باطناً.
والتحدث بها ظاهراً.
وتصريفها في مرضاة وليِّها وُمسديها ومُعطيها. فإذا فعل ذلك؛ فقد شكرها مع تقصيره في شكرها.
الثاني: مِحَنٌ من الله تعالى يبتليه بها، ففرضهُ فيها الصَّبرُ والتَّسلي.
والصبر: حبسُ النفس عن التسخط بالمقدور، وحبسُ اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن المعصية، كاللطم وشق الثياب ونتف الشعر، ونحوه.
فمدار الصبر على هذه الأركان الثلاثة، فإذا قام به العبد كما ينبغي، انقلبت المحنةُ في حقِّه منحةً، واستحالت البليَّة عطيةً، وصار المكروه محبوباً.
فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليُهلكه، وإنما ابتلاه ليمتحنَ صبره وعبوديته، فإن لله تعالى على العبد عبوديةً في الضَّرَّاء كما له عبودية في السَّرَّاء، وله عبودية عليه فيما يكره، كما له عبودية فيما يحبُّ، وأكثرُ الخلق يعطون العبودية فيما يحبون.
والشّأن في إعطاء العبودية في المكاره، ففيه تفاوت مراتب العباد، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى…. -إلى أن قال- فالكفاية التامة مع العبودية التامة، والناقصة مع الناقصة، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومنَّ إلا نفسه” إلى آخر كلامه الجميل رحمه الله.
الثالث: معونة أهل الحق ومولاتهم؛ بأن يكون كلُّ مَنْ يكتبُ في منابر هذه الشَّبكة على قدر المسؤولية، فيتق الله عز وجلَّ في نفسه أولاً ثم في الدَّعوة السَّلفية، و كلُّ امرئ يدركُ من نفسه ذلك، فإن كان أهلاً لنصرة الحق كتبَ بالحق و بطريقة أهل الحق ومسلكهم، وإن كان غير ذلك- أعني ليست لديه الأهلية- فيكفيه أن يدعو لإخوته في ظهر الغيب بأن ينصرهم الله في بيان الحق و الرد على الباطل وأهله بالحجج و البراهين.
هذا ما رغبتُ المشاركة به، و الله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أنْ يوفقنا جميعاً لما يرضيه و أن يجنبنا نزغات الشيطان إنه سميعٌ مجيب، وصلَّى الله على محمد وآله وصحبه وسلَّم.
الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمد و على آله وصحبه وسلَّم، أمَّا بعد:
فإننا نحمدُ الله عزَّ في عُلاه أن كشف الغُمة بتسخير من يرفعُ الحجاب عن هذه الشبكة المباركة إن شاء الله، ونشكرُ ولاة الأمور حرصهم و محاربتهم للباطل وأهله، و هذا ما تقوم به هذه الشبكة دعماً لهم وتأييداً للحق وأهله، ديانة لله و نصرة لدينه وحملته.
وهنا أنبه على أمور:
الأول: وجوب حمد الله على آلائه ونعمه المترادفة المتتابعة على العباد، قال جل وعلا {وقليلٌ من عبادي الشكور}، فليكن الواحدُ منا من هذا القليل!
الثاني: وجوب الالتزام بالهدي السُّني في مثل هذه المواقف وغيرها، فالعبدُ مأمور بالاتباع منهي عن الابتداع، ومن ذلك الصَّبرُ في الرَّخاء والشِّدة، إذ أنَّ ذلك من تمام تحقيق العبودية لله عز وجل، وقد أشار الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه العظيم (الوابل الصيب) (ص 11-12 / ط سليم الهلالي) إلى أنَّ العبد يتقلب في ثلاثة أطباق: ذنبٌ يجب عليه فيه الاستغفار، و ابتلاء يجبُ عليه فيه الصبر، و إنعامٌ يجب عليه فيه الشكر، ثم قال: “العبدُ دائم التقلب بين هذه الأطباق الثلاث:
الأول: نِعَمٌ من الله تعالى تترادف عليه، فقيدها الشكرُ، وهو مبنيٌّ على ثلاثة أركان:
الاعتراف بها باطناً.
والتحدث بها ظاهراً.
وتصريفها في مرضاة وليِّها وُمسديها ومُعطيها. فإذا فعل ذلك؛ فقد شكرها مع تقصيره في شكرها.
الثاني: مِحَنٌ من الله تعالى يبتليه بها، ففرضهُ فيها الصَّبرُ والتَّسلي.
والصبر: حبسُ النفس عن التسخط بالمقدور، وحبسُ اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن المعصية، كاللطم وشق الثياب ونتف الشعر، ونحوه.
فمدار الصبر على هذه الأركان الثلاثة، فإذا قام به العبد كما ينبغي، انقلبت المحنةُ في حقِّه منحةً، واستحالت البليَّة عطيةً، وصار المكروه محبوباً.
فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليُهلكه، وإنما ابتلاه ليمتحنَ صبره وعبوديته، فإن لله تعالى على العبد عبوديةً في الضَّرَّاء كما له عبودية في السَّرَّاء، وله عبودية عليه فيما يكره، كما له عبودية فيما يحبُّ، وأكثرُ الخلق يعطون العبودية فيما يحبون.
والشّأن في إعطاء العبودية في المكاره، ففيه تفاوت مراتب العباد، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى…. -إلى أن قال- فالكفاية التامة مع العبودية التامة، والناقصة مع الناقصة، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومنَّ إلا نفسه” إلى آخر كلامه الجميل رحمه الله.
الثالث: معونة أهل الحق ومولاتهم؛ بأن يكون كلُّ مَنْ يكتبُ في منابر هذه الشَّبكة على قدر المسؤولية، فيتق الله عز وجلَّ في نفسه أولاً ثم في الدَّعوة السَّلفية، و كلُّ امرئ يدركُ من نفسه ذلك، فإن كان أهلاً لنصرة الحق كتبَ بالحق و بطريقة أهل الحق ومسلكهم، وإن كان غير ذلك- أعني ليست لديه الأهلية- فيكفيه أن يدعو لإخوته في ظهر الغيب بأن ينصرهم الله في بيان الحق و الرد على الباطل وأهله بالحجج و البراهين.
هذا ما رغبتُ المشاركة به، و الله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أنْ يوفقنا جميعاً لما يرضيه و أن يجنبنا نزغات الشيطان إنه سميعٌ مجيب، وصلَّى الله على محمد وآله وصحبه وسلَّم.