الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً و قدره منازل قسم عباده إلى قسمين فمنهم مؤمن ومنهم كافر وعلى الله قصد السبيل ومنهم جائر وأشهد إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العزيز القاهر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أتقى مأمور وأهدى آمر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي الألباب والبصائر وعلى التابعين لهم بإحسان ماآمن بالحق موقن وشك فيه حائر وسلم تسليما .
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروا نعمته عليكم بما سخر لكم من مخلوقاته فقد سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وأتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار سخر لكم الشمس والقمر لقيام مصالحكم الدينية والدنيوية والفردية والجماعية فكم من مصلحة في تنقل الشمس في بروجها وتعاقب الفصول وكم من مصلحة في ترددها في شروقها وغروبها في بزوغها والأفول وكم من مصلحة في تنقل القمر في منازله ومعرفة السنين والحساب في إبداره وإهلاله فقد جعل الله الشمس والقمر آيتين من آياته الدالة على كمال علمه وعزته وتمام قدرته وحكمته تسيران بأمر الله تعالى سيرهما المعتاد الشمس ضياء وسراج وهاج والقمر نورٌ مضيءٌ لظلمة الليل للعباد فإذا أراد الله تخويف عباده كسفهما بأمره فأنطمس نورهما كله أو بعضه بما قدره من أسباب تقتضي ذلك يقدر الله تعالى ذلك تخويفاً للعباد ليتوبوا إليه ويستغفروه ويعبدوه ويعظموه عباد الله إن الكسوف في الشمس أو في القمر تخويف من الله لعباده يخوفهم من عقوبات قد تنزل بهم انعقدت أسبابها ومن شرورٍ مهلكةٍ انفتحت أبوابها إن الكسوف نفسه ليس عقوبة ولكنه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يخوف الله به عباده) فهو تخويف من عقوبات وشرور تنزل بهم إذا خالفوا أمر الله وعصوه ولقد ضل قوم غفلوا عن هذه الحكمة ولم يروا في الكسوف بأساً ولم يرفعوا به رأساً لا يرجعون إلى ربهم بهذا الإنذار ولا يقفون بين يديه بالذل والانكسار قالوا هذا الكسوف أمرٌ طبيعي يعلم بالحساب فوالله ما مثل هؤلاء إلا مثل من قال الله عنهم من الكفار المعاندين (فإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم) ما أدري عن هؤلاء الذين لم يرفعوا رأساً للكسوف ولم يبالوا به ما أدري عنهم أهم في شك مما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجعوا إلى سنته فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ثبوتاُ لا شك فيه في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما إذاً فهل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: يخوف الله بهما عباده هل قال ذلك على الله من تلقاء نفسه هل قال ذلك جاهلاً بما يقول كلا والله ما تقول ذلك على الله ولا قاله جاهلاً بمعناه ونحن نشهد الله عز وجل ونشهد كل من يسمعنا من خلقه أن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق وأنه ما كذب ولا كُذب وأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بالله تعالى وبحكمته وأنه صلى الله عليه وسلم أنصح الخلق لعباد الله وأصدقهم قولاً وأفصحهم بياناً وأهداهم سنةً وطريقا فصلوات الله وسلامه عليه يا سبحان الله كيف يليق بمن يؤمن بالله ورسوله وهو يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الكسوف: إن الله يخوف به عباده ثم يقول هذا الرجل كيف يكون التخويف بالكسوف وهو أمر يعرف بالحساب إن هذا التساؤل لا يرد أبداً على وجه اعتراضي في أمر صح عن رسول الله صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن على المؤمن أن يسلم بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم تسليما كاملا فيعلم علماً يقيناً أن ما صح عنه لا يمكن أن يخالف الواقع فإنما يظن المخالفة من قل نصيبه من العلم والإيمان أو ضعف فهمه فلم يقدر على التوفيق بين نصوص الشريعة والواقع ونحن نقول لمن تسائل عن ذلك نقول له إن كون الكسوف أمر يعرف بالحساب لا ينافي أبداً أن يكون حدوثه من أجل التخويف فلله تعالى في تقدير الكسوف حكمتان حكمة قدرية يحصل الكسوف بوجودها وهذه معروفه عند علماء الفلك وأهل الحساب ولم يبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الجهل بها لا يضر وحكمة شرعية وهي تخويف العباد وهذه لا يعلمها إلا الله عز وجل أو من أطلعه الله عليها من رسله فهل باستطاعة أحد أن يعلم لماذا قدر الله الكسوف إلا أن يكون عنده وحي من الله تعالى بأنه قدره لكذا وكذا وهذا هو ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : يخوف الله بهما عباده وهذا يبطل ظن من ظن من الجهال أن الكسوف أمر طبيعي إذ لو كان أمر طبيعياً لكان منتظم دورياً كل ثلاثة شهور أو ستة شهور أو سنة أو سنتين مثلاُ ونحن نشاهد أن الكسوفات تتفاوت ويتفاوت ما بينها فتارة يكون الكسوف في السنة مرة وتارة يكون في السنة مرتين وتارة يكون في السنتين مرة أو أكثر من ذلك أو أقل وتارة يكون على أرض وتارة يكون على أرض أخرى وتارة يكون جزئياً وتارة يكون كلياً وتارة تطول مدته وتارة تقصر ولو كان أمراً طبيعياً لم يكن مختلفاً هذا الاختلاف كما لا تختلف الشمس في منازلها في البروج ولا يختلف القمر في منازله عند الإهلال و الإبدار، أيها المؤمنون بالله ورسوله إن الكسوف حدث خطير وتنبيه من الله لعباده وتحذير فلقد كسفت الشمس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة مرة واحدة فقط ففزع لذلك فزعاً عظيما وقام إلى المسجد وبعث منادي ينادي الصلاة جامعة فاجتمع الناس وصلى بهم صلى الله عليه وسلم صلاة غريبة لا نظير لها في الصلوات المعتادة كما أن الكسوف لا نظير له في جريان الشمس والقمر المعتاد فهي آية شرعية لآية كونية صلاها النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين في كل ركعة ركوعان وقراءتان يجهر بهما صلاها بدون أذان ولا إقامة فكبر وقرأ الفاتحة ثم قرأ سورة طويلة نحو سورة البقرة ثم ركع ركوعاً طويلاً جداً قدره بعض أهل العلم بأن يسبح مائة مرة ثم رفع رأسه و قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم قرأ قراءةً طويلة دون الأولى ثم ركع ركوعاً طويلاً دون الأول ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وقام قياماً طويلاً نحو ركوعه ثم سجد سجوداً طويلاً نحو ركوعه ثم جلس بين السجدتين جلوساً طويلاً نحو سجوده ثم سجد سجوداً طويلاً نحو سجوده الأول ثم قام للركعة الثانية فصلاها كما صلى الركعة الأولى إلا أنها دونها في القراءة والركوع والسجود والقيام والقعود ثم تشهد وسلم ثم خطب خطبةً عظيمة بليغة فحمد الله وأثنى عليه وأخبر أن الشمس والقمر آيتان من آية الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يخوف بهما عباده فإذا رأيتموهما يعني خاسفين فأفزعوا إلى الصلاة وفي رواية فأفزعوا إلى المساجد وفي أخرى فأفزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره وفي رواية فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا حتى ينجلي وقال صلى الله عليه وسلم في هذه الخطبة: يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما من شيء توعدونه إلا أريته في مقامي هذا أو قال صلاتي هذه ولقد أوحي إلي إنكم تفتنون في قبوركم قريباً أو مثل فتنة الدجال ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر وقال في هذه الخطبة ولقد جيء بالنار يحطم بعضها بعضاً وذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصبني من لفحها حتى رأيت فيها عمر بن لحي يجر كثبه في النار يعني أمعائه ثم جيء بالجنة وذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي هذا ولقد مددت يدي أريد أن أتناول من ثمرها لتنظر إليه ثم بدأ لي أن لا أفعل أيها المسلمون هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا فزع وأمر بالفزع وهكذا عرض عليه في مقامه ما عرض من أمور الآخرة وهكذا خطب أمته تلك الخطبة العظيمة البالغة فمتى رأيتم كسوف الشمس في أية ساعة من ساعات النهار في أول النهار أو أوسطه أو أخره ولو قبيل الغروب فأفزعوا إلى ما أمرتم بالفزع إليه من الدعاء والذكر والتكبير والاستغفار والصدقة والصلاة ونادوا لها ، الصلاة جامعة بدون تكبير وكرروه بقدر ما ينتبه الناس ويسمعون وصلوا كما صلى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ركعتين في كل ركعة ركوعان وقراءتان تجهرون بهما ثم ذكروا الناس وانصحوهم كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتى رأيتم خسوف القمر في أي وقت فأفزعوا إلى هذا أيضاً فإذا انقضت الصلاة والكسوف باقي فاشتغلوا بالدعاء والاستغفار والقراءة حتى ينجلي وفقنا الله وإياكم بالعمل لما يرضيه وجنبنا أسباب سخطه ومعاصيه وجعلنا ممن يتعظون بآياته ويسعون إلى مرضاته إنه جواد كريم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .. الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر واشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما
أما بعد
أيها الناس فلقد استمعنا جميعاً إلى كيفية صلاة الكسوف التي صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنني في هذه الخطبة لأبين فيها مسائل المسألة الأولى أن بعض الناس أذن لها كالأذان المعتاد أي أنه كبر كما يكبر لأذان الصلوات الخمس وقد أجمع علماء المسلمون أنه ليس لها أذان وأنه إنما ينادي لها الصلاة جامعة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث بعث منادياً ينادي الصلاة جامعة وعلى هذا فإن صلاة الكسوف ليس لها أذان ولا إقامة المسألة الثانية أن صلاة الكسوف كما سمعت يكبر الإنسان ويستفتح ويقرأ الفاتحة ثم يقرأ سورة طويلة ثم يركع ركوعاً طويلاً ثم يرفع فيقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة دون الأولى ثم بعد ذلك يركع مرة ثانية ثم يرفع و ولا يقرأ ثم يسجد فتكون ركعتين في كل ركعة ركوعان وسجودان وقد بلغني أن بعض الناس كبر أولاً ثم قرأ الفاتحة وسورة ثم سجد ولم يركع ثم قام من هذه السجدة الواحدة فقرأ ثم ركع وهو بهذه الصورة أخطأ فإن هذا ليس من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يقل به أحد من أهل العلم والإنسان يجب عليه إذا كان إماماً أن يتعلم ما يلزمه من الصلاة في كيفيتها وعددها حتى يكون إماماً متبوعاً وإذا أشكل عليه مثل هذه الحال فإنه يمكن أن يصليها كالصلوات المعتادة أي ركعتان في ركوع واحد وسجودين لأنه قد قال بذلك بعض أهل العلم وهو وإن كان قولاً ضعيفاً جداً لأنه خلاف هدي الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه قد قال به من قال من أهل العلم أما الصفة التي ذكرت أنه صلاها فإنه لم يقل بها أحد ولكن لكونه جاهلاً فإني أرجو من الله عز وجل أن يعفوا عنه ويتجاوز عنه أما المسألة الثالثة فإن صلاة الكسوف صلاة يطول فيها القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين يطول فيها إطالة عظيمة بالغة وليست كغيرها من الصلوات حتى إن الصحابة رضي الله عنهم الذين صلوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم صار بعضهم يغشى عليهم من طول القيام أما فعل بعض الناس لها حيث يقرأ قراءة خفيفة فإن هذا خلاف السنة وإن كان ذلك مجزئاً لكن الأفضل أن يطول كما طول النبي صلى الله عليه وسلم المسألة الرابعة أن الإنسان إذا جاء وقد رفع الأمام رأسه من الركوع الأول فإنه لا يعد مدركاً لهذه الركعة لأنه لابد أن يدرك الركعة بركوعيها جميعاً فإن أدرك الركوع الثاني فقط فإنه لم يدرك الركعة فيلزمه أن يأتي ما فاته بعد سلام الإمام على حسب ما صلاها الإمام أما المسألة الخامسة فإذا انقضت الصلاة والخسوف باقي لم يزل فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : صلوا وأدعوا حتى ينكشف ما بكم لكن أهل العلم يقولون إن الصلاة لا تعاد مرةً ثانية هذا ما عليه جمهور أهل العلم ولكن من الممكن أن يتفرغ الإنسان للدعاء والذكر حتى تنجلي كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أما الصلاة فإنها لا تعاد مرةً أخرى ولكن يمكن أن تصلى الصلاة إذا كان الخسوف لم ينجلي يمكن أن تصلى على صفة أخرى بحيث يركع في كل ركعة ثلاثة ركوعات أو أربعة ركوعات أو خمسة ركوعات كما جاء ذلك من فعل بعض الصحابة رضي الله عنهم بمعنى أنه يكبر فيقرأ الفاتحة ويقرأ السورة بعدها على الوجه الذي سمعتم ثم يركع ثم يرفع فيقرأ ثم يركع ثم يرفع ويقرأ وهكذا إلى خمس ركوعات حسب ما يكون وقت الكسوف طويلاً أم قصيراً أما إذا أنجلت أما إذا انجلى الكسوف قبل تمام الصلاة فإن أهل العلم يقولون إنه يتم الصلاة خفيفة وإذا انجلى الكسوف قبل أن نعلم به فإن الصلاة لا تقضى بعد فواتها هذه من الأمور الهامة التي ينبغي تعلمها ولا سيما لأئمة المساجد حتى يكونوا على بصيرة من أمرهم وأعلموا أنه لا بأس بحضور النساء لصلاة الكسوف لأن ذلك وقع من نساء الصحابة رضي الله عنهم حين كسفت الشمس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال أهل العلم والأفضل أن يجتمع الناس في المساجد الجوامع لأن ذلك أجمع للكلمة وأقرب للرحمة فأنه كل ما كثر الجمع كان ذلك أحب إلى الله عز وجل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وما كان أكثر فهو أحب إلى الله ولهذا قال أهل العلم الأفضل أن توحد الصلاة الكسوف في الجوامع ولكن لا بأس أن يصليها أهل كل حارة في مسجدهم لأن ذلك ليس كالجمعة التي يجب أن تكون في الجوامع أيها المسلمون إذا وقع الكسوف فإنه ينبغي منا أن نكون خائفين وأن نكون مشفقين لأن الله تعالى يخوفنا بذلك فنسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يخافون الله تعالى سراً وعلناً وأن يرزقنا خشيته وتقواه وأن يجعلنا ممن أقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخشى إلا الله اللهم إنا نسألك أن تجعلنا هداة مهتدين وقادة مصلحين اللهم إنا نسألك أن تصلح ولاة أمورنا وبطانتهم يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا أنك رؤوف رحيم اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .