ضيف السماء
**
شعر
صبري الصبري
***
بدر البدور على مدى الأعصارِ
طـه المشفـع سيـد الأبـرارِ
خير الخلائق (أحمد) خير الورى
نور البصائر صـادق الأخبـارِ
عين الهداية والدراية من رقـى
للمنتهى فـي سـدرة الأنـوارِ
في ليلة الإسراء نـال ضيافـةً
وعنايـة للـواحـد الجـبـارِ
في عام حزن والحبيبة قد مضت
لجـوار رب واحـد غـفـارِ
ماتت (خديجة) أم زهراء التقـى
من بعد نصـر شاسـع الآثـارِ
لنبينـا المحمـود تبـذل مالهـا
مهما تلاقي من أذي وحصـارِ
والعم مات وكان ينصـره بمـا
في النصر من دعم لـه وجـوارِ
حتى تجاسر جاهـلٌ مستكبـرٌ
متجبِّـرٌ بسفاهـة الكـفـارِ
للنيْل من طه الحبيب المصطفـى
يا للفظائع مـن لـدن فجـارِ
وب(طائفٍ) ردوه دون إجابـة
في صدهم بالصخر والأحجـارِ
وحبيبنا المختـار يدعـو ربـه
بضراعـة للواحد القـهـارِ
وإليه أرسل ربـه دعمـا لـه
إن شاء يُصلى قومـه بدمـارِ
ملك الجبـال إذا أراد (محمـد)
يرديهمُ فـي مهلـك بخسـارِ
لكن رحمة (أحمـد) تأبـى لهـم
هذا المصيـر برأفـة المختـارِ
ودعا ليُخـرج ربنـا سبحانـه
منهـم ذراري ثلـة الأخيـارِ
وبليلـة فيحـاء فيهـا رفعـة
للمجتبى طه الحبيـب السـاري
ببـراق عـزٍّ طائـر ورفيقـه
(جبريل) يمضي في أجل مسـارِ
من كعبة غراء طـاب منارهـا
للقـدس يزهـو كلـه بفنـارِ
فالرسل رسل الله جاءوا كلهـم
للقاء طـه المصطفـى بفخـارِ
بصفوفهم صفوا بأقصى لم تـزل
فيـه الصـلاة بهيـة المقـدارِ
وإمامهم طه المبجـل سيـدي
خير الخلائـق زينـة الأطهـارِ
وبمصعد الأنوار معـراج العـلا
يسمو الحبيب لذروة الإكبـارِ
بضيافة الفرد السميـع المرتجـى
في كل أمـر مجـري الأقـدارِ
في كل ركـن بالسمـاء محبـة
وتحـيـة وتجـلـة بـوقـارِ
بالحب رسل الله حيـوا المجتبـى
بمـودة سطعـت لنـا بمنـارِ
في ذروة العلياء كان لقاؤهـم
فـي ليلـة علويـة الإخبـارِ
عن فضل طه المصطفى ومقامـه
فـي سـدرة بضيافـة الغفـارِ
رب الوجود المرتجى أعطى المنى
لحبيبه فـي سـدرة الأسـرارِ
وحباه فضلا بالصلاة فريضـة
مـن ربـه المتفضـل الستـارِ
خمسون بالأجر الوفير وخمسـة
بأدائنـا فـي ليلنـا ونـهـارِ
فالله يعطي ما يشـاء عطـاءه
لعبـاده بالبسـط كالأمطـارِ
سبحانـه رب الأنـام بفضلـه
نال الحبيب مواهـب الأسفـارِ
بضيافة عليـاء حـلَّ برفعـة
طه (محمـد) أجمـل الأقمـارِ
ولمكة بالليل عـاد المصطفـى
من بعد رحلـة منعـة ويسـارِ
وروى التفاصيل الحسان لزمرة
عجت بتكذيب مقيت ضـاريِ
فعصابة الكفـار زاد فحيحهـا
بفظائع شتـى مـع الأضـرارِ
فارت مراجلها بويل صدودهـا
برهيب غـي سافـر وسُعـارِ
تأبى الرضوخ لمنهج الحق الـذي
يسمو بنبض القلب والأفكـارِ
وارتجت الأنحاء فـي أم القـرى
من فرط ما بالسرد مـن إبهـارِ
قد صدق الصدِّيق قول المجتبـى
بالغيب والإعـلان والإسـرارِ
وامتاز بالتصديق فـور سماعـه
ما قال (أحمد) في سنا الإقـرارِ
بنبوة الهادي البشيـر (محمـد)
خير الخلائق في هـدى وقـرارِ
قد محص الإسراء جمـع جماعـة
للمؤمنين على مدى الأعصـارِ
وتثبَّت المعراج مـن إقرارهـم
بالحق نـال مجامـع الإظهـارِ
ستظل معجزة الضيـاء منـارة
فيحاء فيهـا أينـع الأزهـارِ
تزهو لنا بالخير يسطـع نورهـا
فـي العالميـن بهيبـة ونضـارِ
في سورة (الإسراء) نقرأها كما
نتلو ب(نجم) محكم استبصـارِ
يا ليلة الإسراء نلتُ المشتهـى
لما شدوتُ بلهفتـي أشعـاري
في حب طه المصطفى خير الورى
فمديح (أحمد) وجهتي وشعاري
ومناط فخري واعتزازي دائمـا
وطريق سعيي في الضيا ومساري
إن المدائـح للحبيـب المجتبـى
نـور ينيـر بصائـر الأبصـارِ
وبها ننال حبورنـا وسرورنـا
وأماننا فـي أحسـن استقـرار
يا أمة الإسـلام هيـا نرتقـي
لرقينـا فـي سائـر الأقطـارِ
لنعيـد مجـدا سالفـا لديارنـا
لنعـود أبهـى أمـة بـديـارِ
بشريعة الإسلام تحيـا بالهـدى
دون اتباع مسالـك الأشـرارِ
فالحق أبلج والكتـاب بوحيـه
نبراس نهـج الخيـر والإعمـارِ
بالمسجد الأقصى مواجع لفحـة
ترمي بنـا بمهالـك الإعصـارِ
فعصابة العدوان شنت جهـرة
عدوانهـا بالـدور والأسـوارِ
عانى جحيم الأسر صهيونٌ بـه
يطغى يعربد .. في جحيم النـارِ
والقدس نادانـا بإسـراءٍ لـه
شوق التحرر من أليـم سـوارِ
بالقبة العصماء نادت صخـرةٌ
ترجو انتباه كتائـب الأحـرارِ
ليعود قدس المكرمـات لأمـة
خيريـة فـي همـة الـثـوارِ
صلى الإله على النبي المصطفى
ما لاح نجم في سحيـق مـدارِ