: وقال رضي الله عنه في حقهم : ( أما بعد أيها الناس: فو الله لأهل مصركم في الأمصار أكثر من الأنصار في العرب، وما كانوا يوم أعطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمنعوه ومن معه من المهاجرين حتى يبلغ رسالات ربه إلا قبيلتين صغير مولدها، وما هما بأقدم العرب ميلادا، ولا بأكثرهم عددا، فلما آووا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ونصروا الله ودينه، رمتهم العرب عن قوس واحدة، وتحالفت عليهم اليهود، وغزتهم اليهود والقبائل قبيلة بعد قبيلة، فتجردوا لنصرة دين الله، وقطعوا ما بينهم وبين العرب من الحبائل وما بينهم وبين اليهود من العهود، ونصبوا لأهل نجد وتهامة وأهل مكة واليمامة وأهل الحزن والسهل وأقاموا قناة الدين، وتصبروا تحت أحلاس الجلاد حتى دانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم العرب، ورأى فيهم قرة العين قبل أن يقبضه الله إليه، فأنتم في الناس أكثر من أولئك في أهل ذلك الزمان من العرب) . [25]
12: وقال رضي الله عنه موصيا عليهم : ( أوصيكم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوهم، فإنهم أصحاب نبيكم، وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا في الدين شيئاً، ولم يوقروا صاحب بدعة، نعم! أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم في هؤلاء) . [26]
13: وقال الحسن العسكري رحمه الله في تفسيره: ( إن كليم الله موسى سأل ربه : هل في أصحاب الأنبياء أكرم عندك من صحابتي قال الله: يا موسى أما عملت أن فضل صحابة محمد صلى الله عليه وسلم على جميع صحابة المرسلين كفضل محمد صلى الله عليه وسلم على جميع المرسلين والنبيين) .[27]
14: وجاء في تفسير ه: ( أن رجلا ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين أو واحدا منهم يعذبه الله عذابا لو قسم على مثل عدد خلق الله لأهلكهم أجمعين) .[28]
15: سئل الرضا رحمه الله عن قول النبي صلى الله عليه وسلم : (أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهديتم ، وعن قوله عليه السلام: دعوا لي أصحابي: فقال: هذا صحيح) . [29]
16: روى العياشي والبحراني فيتفسيريهما تحت قول الله عز وجل: ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) :عن سلام قال: (كنت عند أبي جعفر، فدخل عليه حمران بن أعين، فسأله عن أشياء، فلما هم حمران بالقيام قال لأبي جعفر عليه السلام: أخبرك أطال الله بقاك وأمتعنا بك، إنا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا، وتسلوا أنفسنا عن الدنيا، وتهون علينا مافيأيدي الناس من هذه الأموال، ثم نخرج من عندك، فإذا صرنا مع الناس والتجار أحببنا الدنيا؟ قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: إنما هي القلوب مرة يصعب عليها الأمر ومرة يسهل، ثم قال أبو جعفر: أما إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله نخاف علينا النفاق، قال: فقال لهم: ولم تخافون ذلك. قالوا: إنا إذا كنا عندك فذكرتنا روعنا، ووجلنا، نسينا الدنيا وزهدنا فيها حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك، ودخلنا هذه البيوت، وشممنا الأولاد، ورأينا العيال والأهل والمال، يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك، وحتى كأنا لم نكن على شيء، أفتخاف علينا أن يكون هذا النفاق فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلا، هذا من خطوات الشيطان. ليرغبنكم في الدنيا، والله لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون عليها وأنتم عندي فيالحال التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة، ومشيتم على الماء، ولولا أنكم تذنبون، فتستغفرون الله لخلق الله خلقاً لكي يذنبوا، ثم يستغفروا، فيغفر الله لهم، إن المؤمن مفتن تواب، أما تسمع لقوله: ( إن الله يحب التوابين ) وقال: (استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ) . [30]إلى غير ذلك مما لا يعد ولا يحصى في كتب الفريقين,
***********************************
النقطة الرابعة المصاهرات بين الصحابة وآل البيت رضوان الله عليهم
يشهد لما سبق من الثناء والمدح بين الفريقين ما صار بينهم من مصاهرات وارتباطات اجتماعيه بدءا بأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وأرضاهم في مصاهرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ,
* فأبو بكر وعمر رضي الله عنهما حصل لهما زيادة الشرف بزواج النبِي صلى الله عليه وسلم من بنتيهما عائشة وحفصة،
* وعثمان وعلي رضي الله عنهما حصل لهما زيادة الشرف بزواجهما من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوج عثمان رضي الله عنه رقية، وبعد موتها تزوج أختها أم كلثوم فلقب بذي النورين، وتزوج علي رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها.
وبإمكاننا أن نسأل المخالفين الأسئلة التالية :
* أذكر لنا زوجات الحسين رضي الله عنه وأرضاه .
* أذكر لنا زوجات الحسن رضي الله عنه وأرضاه .
* أذكر لنا زوجات علي بن الحسين رضي الله عنه وأرضاه.
* أذكر لنا زوجات محمد بن علي رضي الله عنه وأرضاه .
* أذكر لنا زوجات جعفر بن محمد رضي الله عنه وأرضاه .
ويمكننا أن نسأل المخالفين ومن يدعي عداء الأئمة للصحابة والعكس نسألهم كم ابنا للأئمة سمي باسم أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم والعكس بالعكس ..
**************************************
[1] صحيح البخاري : 5/25,
[2] المصدر السابق : 5/26,
[3] فتح الباري شرح صحيح البخاري :7/79,
[4] صحيح البخاري : 4/ 227,
[5] فتح الباري شرح صحيح البخاري : 6/567,
[6] صحيح البخاري : 2/34,
[7] الطبقات لابن سعد :4/22- 30, شرح سنن أبي داود: 8/416, معاني الآثار للطحا وي :7/161,
[8] الطبقات الكبرى لابن سعد: 5/333، و:5/387 ـ 388,
[9] فتح الباري شرح صحيح البخاري : 3/11,
[10] تهذيب الكمال للمزي : 20/ 388,
[11] اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم :1/446,
[12] صحيح مسلم 4/105-107 رقم الحديث 405 سنن أبي داود 1/256 رقم980 سنن الترمذي 5/335 رقم 3220سنن النسائي 3/52 رقم 1284,
[13] منهاج السنه 4/598 - 599 - 600,
[14] جميع الروايات بدءا من هنا إلى الرقم التالي بالهامش في المصدرالتالي الحجة في بيان المحجة من 2/ 372 إلى 398,
[15] الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة لأبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني 2/ 372 إلى 398,
[16]الغارات: ج1 ص307 رسالة علي عليه السلام إلى أصحابه بعد مقتل محمد بن أبي بكر,
[17] الغارات: ج1 ص210 ,
[18]الشافي: ص171 ,
[19] تلخيص الشافي: ج2 ص428,
[20] نهج البلاغة ص143,الإرشاد: ص126,
[21] نهج البلاغة: تحقيق صبحي صالح ص91، 92 ,
[22] نهج البلاغة: ص177- 178,
[23] نهج البلاغة: ص383,
[24] نهج البلاغة" ص557 ,
[25] الغارات" ج2 ص479- 480,
[26] حياة القلوب للمجلسي" ج2 ص621,
[27] تفسير الحسن العسكري: ص65 ,البرهان: ج3 ص228،
[28] تفسير الحسن العسكري: ص196,
[29]عيون أخبار الرضا لابن بابويه القمي :ج2 ص87,
[30] تفسير العياشي: ج1 ص109,البرهان" ج1 ص215.