•- الوجه الأول : التقية الشديدة ؛فالرافضي يعترف لك بأنَّه جعفري ويعترف ببعض أصوله وعقائده الفاسدة .وهؤلاء لا يعترفون بأنَّهم حدادية ولا يعترفون بشيءٍ من أصولهم وما ينطوون عليه .
•- الوجه الثاني : السرية الشديدة في واقعهم وموقعهم في الشبكة المعروفة بالأثري بدرجة لا يلحقهم فيها أي فرقة سِرِيَّة حيث يكتبون تحت أسماء مجهولة مسروقة فإذا مات أحدهم فلا يُعرف له عينٌ ولا أثر (!) ؛وبهذا العمل فاقوا الروافض فإنَّهم معروفون وكتب التاريخ والجرح والتعديل مشحونة بأسمائهم وأحوالهم وإن كانوا يستخدمون التقية والتستر بحيث لا يظهر كثير من أحوالهم .
•- الوجه الثالث : الرفض فالروافض رفضوا زيد بن علي لما تولَّى أبا بكر وعمر والحدادية رفضوا أصول أهل السنة في الجرح والتعديل وتنقصوا أئمة الجرح والتعديل وتنقصوا أصولهم فقالوا :
•1- ( هل الجرح والتعديل الذي في علم المصطلح هو نفسه كلام الأئمة والعلماء في أهل البدع والأهواء ,أو بمعنى آخر هل تطبق قواعد هذا العلم في الكلام على أهل النحل ؟) (!)
•2- ( إن علم الجرح والتعديل جانبي من علوم الشريعة له ضوابط وقواعد محددة معروفة بينها أهل هذا العلم في كتبهم . أما الكلام في الرجال غير الذين في الرواية فهذا يحتاج إلى عالم محيط بالشريعة ينظر في الأصول ويستقرأ الأدلة ليخرج بعدها بحكم على هذا الرجل وهل خالف منهج أهل السنة والجماعة أو لا ؟ ) (!)
•3- ( علماء الجرح والتعديل قد يتكلمون في الراوي بسبب أمور لا تستدعي جرحه ,أما العلماء إذا تكلموا في شخص وبدَّعوه فبعد النظر في منهج أهل السنَّة والجماعة واستقراء الأدلَّة لأنَّهم يعلمون خطورة التبديع وفرق بين هذا وذلك ) (!)
•4- ( علماء الجرح والتعديل قد يختلفوا في الحكم على راو معين فلا يكون سبباً للحكم على الآخرين ما لم يأخذوا بهذا الجرح ,أما العلماء إذا تكلموا في مبتدع فيجب اتباعهم وإلاَّ أُلحق بهم من لم يأخذ بقولهم بذلك المبتدع ) (!)
•5- ( ولهذا فإنَّ قواعد علم المصطلح محدودة لا تتجاوز إطارها الذي وضعت فيه ,وإن وقع تشابه في بعضها بين كلام الأئمة في أهل البدع والأهواء فلا يكون ذلك حاملاً لتطبيق باقي القواعد في الحكم على الرجال الذين هم خارج الرواية . هذا الذي يدندن حوله الشيخ فالح ويريد من الشباب السلفي أن يتنبَّه إلى تلبيس أهل الأهواء في هذا الجانب فهم يريدون منهم أن تطبق قواعد المصطلح في الكلام على أهل البدع لكي يردُّوا أحكام العلماء فيهم ) (!)
وقد رددتُ على هذه الأصول الفاسدة التي أهانت علماء الجرح والتعديل وأهانت أصولهم العظيمة في كتابيه ( أئمة الجرح والتعديل هم حُماة الدِّين ).
- الوجه الرابع : رفضوا أصول أهل السنة في مراعاة المصالح والمفاسد .
- الوجه الخامس : رفضوا أصول أهل السنة في الأخذ بالرخص في الأصول والواجبات ورفضوا أقوال علماء السنة في بيان الأحوال التي يرخص فيها الشرع الحكيم وتجاهلوا النصوص القرآنية والنبوية في مراعاة المصالح والمفاسد والأخذ بالرخص وأرادوا تكبيل المنهج السلفي وأهله بآصارهم وأغلالهم المهلكة .
- الوجه السادس : إسقاطهم لعلماء السنة المعاصرين وتنقصهم لهم ورد أحكامهم القائمة على الأدلة والبراهين وخروجهم عليهم وطعنهم فيهم وفي مناهجهم وأصولهم القائمة على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح .
- الوجه السابع : تسترهم ببعض علماء السنة مكراً وكيدا مع بغضهم لهم ومخالفتهم في أصولهم ومنهجهم ومواقفهم كما يفعل الروافض في تسترهم بأهل البيت مع مخالفتهم لهم في منهجهم وأصولهم وبغضهم لأكثرهم لماذا يفعلون هذا ؟
- الجواب : ليتمكنوا من إسقاط من يحاربونهم من أهل السنة وليتمكنوا من الطعن فيهم وتشويههم وتشويه أصولهم وليحققوا أهدافهم في تشتيت أهل المنهج السلفي وضرب بعضهم ببعض .
- الوجه الثامن : الدعوة إلى التقليد كما هو حال الروافض وغلاة الصوفية ؛وهذا ما أخترعه عبد اللطيف باشميل لما فشل محمود الحداد وعصابته في المواجهات الوقحة للعلماء والطعن الظاهر فيهم وأسقط الله الحداد. فأراد عبد اللطيف المضي قدماً بمنهج الحدادية في ثياب جديدة وخلف أسوار وتحت ظلمات المكر.
فأظهر-مكراً- احترام علماء نجد زعماً منه أنهم مقلدة ودعاة تقليد -وحاشاهم من ذلك- وقام هو وبعض عصابته بنشاط قوي في دعايات وكتابات استهدفوا بها أهل المدينة فأسقط الله كيدهم .
وتظاهر بالحماس للإمام محمد بن عبد الوهاب والدفاع عنه فافتعل بأكاذيبه وخياناته عدوًّا للإمام محمد بن عبد الوهاب ألا وهو الشيخ العلامة المحدث السلفي محمد ناصر الدين الألباني الموالي للإمام محمد بن عبد الوهاب والسائر على منهجه منهج السلف الصالح افتعل منه عدواً لدوداً لا نظير له للإمام محمد ودعوته ولآل سعود وربط أهل المدينة به وادعى للألباني منهجاً خاطئاً يسير عليه أهل المدينة .
لماذا اخترع هذا المنهج ؟ ليتمكن من إسقاط الألباني وجهوده خلال ستين سنة في خدمة التوحيد والسنة وإسقاط مواجهاته للبدع وأهلها ،كل البدع بما فيها الإرجاء وليغرس العداوة والبغضاء بين أهل السنة والتوحيد في نجد وبين إخوانهم من أهل التوحيد والسنة في المدينة والشام واليمن وكل مكان تنتشر فيه السنَّة وينتشر فيه التوحيد .
وكان فالح يسير مع عبد اللطيف في هذا الميدان بصورة خفية ماكرة تظهر علاماتها بين الفينة والفينة إلى سنوات قريبة ، ثم أظهر أصوله الفاسدة ومنهجه في الصورة الجديدة التي هي أخطر وأقبح من واقع الحدادية القديمة وبرزت فيها الأصول الباطلة المهلكة الهدامة للمنهج السلفي وأهله وأخيراً فضح الله هذا المنهج وأصحابه -بعد تستر طويل- أكثر وأكثر بدفاع فالح عن عبد اللطيف باشميل وأباطيله وأكاذيبه وافتراءاته على الألباني وأهل المدينة وتزكيته وبالدفاع عن الحدادية وعن غيرهم من أهل الباطل الذين واجههم الشيخ ربيع وبَيَّن الشيخ ربيع في مواجهتهم أباطيلهم وأوضح المنهج السلفي المضاد لتلك الأباطيل والأصول الفاسدة .
وبكل ما ذكرتُ يكون فالح وعصابته قد مَرَقُوا من المنهج السلفي وأصبحوا من ألدِّ خصومه ،ويظهر للعاقل أنهم أشد خطراً عليه وعلى أهله من كل خصوم وطوائف أهل الضلال .
•- الوجه التاسع : أنهم يفترون على الشيخ ربيع ومن ينصره في الحق من العلماء وأعضاء شبكة سحاب السلفية بأنهم مرجئة وبأنهم صنف أخير من أصناف المرجئة وكذبوا ورب السماوات والأرض جملة وتفصيلا والشيخ ربيع وإخوانه مشهورون بمحاربة البدع جميعاً ومنها الإرجاء بكل أصنافه وأخيراً وصفوهم بالرفض والصوفية و....... ! (كلمة لا أستطيع حكايتها) (!!!) . وللقوم أكاذيب وافتراءات وخيانات وبتر متعمَّد لكلام من يريدون أن يُلصقوا به تهمة من التهم الكبيرة . وكذب وتحريف في الدفاع عن أعضائهم ومن يقودهم . وبهذه الخصال الشنيعة شابهوا الروافض والفئات والأحزاب الضالة .
•- قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- بعد ذكر مخازي الروافض ومنها موالاتهم للكفَّار ضد المسلمين قال :[ فهم أشد ضررًا على الدين وأهله، وأبعد عن شرائع الإسلام من الخوارج الحرورية؛ ولهذا كانوا أكذب فرق الأمة. فليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلة أكثر كذبًا ولا أكثر تصديقًا للكذب وتكذيبًا للصدق منهم، وسيما النفاق فيهم أظهر منه في سائر الناس، وهى التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان)، وفى رواية: (أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها:إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) ] اهـ.
فهؤلاء الحداديون يُشابهون الروافض في الكذب وتصديق الكذب وتكذيب الصدق فهناك مقالات وأقوال صادقة قائمة على الكتاب والسنَّة كذَّبوا مضمونها وردُّوها ومنها أقوال لعلماء فحول حرَّروها في قضايا الإيمان ومسائل الأصول ردُّوها ورفضوها. وهناك من الأقاويل والأباطيل والأكاذيب والتحريفات أيَّدوها ونصروها وكم فجروا في خصومتهم لأهل السنَّة هذا بالإضافة إلى صفاتهم التي سلفت .
- الوجه العاشر : التدرج الماكر على طريقة الباطنية وإن كنَّا لا نرى أنَّهم باطنية لكن نرى أنَّهم شابهوهم في التدرُّج والتلوُّن .
فقد كانوا إلى عهد قريب يتظاهرون باحترام مجموعة من العلماء ويرون أن من خالفهم فقد كذب الإسلام وكذب القرآن والسنة ,ونسف الإسلام ويدعون إلى تقليدهم بحماس فلما ظنوا أنهم قد قوي ساعدهم واشتد عودهم أعلنوا عليهم الحرب وسفهوا أقوالهم وجرَّأُوا عليهم الأوغاد , وهكذا يتدرجون في دعوتهم السرية , يبدأون بالتظاهر باحترام الإمام ابن باز إلى ابن تيمية , ثم يندرجون بالأغرار شيئاً فشيئاً إلى أن يعتقدوا أنهم قد أحكموا القبضة عليهم ،يبدأون في إسقاط العلماء بطريقتهم الماكرة واحداً تِلْوَ الآخر إلى أن يصلوا إلى ابن تيمية ثم هم كالروافض إذا خافوا تظاهروا باحترام الصحابة وحبهم والتَّرضِّي عنهم فإذا أَمِنُوا سبُّوا الصحابة وطعنوا فيهم ,وهؤلاء الحدادية يفعلون مثلهم إذا أَمِنُوا طعنوا في العلماء الطَّعن الذي ذكرنا بعضه في بداية هذا المقال .
وانظر ما يصنعون بالألباني فقد تظاهروا باحترامه والدفاع عنه ورمي من يصفه بالإرجاء بأنهم خوارج ,ثم تحولوا إلى الطعن فيه ورميه بالإرجاء والمخالفة لمنهج السلف .
وفي هذه الأيام تظهر لهم عناوين في شبكتهم ( الأشري )كالتالي :
•1- التوحيد أولا يا دعاة الإسلام للعلامة الألباني .
•2- اقتران العلم بالسيف في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهَّاب للعلامة المحدِّث الكبير الألباني.
•3- الشيخ الألباني يردُّ على الذين يعرفون الحق ويكتمونه . - قلتُ : ليطعنوا بذلك كذباً وزوراً في أهل السنة حيث لم ينصروهم ويؤيدوا أكاذيبهم وأصولهم الفاسدة المناهضة لأصول السلفية والمنهج السلفي .
•4- الزكاة للعلامة الشيخ محمد العثيمين .
•5- الزكاة وفوائدها للعلامة العثيمين .
- قلت : وهم يطعنون فيه وفي إخوانه كبار العلماء منذ قامت حركتهم الحدادية الأولى وفي المرحلة الجديدة التي تواجه المنهج السلفي وأهله ويَرُدُّون أقوالهم الصحيحة التي تُخالف منهجهم الفاسد ,وقد طعن شيخهم في الشيخين فكفى تلاعباً وذَرًّا للرَّماد في العيون .
- الوجه الحادي عشر: التعاون بينهم على الإثم والعدوان والبغي والتناصر على
الكذب والفجور والتأصيلات الباطلة .
- الوجه الثاني عشر : المكابرة والعناد والإصرار على الباطل والتمادي فيه والجرأة العجيبة على تقليب الأمور بجعل الحقِّ باطلاً والباطل حقًّا والصدق كذباً والكذب صدقاً وجعل الأقزام جبالاً والجبال أقزاماً ,وتعظيم ما حقَّر الله وتحقير ما عظَّم الله ورمي خصومهم الأبرياء بآفاتهم وأمراضهم المهلكة .
وهذه الأمور يدلُّ بعضُها فضلاً عن كلِّها على أنَّ هذه الفئة ما أُنشِئت إلاَّ لحرب السنَّة وأهلها مما يُؤكِّدُ هذا أنَّك في هذه الظروف العصيبة والمحنة الكبيرة التي تكالب فيها اليهود والنصارى والفرق الضالة على السنَّة وأهلها تجدُ هذه الفئة في طليعتهم في هذه الحرب الشرسة وأشدهم حرباً ,حيث لا شُغلَ لهم ولا لموقعهم المًُخصَّص للفتن إلاَّ حرب أهل السنَّة ومنهجهم وأصولهم وحرب موقعهم السَّلفي الوحيد (سحاب) الذي يرفع راية السنَّة ويذَّبِّ عنها وعن أهلها .
وما يذكرونه في موقعهم المسمَّى زوراً بـ (الأثري) (!) عن بعض العلماء ما هو إلاَّ ستراً لأنفسهم ,وإلاَّ للتَّقَوِّي بذلك على حربهم لأهل السنَّة .
وإنَّ بعض أعمالهم هذه في هذه الظروف العصيبة ليكشفُ كشفاً جليًّا على أنَّ هذه الفئة إنَّما هي دسيسة أُعدَّت لتحقيق أهداف وأهداف (!) .
فلا يغرنَّكم أيها السلفيون تباكيها الكاذب ودعاواها الباطلة التي تفضحُها أقوالهم وأصولهم ومواقفهم وأخلاقهم وأكاذيبهم الظاهرة المكشوفة لمن له أدنى بصيرة وإدراك.
- الوجه الثالث عشر : الولاء والبراء على أشخاص كما يفعل الروافض في ولائهم الكاذب لأشخاصٍ من أهل البيت ,لكنَّ هؤلاء يُوالون ويُعادون على أشخاصٍ من أجهل الناس وأكذبهم وأفجرهم وأشدهم عداوة للمنهج السلفي وعلمائه , وتقديس هؤلاء الجهال المغرقين في الجهل والمعدودين في الأصاغر بكل المقاييس ديناً وسناً ومنهجا وعقيدة ممن لا يعرفون بعلم ولا خلق إسلامي ولا أدب إسلامي ولا إنساني .
انظر كيف أقاموا الدنيا وأقعدوها لما انتقد الشيخ عبيد الجابري أحد قادتهم الأطفال فرفعوا من شأن هذا الطفل سنا وعلما وأخلاقا , وأوسعوا الشيخ عبيداً الجابري طعناً وتحقيراً بعد أن كانوا يبالغون في تعظيمه كعادتهم في العلماء غيره حيث كانوا يتظاهرون بتعظيمهم فلمَّا خالفوا أباطيل رمزهم الحالي وخالفوهم في أباطيلهم وجهالاتهم وأكاذيبهم أوسعوهم طعناً وتكذيباً وتحقيراً (!!).
فحالهم كحال اليهود مع عبد الله بن سلام أحد أحبار بني إسرائيل الذي أكرمه الله بالإسلام ,فقد أخرج البخاري في صحيحه (3151) بسنده إلى أنس رضي الله عنه قال: ( بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله r المدينة فأتاه فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله ؟ فقال رسول الله r خَبَّرَنِي بهن آنفا جبريل قال: فقال عبد الله : ( ذاك عدو اليهود من الملائكة ) ! فقال رسول الله r أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها ) قال: أشهد أنك رسول الله ثم قال: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت فقال رسول الله r أي رجل فيكم عبد الله بن سلام قالوا أعلمنا وابن أعلمنا وأَخْيَرُنَا وابنُ أَخْيَرِنا فقال رسول الله r : ( أفرأيتم إن أسلم عبد الله قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا شرُّنَا وابن شَرِّنا ووقعوا فيه ) (!) .
قال الحافظ في الفتح (7/298) شرح حديث (3911) : ( في رواية يحيى بن عبد الله فقلت : يا رسول الله ألم أخبرك أنهم قوم بهت أهل غدر وكذب وفجور , وفي الرواية الآتية : " فنقصوه ، فقال : هذا ما كنت أخاف يا رسول الله ) .
والشاهد من هذا أنَّ اليهود لما ظنوا أن عبد الله بن سلام سيبقى على ضلالهم وباطلهم مدحوه وقالوا خيرنا وابن خيرنا , ولما أعلن الحق انقلبوا فوراً فذموه فقالوا شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه .
وهكذا يفعل هؤلاء القوم كرَّات ومرَّات مع أفاضل أهل السنة والحق يمدحونهم لأغراض بيَّتوها في أنفسهم فلما واجهوا أباطيلهم وخالفوهم طعنوا فيهم واحداً تلو الآخر وحاربوهم , وكلما زاد العالم بياناً لباطلهم زادوا طغياناً وكذباً وبهتاً له وفجوراً في حربه إلى تصرفات ومقالات مُسِفَّة يخجل منها كل فرق الضلال .
ومع كل هذا الفجور والمخازي والضلال يَدَّعُون كذباً وزوراً مفضوحاً أنهم هم أهل السنة (!) ويتمادحون بذلك , فيقال لهم ما روي عن عمرو بن العاص-رضي الله عنه-أنه قال لمسيلمة لما ادَّعَى النبوة وشرع يقرأ على عمرو-رضي الله عنه-أكاذيبه التي يسميها قرآنا فقال له : ( والله إنك لتعلمُ أَنِّي أعلم أنَّك كاذب )
فكل السلفيين -لا عمرو واحد- يعلمون أنَّكم كذَّابون في كل ما واجهتم به أهل السنة ويعتقدون فيكم أنكم تعلمون أنَّكم كذَّابون ولن تضروا الإسلام بشيء ولن تضروا السلفية وأهلها بشيء وثِقُوا أنَّكم لا تُهلكون إلا أنفسكم في الدنيا والآخرة إن لم تتوبوا إلى الله توبة نصوحا وإن أفرحتم أعداء الله وأعداء المنهج السلفي فلن يضر ذلك هذا المنهج العظيم كما قال رسول الله r : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) صحيح مسلم (1920)
وقد بوَّب الإمام البخاري في صحيحه : (باب قول النبي r : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ) وهم أهل العلم ) .
فهذا ما تيسَّر ذكره من أصول هذه الطائفة المشابهة لأصول الرافضة وأفعالهم ومنهجهم .
برَّأَ اللهُ الإسلام من أعمالها وأخلاقها وأصولها
إنَّ ربنا لسميع الدعاء
والله أعلم
وصلَّى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه
وسلَّم .
وكتب : ربيع بن هادي بن عمير المدخلي
ليلة 15 ربيع الأوَّل 1426هـ