السؤال:
حصلت مناقشة بين بعض طلاب العلم عرض فيها السؤال التالي: كيف اختلف أهل الحديث في حكم الرواية عن المبتدع وفصلوا فيها مع اتفاقهم على عدم صحة الرواية عن الفاسق، ومن المعلوم أن البدعة أشد من الفسق ؟ أجاب البعض بأن الفاسق لا يكون إلا متعديا لحدود الله عالما بذلك بينما صاحب البدعة قد يكون وقع فيها عن اجتهاد ؟ هل هذا الجواب صحيح ؟
الجواب:
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد ، نعم ، ولكن كثيرا من أهل البدع لا يكذبون ويتورعون عنه مثل الخوارج مثلا ، لذلك نجد كما في صحيح البخاري وغيره روايات عن أناس من الخوارج ؛ لأن الخوارج يكفرون الكاذب؛ فالكذب عندهم كبيره وصاحبها إن استمر عليها يكفر ، فالخارجي يتورع كثيرا عن الكذب ؛ ولذلك أهل العلم قبلوا روايتهم وما ينقلونه من الأخبار ، وأما إن كان يدعو في روايته لبدعته فهذا لا تقبل روايته لأنه ربما يروي ويريد ترويج بدعته ، فيكذب من أجلها مقدما مصلحة انتشار بدعته ورواجها على تلك الكذبة وخاصة أن هناك من يسمي هذا بالكذب الأبيض . وكذلك المبتدعة من العباد والزهاد يتورعون عن الكذب ولا شك ، وهذا كله بخلاف الفاسق المعلوم بفسقه والمعلن له والمجاهر به فإنه لا يتورع أبدا من الكذب ، بل ربما يحمله على الكذب على الضحك والاستهزاء والسخرية بأهل الإسلام والإيمان . من هنا تحملوا الرواية عن بعض أهل البدع ، بينما اتفقوا رحمهم الله على عدم الرواية عن الفاسق لأن الأصل في الرواية تحري الصدق والدقة والضبط ، طبعا ليس الأمر في عامة أهل البدع كما ذكرت ، فمثلا الرافضة ومن شابههم لا يحملون روايتهم أبدا لأن الأصل فيهم الكذب ، والله تعالى أعلم
منقول من موقع الشيخ
http://www.mandakar.com/FatawaDetails.asp?ID=62