عن أنسٍ، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل). قالوا::::::/": وما الفأل؟ قال: (الكلمة الطيبة) .
الشرح:
. . .
قوله: """""""""" ويعجبني الفأل"." أي: يسرني، والفأل بينه بقوله: "الكلمة الطيبة". فـ"الكلمة الطيبة" تعجبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما فيها من إدخال السرور على النفس والانبساط، والمضي قدمًا لما يسعى إليه الإنسان، وليس هذا من الطيرة، بل هذا مما يشجع الإنسان، لأنها لا تؤثر عليه، بل تزيده طمأنينة وإقدامًا وإقبالًا.
وظاهر الحديث: الكلمة الطيبة في كل شيء، لأن الكلمة الطيبة في الحقيقة تفتح القلب وتكون سببًا لخيرات كثيرة، حتى إنها تدخل المرء في جملة ذوي الأخلاق الحسنة.
وهذا الحديث جمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيه بين محذورين ومرغوب، فالمحذوران هما العدوى والطيرة، والمرغوب هو الفأل، وهذا من حسن تعليم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمن ذكر المرهوب ينبغي أن يذكر معه ما يكون مرغوبًا، ولهذا كان القرآن مثاني إذا ذكر أوصاف المؤمنين ذكر أوصاف الكافرين، وإذا ذكر العقوبة ذكر المثوبة، وهكذا.
القول المفيد شرح كتاب التوحيد للعلامة العثيمين رحمه الله [ص:344-345]