السؤال:ما صحة هذه العبارة : ( إن الصلاة هدية من العبد لربه ، فيجب إتقانها والخشوع فيها ) ؟
الجواب:بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد ، العبارة خطأ ، ولا يصح هذا المعنى في حق الله عز وجل ، ففي باب الإخبار يمكن أن نستخدم بعض العبارات والكلمات مثل: إن الصلاة مناجاة بين العبد وربه ، فباب الإخبار واسع ، ولكن معنى هذه العبارة ليس بطيب وينافي تعظيم الله عز وجل ، فكأن المعنى يفيد التفضل على الله عز وجل ، ومعلوم أن الذي يهدي هو صاحب اليد العليا ، والذي يهدى إليه هو صاحب اليد السفلى، وهذا لا يصلح في حق الله عز وجل ، فالذي يزين صلاته ويخشع فيها يهدي ويقدم لنفسه الحسنات، والمصلحة كلها ترجع له لا لله سبحانه وتعالى ، وأما قول الله عز وجل : ((إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم ... )) فالإقراض هنا لنفسك ، ولكن الله عز وجل أضافه لنفسه من حبه سبحانه وتعالى لهذا الفعل العظيم الجليل الذي يعود نفعه ومصلحته على العبد ، وفيه الترغيب لنا في الإقراض والتصدق في سبيل الله ، فكأنك تقرض الله عز وجل لأنه هو سبحانه وتعالى الذي يحسبه لك وبعد ذلك يوفيك إياه وزيادة يوم القيامة ، ومثله أيضا زيارة المريض كما جاء في الحديث: ( يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ) ، فالله عز وجل لا يزار حقيقة ، وإنما المعنى يفيد الترغيب لنا في زيارة المرضى ، فالشاهد أن هذه الألفاظ يمكن أن تستخدم من باب الإخبار عن الله عز وجل ولكن ينظر في المعاني حتى لا تتنافى مع العقيدة الصحيحة ومع تعظيم الله عز وجل ، والله أعلم .
منقول من موقع الشيخ