منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى القران الكريم وتفسيره


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي أبو ذر الفاضلي مخالفة
أبو ذر الفاضلي غير متواجد حالياً
 
أبو ذر الفاضلي
عضو مميز
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 32
تاريخ التسجيل : Oct 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 133 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي البيان المبين في إنزال القرآن العظيم على قلب سيّد الأنبياء والمرسلين وأنه آية كبرى للنبي صلى الله عليه وسلم - بيان أن تحيّة المسجد سنَّة مؤكدة على مَن دخل المسجد وأراد أن يجلس في جميع الأوقات

كُتب : [ 08-10-2011 - 03:53 PM ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدُ لله الذي أرسَلَ رسوله بالحق المبين، وأيَّده بالآيات البيّنات لتقوم الحجة على المعاندين ﴿لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأنفال: 42]، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأوّلين والآخرين، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله سيّد الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا .
أما بعد:
فإن الله أرسل الرسل ﴿مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ [النساء: 165]، ولذلك أيّدهم بالآيات البيّنات الدّالّة على صدقهم وصحة رسالتهم، قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ [الحديد: 25]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من الأنبياء نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر»(1) فأيّدهم الله تعالى بالبيّنات لتقوم الحجة على كل معاند؛ ليؤمن مَن آمن عن اقتناع وبصيرة فينشرح صدره للإيمان ويطمئن إليه قلبه.
ولقد كان لنبيّنا - صلى الله عليه وسلم - من هذه الآيات أعظمها وأجلّها فأيَّده الله تعالى بآيات شرعية وآيات كونية .
أما الآيات الشرعية فإن أعظمها هذا القرآن العظيم، يقول الله تعالى للذين يطلبون آيات للنبي صلى الله عليه وسلم: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [العنكبوت: 51]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة»(2) .
نَعَم، إن هذا القرآن العظيم لآية كبرى للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه جاء مصدّقًا لكتب الله السابقة وحاكمًا عليها وناسخًا لها، ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ﴾ [المائدة: 48] .
«كان هذا القرآن آية كبرى للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كان على وصف رسالته في عمومها وشمولها وصلاحها وإصلاحها، فالقرآن كتابٌ عامٌّ شاملٌ صالحٌ لكل زمان ومكان، مصلحٌ لأمور الدنيا والآخرة، فهو أساس الشريعة والشريعة شاهدة له كان القرآن العظيم آية كبرى للنبي - صلى الله عليه وسلم - لِمَا يشتمل عليه من الأخبار الصادقة الهادفة والقصص الحسنى المملوءة عبرة وتربية والأحكام العادلة المرضيّة والإصلاحات الاجتماعية والفردية، وكان القرآن آية كبرى في لفظه ومعناه وأثره في النفوس وآثاره في الأمة، فهو آية للأمة كلها من أوّلها إلى آخرها»(3) كل المسلمين اليوم يتلونه كما يتلوه أول هذه الأمة ويمكنهم أن ينهلوا من معين أحكامه وحِكَمه كما نهل منها الرعيل الأول، ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9] .
ومن آيات النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الشريعة الكاملة في العقيدة والعبادة والأخلاق والآداب والمعاملات وتنظيم سلوك العبد فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين الخلق، فلو اجتمع العالَم كلهم على أن يأتوا بمثل هذه الشريعة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً؛ لأنها شريعة الله وهو العليم بِما يُصلح خلقه، الحكيم بِما يشرعه لهم، الرحيم بِما يكلّفهم به، وإن كل ما جاء من صلاح أو إصلاح في أي نظام من النظم فإن الشريعة الإسلامية المحمّديّة فيها ما هو أصلح منه وأنفع للخلق، وإذا كان البشر لا يستطيعون أن يأتوا بمثل هذه الشريعة في صلاحها وإصلاحها كان ذلك آية وبرهانًا على أن شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - هي شريعة الله وعلى أنه يجب على كل المسلمين حكّامًا ومحكومين ألا يتجاوزوا أحكامها لأي نظرية أو أي نظام كان .
وأما الآيات الكونية الدّالة على رسالته فكثيرة جدًا لا تمكن الإحاطة بها، فمنها: ما جَبَلَه الله؛ أي: ما جَبَلَ الله رسولَه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - من مكارم الأخلاق ومعالي الآداب ومحاسن الأعمال .
[قال ملك غسان وقد دعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام، قال: واللهِ لقد دلّني على هذا النبي الأمي أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذٍ به ولا ينهى عن شرٍّ إلا كان أول تاركٍ له وإنه يَغلب فلا يبطر ويُغلب فلا يضجر ويفي بالعهد ويُنجز بالموعود وأشهدُ أنه نبي][م1] .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه [ الجواب الصحيح لِمَن بدّل دين المسيح ] وهو كتاب قيّم أحثُّ كل مسلم على قراءته لاسيما في هذا العصر الذي كثر فيه انتشار النصارى بين المسلمين في القطاع الحكومي والشعبي؛ ليكون الإنسان على بصيرة من أمر هؤلاء النصارى وما يكيدون للإسلام، قال شيخ الإسلام: [إن سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخلاقه وأقواله وأفعاله وشريعته من آياته؛ فإنه صلى الله عليه وسلم كان من أشرف أهل الأرض نسبًا من صميم سلالة إبراهيم، وكان من أكمل الناس تربية ونشأة، لم يزل معروفًا بالصدق والبِرّ والعدل ومكارم الأخلاق وترك الفواحش والظلم، لا يُعرف له شيء يُعاب به ولا جرت عليه كذبة قط ولا ظلم ولا فاحشة بل كان صلى الله عليه وسلم أصدق الناس وأعدلهم وأوفاهم بالعهد مع اختلاف الأحوال عليه من حرب وسِلْم وأمن وخوف وغِنى وفقر وظهور على العدو تارةً وظهور العدو عليه تارةً][م2].
ومن آيات النبي - صلى الله عليه وسلم - الكونيّة: ما شاهده الناس في الآفاق السماوية والآفاق الأرضية [«ففي الآفاق السماوية كثرت الشهب في السماء لإحراق الشياطين التي تستمع أخبار السماء؛ كثرت الشهب حماية لوحي الله الذي ينزله على محمد صلى الله عليه وسلم»](4)[م3] قال الله تعالى عن الجن: ﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا﴾ [الجن: 9] .
[«وطلبت قريش من النبي - صلى الله عليه وسلم - آية فأراهم القمر شقَّين؛ انشق القمر شقَّين حتى رأوا غار حراء بينهما وكانت كل شقَّة منه على حذاء جبل»](5)[م4] .
[«وأُسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى واجتمع إليه الأنبياء فصلّى بهم إمامًا»](6)[م5] [«ثم عُرج به إلى السماوات وقابَلَ في كل سماء مَن قابَل من الأنبياء والرسل وسلَّم عليهم فردُّوا عليه وحيَّوه وبلغ سِدْرة المنتهى ومكانًا سمع فيه صريف الأقلام وكلَّمه الله - عزَّ وجل - بِما أراد وتراجع بين الله وبين موسى فيما فرض الله عليه من الصلوات وعُرضت عليه الجنة وأُدخلها وعرضت عليه النار فرآها، كل هذا كان في ليلة واحدة بل في بعض ليلة وهو من أعظم آيات الله الدّالّة على صدق نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله - عزَّ وجل - مشيرًا إلى الإسراء:﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]، وقال تعالى مشيرًا إلى المعراج: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى(1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾ [النجم: 1-2]، إلى قوله: ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى»](7)[م6] [النجم: 18] .
[«ولَمّا كذبت قريش بهذا وقالوا: صِفْ لنا بيت المقدس إن كنت قد أتيته ؟ جلاّه له جبريل حتى صار النبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليه وهو في المدينة وجعل يصفه لقريش فقالت قريش: أمّا الوصف فقد أصاب»](8)[م7] .
«وجاءه رجل وهو يخطب يوم الجمعة فقال: يا رسول الله، ادعُ الله أن يغيثنا، فثار السحاب أمثال الجبال فما نزل عن المنبر حتى كان المطر يتحادر على لحيته فبقيَ أسبوعًا حتى دخل رجل في الجمعة الأخرى فقال: يا رسول الله، ادعُ الله أن يمسكها عنّا، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - وجعل يُشير إلى السحاب فما يُشير إلى ناحية إلا انفرجت فخرج الناس يمشون في الشمس»(9) .
«وفي الآفاق الأرضية شاهَدَ الناس من آيات النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا كثيرًا، فمنها: ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: عطش الناس وكان بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - رَكْوَة؛ والرَّكْوَة: إناء من جِلْد، فجهش الناس نحوه فقال: ما لكم ؟ قالوا: ليس عندنا ماء نشرب ولا نتوضأ إلا ما بين يديك، فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده في الرَّكْوَة فجعل الماء يفور بين أصابعه كأمثال العيون، قال جابر: فشربنا وتوضأنا، فقيل له: كم كنتم ؟ قال: كُنّا ألفًا وخمسمائة ولو كُنّا مائة ألف لَكَفَانا»(10) .
«وأتى أنس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في جملة من أصحابه قد عصَبَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بطنه من الجوع فذهب أنس إلى أبي طلحة وهو زوج أمه فأخبره بِما شاهَدَ من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو طلحة لأم سُليم زوجته: هل من شيء ؟ قالت: نَعَم، كِسَر من خبز وتمرات، إن جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده أشبعناه وإن جاء معه آخر قَلّ عنهم، قال أنس: فذهبت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إليّ فقلت: أجِبْ أبا طلحة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لِمَن معه: « قوموا » فإذا أبو طلحة على الباب فقال: يا رسول الله، إنما هو شيء يسير ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هاتِهِ فإن الله سيجعل فيه البركة، قال: ثم أمر بسمن فصُبّ عليه ودعا فيه ثم قال: ائذن لعشرة، فقال: كُلُوا وسَمّوا الله، ثم أدخلهم عشرةً عشرةً وكانوا ثمانين حتى شبعوا ثم أكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهل البيت حتى شبعوا وأهْدوا البقيّة للجيران»(11) .
«وكان صلى الله عليه وسلم يخطب الجمعة إلى جذع نخلة في المسجد فلمّا صُنع له المنبر وقام عليه أول جمعة حنَّ الجذع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما تحنّ العِشَار - يعني: الإبل - حتى نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه فوضع عليه يده يسكّنه حتى سكَن»(12) .
تأمّل - يا أخي المسلم - هذا الجذع الجماد يَحنّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما تحنّ الإبل إلى أولادها ولا يسكت حتى ينزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فيضع يده عليه يسكّنه حتى سكَن .
«وكان من آياته صلى الله عليه وسلم العظيمة ما أخبر به من أمور الغيب التي وقعت طِبقًا لِمَا أخبر صلى الله عليه وسلم كأنما يشاهدها بعينه مثل قوله صلى الله عليه وسلم: يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البَرِيّة، يَمرقون من الإسلام كما يَمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانُهم حناجرَهم»(13).
نسأل الله أن يعصمنا وإياكم منهم .
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرّهم مَن خذلهم ولا مَن خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك»(14) .
أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم .
فقد كان الأمر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فما زال في هذه الأمة - ولله الحمد - أمة قائمة بأمر الله لم يضرّهم مَن خذلهم ولا مَن خالفهم على كثرة ما غُزي دينهم من أعدائهم حتى في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من اليهود والنصارى والمشركين، أفتظنّون أن النصارى أولياء لكم ؟ أفتظنّون أن اليهود أولياء لكم ؟ أفتظنّون أن المشركين أولياء لكم ؟ لا واللهِ بل هم أعداؤكم كما أنهم أعداء ربكم وهم مع بعضهم أولياء بعض كما قال الله عزَّ وجل: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُواالْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة: 51] .
إن اليهود والنصارى والمشركين أعداء للإسلام منذ برز، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان رجل نصرانيًّا فأسلَمَ وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولكنّه عاد فارتدَّ فصار نصرانيًّا فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبتُ له، فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لَفَظَتْه الأرض فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه لَمّا هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له وأعْمقوا فأصبح وقد لَفَظَتْه الأرض فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه لَمّا هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له فأعمقوا في الأرض ما استطاعوا فأصبح وقد لَفَظَتْه الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه وتركوه منبوذًا»(15) .
وهكذا ينتصر الله من أعداء الله ويُري الله الناس فيهم آياته حتى يتبيّن لهم الحق .
فاتَّقوا الله - أيها المسلمون - وثِقوا بوعد الله إن كنتم صادقين ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون .
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية
الحمدُ لله على إحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله المؤيّد ببرهانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأعوانه .
أما بعد:
أيها الناس، اتَّقوا الله تعالى واعلموا أن الإنسان إذا دخل المسجد فإنه لا يجلس حتى يصلي ركعتين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين»(16) وسواء في ذلك أول النهار وآخره وأول الليل وآخره، لا وقت يُنهى فيه عن تحية المسجد؛ لأنها صلاة لها سبب وكل صلاة لها سبب فإنه لا نهي عنها .
ولقد كان الناس أول ما عُمِر هذا المسجد يضعون نعالهم في الطرقات؛ أي: على أبواب المسجد فيتأذى بها مَن يتأذى إما بِما فيها من رطوبة ووسخ إذا كان الإنسان قد توضأ قريبًا وإما لِمَا فيها من عثرات؛ ولذلك قام بعض المحسنين فوضع هذه الرفوف على أبواب المسجد لأجل أن توضع فيها النعال ولكن مع الأسف أن بعض الناس يمشي وكأنه لا يرى؛ يمشي حتى يصل إلى باب المسجد فيخلع نعليه فيؤذي بها الداخلين إلى المسجد إما برطوبتها إن كان فيها رطوبة وإما بالعثرة فيها .
وإني أيها المسلمون، إني أحثّكم على ألا تضعوا في طريق المسلمين ما يؤذيهم؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إماطة الأذى عن الطريق صدقة»(17) فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق صدقة تقرّب الإنسان إلى ربه فمَن رأى منكم نعالاً في طريق المسلمين فلْيزلها ويزحها عن طريق المسلمين؛ فإنه يكون بذلك صدقة له ولكنّ المسؤول الأول هو الذي وضع هذه الحذاء في أبواب المساجد يتأذى منها المسلمون .
أيها المسلمون، إنه ينبغي للمؤمن أن يكون حيَّ القلب فطِنًا، لا يذهل عن شيء، يترقّب كل ما يراه ويعمل ما فيه المصلحة وما فيه دفع الأذية للمسلمين، وإذا دخل أحد هذه المساجد وقد تلوّثت النعال التي وطأها بالماء فإنه سوف يوسّخ المسجد ولا شَكَّ أن توسيخ المساجد خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أمَرَ ببناء المساجد في الدور وأن تنظّف وتُطيّب»(18) ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [النور: 36-38] .
أيها المسلمون، عظِّموا حرمات الله وشعائر الله؛ فإنه مَن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ومَن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب .
«واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة في دين الله بدعة، وكل بدعة ضلالة»(19) «وكل ضلالة في النار»(20) «فعليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة، ومَن شَذَّ شَذَّ في النار»(21) واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جلّ من قائل عليمًا: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56] .
اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبّته واتّباعه ظاهرًا وباطنًا، اللهم توفّنا على ملّته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم أسْقنا من حوضه، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصدّيقين، والشهداء والصالحين .
اللهم إنا نسألك أن تُصلح ولاة أمور المسلمين، اللهم مَن كان من ولاة أمور المسلمين غير مستقيم على شرعك ولا ناصح لعبادك فأبدلهم بخير منه أو اهدِه إلى الحق يا رب العالمين.
اللهم أصْلح بطانة ولاة أمور المسلمين ومَن كان من بطانتهم غير ناصح ولا مستقيم على دينك فأبعده عنهم وأبدلهم بخير منه يا رب العالمين، ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23]، ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: 10] .
عباد الله، إن ما أصابكم من قلّة المطر ومن قلّة المياه في بعض النواحي إنما هو بسبب المعاصي كما قال الله عزَّ وجل: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى: 30]، وقال جلَّ ذكره: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم: 41] .
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، اللهم وفّقنا للتوبة النصوح التي تمحو بها ما سلف من ذنوبنا وتطهّر بها قلوبنا وتزكّي بها أعمالنا يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك توبة نصوحًا تمحو بها ما سلف من ذنوبنا وتطهّر بها قلوبنا وتزكّي بها أعمالنا يا رب العالمين، ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَاوَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23] .
اللهم أغِثْنا، اللهم أغِثْنا، اللهم أغِثْنا، اللهم أغِثْنا غيثًا مُغيثًا، اللهم أسْقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين .
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
اللهم ارضَ عنّا معهم بِمَنّك وكرمك وجودك وإحسانك يا رب العالمين، وسلّم تسليمًا كثيرًا .
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم .
----------------------
(1) أخرجه البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [فضائل القرآن] [4598]، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الإيمان] باب: وجوب الإيمان برسالة نبيّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى جميع الناس ونسخ الملل بملّته [217] ت ط ع .
(2) سبق تخريجه في الحديث [1] لأنه جزء منه .
(3) أخرجه الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من أمير المؤمنين على بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [فضائل القرآن] باب: ما جاء في فضل القرآن [2813]، وأخرجه الدارمي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [فضائل القرآن] باب: فضل مَن قرأ القرآن [3197-3198] ت ط ع .
(4) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث عبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الأذان] باب: الجهر بقراءة صلاة الفجر، وقالت أم سلمة: طفت وراء الناس والنبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي ويقرأ بالطور [731]، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الصلاة] باب: الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن [618] ت ط ع .
(5) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [المناقب] باب: سؤال المشركين أن يريهم النبي -صلى الله عليه وسلم- آية فأراهم انشقاق القمر [3365]، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [صفة القيامة والجنة والنار] باب: انشقاق القمر [5013-5014] ت ط ع .
(6) ذكره الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- في كتابه المبارك [البداية والنهاية] نقلاً عن كلام الحافظ ابن إسحاق رحمه الله تعالى، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه الجزء [3] الصفحة [109-110] في حديث الإسراء الجزء [7].
(7) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث مالك بن صعصعة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [المناقب] باب: المعراج [3598]، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الإيمان] باب: الإسراء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات وفرض الصلوات [234-236-237-238]، وفي المعراج ذكره الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى- في كتابه التاريخي [البداية والنهاية] في الجزء [3] الصفحة [111]، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه وعن الصحابة أجمعين .
(8) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنّة والجماعة -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند بني هاشم، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما [2680] ت ط ع .
(9) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الجمعة] باب: الاستسقاء في المسجد الجامع [957]، وكذلك في نفس كتاب [الجمعة] باب: الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة [958] ولِمَن أراد المزيد فلْيرجع إلى أول باب الاستسقاء من أول الأحاديث، الصفحة [950]، وأخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الجمعة] باب: الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة [881] ت ط ع .
(10)أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب[المناقب]باب: علامات النبوّة في الإسلام[3311]، وأخرجه أيضًا في كتاب [المغازي] باب: غزوة الحديبية، وقول الله عزَّ وجل: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: 18]، من حديث جابر رضي الله تعالى عنه [3837] ت ط ع .
(11)أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الأشربة] باب: جواز استتباعه غيره إلى دار مَن يثق برضاه بذلك وبتحقيقه تحقّقًا تامًّا واستحباب الاجتماع على الطعام [3802] .
(12)أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [المناقب] باب: علامات النبوّة في الإسلام [3320] ت ط ع .
(13)أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند المبشرين بالجنة، من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه [852-868-3425-3639]، وأخرجه الترمذي في سننه رحمه الله تعالى، من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الفتن] باب: في صفة المارقة [2114]، وأخرجه أبو داوود -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [السنّة] باب: قتل الخوارج [4138] ت ط ع .
(14)أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث معاوية -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [المناقب] هذا الحديث صدره البخاري رحمه الله تعالى هذا الباب، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث معاوية بن أبي سفيان -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الإمارة] باب: قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرّهم مَن خالفهم» [3548] ت ط ع .
(15)وأخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أنس -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [المناقب] باب: علامات النبوّة في الإسلام [3348]، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، من حديث أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [صفات المنافقين وأحكامهم] [4987] .
(16)أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي قتادة بن ربعي الأنصاري -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الجمعة] باب: ما جاء في التطوع . . . الباب [1097]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي قتادة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [صلاة المسافرين وقصرها] باب: استحباب تحية المسجد بركعتين وكراهة الجلوس قبل صلاتهما وأنها مشروعة في جميع الأوقات .
(17)أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الجهاد والسير] باب: إماطة الأذى، وقال همام عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: «يميط الأذى عن الطريق صدقة» [4767]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب [الزكاة] باب: بيان اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف [1677] ت ط ع .
(18)أخرجه الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنّة -رحمه الله تعالى- في مسنده في باقي مسند الأنصار رضي الله تعالى عنهم وعن جميع الصحابة أجمعين، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنه [25182]، وأخرجه الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه في كتاب [الجمعة] باب: ما ذكر من تطيب المساجد، من حديث أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها [542]، وأخرجه أبو داوود -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أم المؤمنين أم عبد الله عائشة -رضي الله تعالى عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتاب [الصلاة] باب: اتخاذ المساجد في الدور [384]، وأخرجه ابن ماجة -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث الصديقة بنت الصديق عائشة -رضي الله تعالى عنها وعن أبيها وعن الصحابة أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين- في كتاب [المساجد والجماعات] باب: تطهير المساجد وتطييبها [750-751] ت ط ع .
(19)أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنها- في كتاب [الجمعة] باب: تخفيف الصلاة والخطبة [1435] ت ط ع .
(20)أخرج النسائي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [صلاة العيدين] باب: كيف الخطبة [1560] ت ط ع .
(21)أخرجه الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب [الفتن] باب: لزوم الجماعة [2093] ت ط ع .
[م1]ذكرها شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- في كتابه المبارك [الجواب الصحيح لِمَن بدّل دين المسيح] في الجزء [6] الصفحة [510] في قصة ملك غسان الجلندي .
[م2]ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في كتاب [الجواب الصحيح لِمَن بدّل دين المسيح] في الجزء [5] الصفحة [467] .
[م3]ذكرها شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- في [مجموع الفتاوى] في الجزء [11] الصفحة [304] وفي [الجواب الصحيح] في الجزء [1] الصفحة [400] وفي الجزء [5] الصفحة [350] .
[م4]ذكرها شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- في [الجواب الصحيح لِمَن بدّل دين المسيح] في الجزء [6] الصفحة [159] .
[م5]ذكرها الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- في كتابه [البداية] والنهاية في الجزء [3] الصفحة [109-110]، وذكر الحافظ -رحمه الله تعالى- في الجزء [6] الصفحة [281] قال: باب ما أُعطي رسول الله -صلى عليه وسلم- وما أعطي الأنبياء قبله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
[م6]ذكر الحافظ والإمام ابن كثير في [البداية والنهاية] قصة الإسراء والمعراج في الجزء [3] الصفحة [108-122] .
[م7]ذكر الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- في كتابه [تاريخ الإسلام] في الحديث رقم [1] صفحة [63] في قصة الإسراء إلى المسجد الأقصى، فانظر إليه -يرحمك الله تعالى- لتزداد فائدة .
 

رد مع اقتباس
الاء غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )  أعطي الاء مخالفة
الاء
عضو نشيط
رقم العضوية : 97
تاريخ التسجيل : Mar 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 31 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 08-12-2011 - 06:09 PM ]

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 3 )
الواثقة بالله
المراقب العام

رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,481 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 08-13-2011 - 06:23 AM ]

بارك الله فيك


رد مع اقتباس
عيون المها غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 4 )  أعطي عيون المها مخالفة
عيون المها
عضو مميز
رقم العضوية : 84
تاريخ التسجيل : Dec 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,085 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 08-15-2011 - 04:14 AM ]

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس
خالد غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 5 )  أعطي خالد مخالفة
خالد
عضو نشيط
رقم العضوية : 78
تاريخ التسجيل : Dec 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 76 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 09-20-2011 - 03:48 AM ]

الله يعطيكم العافية
اتمنى للجميع التوفيق

شكرا لكم

رد مع اقتباس
آمنة غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 6 )  أعطي آمنة مخالفة
آمنة
عضو مميز
رقم العضوية : 111
تاريخ التسجيل : Mar 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 298 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 10-22-2011 - 10:21 PM ]

جزاك الله خيرا


رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:58 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML