بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في سورة آل عمران :
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ﴿96﴾ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴿97﴾
يخبر الله تعالى ببيته الحرام و أنه أول البيوت التي وضعها الله في الأرض لعبادته و إقامة ذكره و أن فيه من البركات و أنواع الهدايات و تنوع المصالح و المنافع للعلملين شيء كثير و فضل غزير، و أن فيه آيات بينات تذكر بمقامات إبراهيم الخليل و تنقلاته في الحج، و من بعده تُذكِّر بمقامات سيد الرسل و إمامهم صلى الله عليه و سلم، وفيه الأمن الذي من دخله كان آمنا قدرا، مؤمنا شرعا و دينا.فلما احتوى على هذه الأمور التي هذه مجملاتها و تكثر تفصيلاتها، أوجب الله حجه على المكلفين المستطيعين إليه سبيلا، و هو الذي يمكنه تطبيقه على جميع المركوبات الحادثة و التي ستحدث ، وهذا من آيات القرآن حيث كانت أحكامه صالحة لكل زمان و مكان وكل حال و لا يمكن الصلاح التام بدونها ، فمن أذعن لذلك و قام به فهو من المهتدين المؤمنين، و من كفر فلم يلتزم حج بيته فهو خارج عن الدين ، { و من كفر فإن الله غني عن الكافرين } .
تفسيرالإمام السعدي لسورة آل عمران ص 120