بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
وللمشاهدة المزيد من الفوائد المرجوا زيارة قناة FAWAID SALAFIYA على اليوتيوب
منسقة على صوتي واحد
للتحميل الأسئلة والأجوبة في مقاطع صوتية على رابط واحد
كما يمكنكم الاستماع والتحميل المباشر من موقع Archive
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
ما هي أنواع الهجر في شرع الله
مناقشة في حكم وضوابط هجر المسلم
الهجر في شريعة الإسلام نوعان هجر لأجل الدنيا وهجر لأجل الدين
أين ومتى وكيف يكون الهجر
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
إذا كان الهجر من أجل دفع الضرر لا من أجل الإصلاح فما حكمه
كم مدة الهجر للزوجة في الفراش
متى يجوز الهجر ؟
من كان له قريب قد وضع دشاً على ظهر بيته، فهل يزوره في بيته أم يهجره.؟ ومتى يكون الهجر
بعض ضوابط الهجر
الشيخ صالح الفوزان بن فوزان حفظه الله
ضوابط هجر المبتدع
الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
ما المراد بالهجر في قوله ( إلا متهاجرين . يقول دعهما حتى يصطلحا )
متى يستخدم الهجر
هل الغيرة التي تحصل بين الضرائر مما يسبب الهجر فلا تلقي السلام على ضرتها فهل يدخل في الهجر المنهي عنه
هل صحيح القول أن الأصل في الهجر هو التحريم إلا إن كانت هناك مصلحة
الشيخ عبيد الجابري حفظه الله
سؤال عن هجر السني العاصي
الرد على من يقول لا يجوز هجر المبتدع لضعف الاظ”مة
الشيخ مقبل بن هادي الوادعي حفظه الله
مسألة هجر المبتدع ومسألة السلام ابتداءً وردا ً وحضور حلاقات وقراءة كتب أصحاب الحزبيات وغيرها
الشيخ ربيع بن هادي المدخلي الشيخ حفظه الله
المصلحة في الهجر وعدمه
هل ينظر في قوة السلفيين قبل الهجر؟
الشيخ زيد بن هادي المدخلي رحمه الله
متى يكون هجر المبتدع
هجر المبتدع يكون بمراعاة المصالح ودرء المفاسد
الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
هجران أهل البدع
الشيخ أحمد بن يحي النجمي رحمه الله
هل يشرع هجر المبتدعة و التحذير منهم أم نسعى لمناصحتحهم
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله
كيفية هجر المبتدع ؟
الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله
ضوابط هجر المبتدع في الاسلام
ما هي الكيفية الصحيحة التي تتم بها هجر صاحب الباطل وصاحب المعصية ؟
حكم السلام على المبتدع
حكم السلام على المبتدع
ما حكم إلقاء السلام على المبتدع؟
هذا فيه تفصيل، إذا رجا دخوله في الحق وإجابته للحق وتركه البدعة رد عليه السلام أو بدأه بالسلام ونصحه ودعاه إلى الخير كما يرد السلام على الكافر إذا سلم كما قال عليه الصلاة والسلام: (إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا : وعليكم). أهل الكتاب هم اليهود والنصارى، (وأن لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام)، فدل على أنهم لا يبدؤون لكن يرد عليهم إذا سلموا. فالمبتدع حاله أدنى من الكافر، إذا كان ليس بكافر، ولكن قد يجب هجره لأنه مسلم يحتاج إلى تأديب وتوجيه فيهجر ليتأدب وإذا رأى العالم أو الأمير أو أعيان الناس هجر المبتدع لعله يتوب فهذا حق مطلوب، فقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون كعب بن مالك وصاحبيه لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر، هجرهم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون حتى تاب الله عليهم فتابوا، أما إذا كان يرجو من مكالمته ونصيحته أنه يهتدي وأنه يدع بدعته فإنه يكلمه وينصحه ويوجهه إلى الخير ويبين له سوء عمله، وبطلان بدعته، لعله يستجيب إلى الحق ويهديه الله على يديه فهذا أمر مطلوب كما يدعى الكافر إلى الدخول في الإسلام ويدعى العاصي إلى التوبة فهكذا المبتدع يدعى ويوجه إلى الخير قد يكون جاهلاً لبس عليه الأمر فينصح ويوجه ويبين له بطلان ما تمسك به فإن اهتدى وإلا وجب هجره إذا رجع الهاجر أن هذا الهجر ينفعه ويفيده ويردعه وإلا فليستمر معه إذا كان .. الهجر مفيداً أو أن الاستمرار في الدعوة أفيد يستمر في دعوته إلى السنة وترك البدعة، في وقت من الأوقات المناسبة لعله يستجيب حتى يسلم الناس من شره.
المصدر
متى تجوز مقاطعة المبتدع
متى تجوز مقاطعة المبتدع ، ومتى يجوز البغض في الله ، وهل تؤثر المقاطعة في هذا العصر؟
المؤمن ينظر في هذه المقامات بنظر الإيمان, ونظر الشرع نظر التجرد من الهوى, فإذا كان هجره للمبتدع وبعده عنه لا يترتب عليه شر أعظم فإن هجره حق وأقل أحواله أن يكون سنة, وهكذا هجر من أعلن المعاصي وأظهرها أقل أحواله أنه سنة, فإن كان عدم الهجر أصلح ؛لأنه يرى أن دعوة هؤلاء المبتدعين وإرشادهم إلى السنة, وتعليمهم ما أوجب الله عليهم أن ذلك يؤثر فيهم, وأنه يريدهم فلا يعجل في الهجر, ومع ذلك يبغضهم في الله, ويبغض الكافر في الله, ويبغض العصاة في الله على قدر معاصيهم وعلى قدر البدعة, بغض الكافر أشد, وبغض المبتدع على قدر بدعته إذا كانت غير مكفرة على قدرها, والعاصي على قدر معصيته, ويحبه في الله على قدر إسلامه, أما الهجر ففيه تفصيل يقول ابن عبد القوي- رحمه الله- في قصيدته المشهورة: وهجران من أبدى المعاصي سنة وقد قيل إن يردعه أوجب وأكد وفيه على الإطلاق ما دام معلناً ولاقه بوجه مكفهرٍ مربد وقيل على الإطلاق يجب الهجر مطلقاً, فالحاصل أن الأرجح والأولى النظر في المصلحة, فالنبي - صلى الله عليه وسلم - هجر قوماً وترك آخرين لم يهجرهم مراعاة للمصلحة الشرعية الإسلامية, فهجر كعب بن مالك وصاحبيه - رضي الله عنهم - لما تخلفوا على غزوة تبوك بغير عذر هجرهم خمسين ليلة حتى تابوا فتاب الله عليهم, ولم يهجر عبد الله بن أبي بن سلول وجماعة من المتهمين بالنفاق لأسباب شرعية قررت ذلك, فالمؤمن ينظر في الأصلح, وهذا لا ينافي بغض الكافر في الله, وبغض المبتدع في الله, وبغض العاصي في الله, ومحبة المسلم في الله, ومحبة العاصي على قدر إسلامه, ومحبة المبتدع الذي لم يكفر ببدعته على قدر ما معه من الإسلام لا ينافي ذلك, أما هجرهم فينظر في المصلحة, فإذا كان هجرهم يرجى فيه الخير لهم ويرجى فيه أن يتوبوا إلى الله من البدعة ومن المعصية فإن السنة الهجر, وقد أوجب ذلك جمع من أهل العلم قالو يجب, وإن كان هجرهم وتركه سواء لا يترتب عليه لا شر ولا خير فهجرهم أولى أيضاً إظهاراً للأمر المشروع, وإبانة لما يجب من إظهار إنكار المنكر, هجرهم في هذه الحال أولى وأسلم وحتى يعلم الناس خطأهم وغلطهم, والحال الثالثة: أن يكون هجرهم يترتب عليه مفسدة، وشرٌ أكبر، فإنه لا يهجرهم بهذه الحالة، إذا كان هذا المبتدع إذا هجر زاد شره عن الناس، وانطلق في الدعوة إلى البدعة، وزادت بدعه وشروره، واستغل الهجر في دعوة الناس إلى الباطل، فإنه لا يهجر بل يناقش، ويحذر الناس منه، ولا يكون الناس عنه بعيدين حتى يراقبوا عمله، وحتى يمنعوه من التوسع في بدعته، وحتى يحذروا الناس منه، وحتى يكرروا عليه الدعوة لعل الله يهديه حتى يسلم الناس من شره، وهكذا العاصي المعلن، إذا كان تركه وهجره قد يفضي إلى انتشار شره وتوسع شره، وتسلطه على الناس فإنه لا يهجر، بل يناقش دائماً وينكر عليه دائماً، ويحذر الناس من شره دائماً، حتى يسلم الناس من شره وحتى لا تقع الفتن بمعصيته، نسأل الله السلامة. سماحة الشيخ في ختام...
المصدر
المبتدع والعاصي
متى تشرع مقاطعة المبتدع؟ ومتى يشرع البغض في الله؟ وهل تشرع المقاطعة في هذا العصر؟
المؤمن ينظر في هذه المقامات بنظر الإيمان والشرع والتجرد من الهوى، فإذا كان هجره للمبتدع وبعده عنه لا يترتب عليه شر أعظم فإن هجره حق، وأقل أحواله أن يكون سنة، وهكذا هجر من أعلن المعاصي وأظهرها أقل أحواله أنه سنة، أما إن كان عدم الهجر أصلح؛ لأنه يرى أن دعوة هؤلاء المبتدعين وإرشادهم إلى السنة وتعليمهم ما أوجب الله عليهم يؤثر فيهم ويزيدهم هدى فلا يعجل في الهجر، ولكن يبغضهم في الله كما يبغض الكافر والعصاة، لكن يكون بغضه للكفار أشد مع دعوتهم إلى الله سبحانه والحرص على هدايتهم عملا بجميع الأدلة الشرعية، ويبغض المبتدع على قدر بدعته إن كانت غير مكفرة والعاصي على قدر معصيته، ويحبه في الله على قدر إسلامه وإيمانه، وبذلك يعلم أن الهجر فيه تفصيل، وقد قال ابن عبد القوي في نظمه المقنع ما نصه:
هجران من أبدى المعاصي سنة وقد
قيل إن يردعه أوجب وآكد
وقيل على الإطلاق مـا دام معـلنا
ولاقه بوجه مكفهر مربـد
والخلاصة أن الأرجح والأولى النظر إلى المصلحة الشرعية في ذلك؛ لأنه صلى الله عليه وسلم هجر قوماً وترك آخرين لم يهجرهم مراعاة للمصلحة الشرعية الإسلامية، فهجر كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر هجرهم خمسين ليلة حتى تابوا فتاب الله عليهم، ولم يهجر عبد الله بن أبي بن سلول وجماعة من المتهمين بالنفاق لأسباب شرعية دعت إلى ذلك. فالمؤمن ينظر في الأصلح وهذا لا ينافي بغض الكافر والمبتدع والعاصي في الله سبحانه ومحبة المسلم في الله عز وجل، وعليه أن يراعي المصلحة العامة في ذلك، فإن اقتضت الهجر هجر، وإن اقتضت المصلحة الشرعية الاستمرار في دعوتهم إلى الله عز وجل وعدم هجرهم فعل ذلك مراعاة لهديه صلى الله عليه وسلم.
المصدر
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
تعريف الولاء والبراء وبيان حكمهما
الولاء في اللغة: المحبة والنصرة، والقرب. والولي: المحب والصديق والنصير، وهو ضد العدو. والموالاة والولاية: ضد المعاداة.
والولاء في الاصطلاح هو: محبة المؤمنين لأجل إيمانهم، ونصرتهم والنصح لهم، وإعانتهم، ورحمتهم، وما يلحق بذلك من حقوق المؤمنين.
وهذا الولاء يكون في حق المسلم الذي لم يصر على شيء من كبائر الذنوب.
أما إذا كان المسلم مصرا على شيء من كبائر الذنوب، كالربا، أو الغيبة، أو إسبال الثياب، أو حلق شعر العارضين والذقن (اللحية) أو غير ذلك؛ فإنه يحب بقدر ما عنده من الطاعات، ويبغض بقدر ما عنده من المعاصي .
والمحبة للمسلم العاصي تقتضي أن يهجر إذا كان هذا الهجر يؤدي إلى إقلاعه عن هذه المعصية وإلى عدم فعل ما يشبهها من قبله أو من قبل غيره، كما هجر النبي - صلى الله عليه وسلم - الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وأمر الصحابة أن يهجروهم، فلم يكلموهم خمسين يوما. متفق عليه، ومن الهجر لهم: أن لا يبدءوا بالسلام، ولا يرد عليهم إذا سلموا،
ويقاطعوا بالكلام والزيارة ونحو ذلك .
هذا وإذا كان العاصي لا يزيده الهجر إلا تماديًا في السوء وركونا إلى أهل السوء أو غير ذلك من المفاسد فإنه لا يهجر .
كما أن المحبة للمسلم العاصي تقتضي مناصحته وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، ليفعل الخير ويجتنب المعصية، فينجو من شقاء الدنيا وعذاب الآخرة، كما تقتضي المحبة للعاصي إقامة الحدود والتعزيرات عليه ليتوب ويرجع إلى الله تعالى، ولتكون تطهيرا له من ذنوبه.
وقريب من العاصي: المتهم بالنفاق، فيوالى بقدر ما يظهر منه من الخير، ويعادى بقدر ما يظهر منه من الخبث ، وإذا تبين نفاقه وحكم عليه بالنفاق فحكمه في باب الولاء والبراء حكم بقية الكفار على ما سيأتي بيانه في المبحث الآتي إن شاء الله تعالى.
أما المبتدعة كالجهمية والقدرية والرافضة والأشاعرة ونحوهم فهم
ثلاثة أقسام:
القسم الأول: من كان منهم داعيا إلى بدعته أو مظهرا لها وكانت بدعته غير مكفرة فيجب بغضه بقدر بدعته ، كما يجب هجره ومعاداته، وهذا مجمع عليه بين أهل العلم ، فلا تجوز مجالسته، ولا التحدث معه إلا في حال دعوته ونصحه، وهذه المجالسة إنما تجوز في حق العلماء خاصة .
أما من لم يكن من العلماء فلا يجوز له مجالسة المبتدع، ولا أن يسمع كلامه، ولا أن يجادله، ولا أن يقرأ ما يكتبه، لئلا يقع في قلبه شيء من بدعته، ولئلا يؤثر عليه بما يثيره من الشبهات بين الحين والآخر .
قال الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ - رحمه الله -: (مواكلة الرافضي والانبساط معه وتقديمه في المجالس والسلام عليه لا يجوز؛ لأنه موالاة وموادة، والله تعالى قد قطع الموالاة بين المسلمين والمشركين.. وقال الحسن : لا تجالس صاحب بدعة، فإنه يمرض قلبك، وقال النخعي : لا تجالسوا أهل البدع، ولا تكلموهم، فإني أخاف أن ترتد قلوبكم؛ فانظر رحمك الله: إلى كلام السلف الصالح، وتحذيرهم عن مجالسة أهل البدع، والإصغاء إليهم، وتشديدهم في ذلك، ومنعهم من السلام عليهم. فكيف بالرافضة : الذين أخرجهم أهل السنة والجماعة من الثنتين والسبعين فرقة؟ مع ما هم عليه من الشرك البواح، من دعوة غير الله في الشدة والرخاء، كما هو معلوم من حالهم، ومواكلتهم، والسلام عليهم - والحالة هذه - من أعظم المنكرات، وأقبح السيئات، فيجب هجرهم والبعد عنهم، والهجر مشروع لإقامة الدين، وقمع المبطلين، وإظهار شرائع المرسلين، وردع لمن خالف طريقتهم من المعتدين) .
وقال المروذي لأحمد بن حنبل : أيُستعان باليهودي والنصراني وهما مشركان ولا يستعان بالجهمي؟ فقال: يا بني، يغتر بهم المسلمون، وأولئك لا يغتر بهم المسلمون. وقال الإمام أحمد أيضا: (يجب هجر من كفر أو فسق ببدعة، أو دعا إلى بدعة مضلة أو مفسقة على من عجز عن الرد عليه أو خاف الاغترار به والتأذي، دون غيره).
وقال ابن قدامة : (كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع والنظر في كتبهم والاستماع لكلامهم) .
أما السلام على المبتدع والرد عليه إذا سلم فهو جائز، لكن يستحب ترك السلام عليه، وترك إجابة سلامه، إذا كان في ذلك مصلحة، كأن يكون ذلك سببا في تركه لها، أو ليعلم من حوله قبح عمله وعقيدته، ليحذره العامة، ونحو ذلك .
والقسم الثاني من المبتدعة : من كانت بدعته مكفرة، كغلاة الصوفية الذين يدعون الأموات والمشايخ، وكغلاة الرافضة ( الشيعة الإمامية ) الذين يزعمون أن القرآن محرف أو بعضه غير موجود أو يستغيثون بالمخلوقين، فهؤلاء إذا أقيمت عليهم الحجة وحكم بكفرهم فحكمهم في باب الولاء والبراء حكم بقية الكفار على ما سيأتي تفصيله في المبحث الآتي - إن شاء الله تعالى -.
والقسم الثالث : من كان يخفي بدعته ولا يدعو إليها ولا يحسن شيئا من ضلالاتها ولا يمدح أهلها ولا يثير بعض الشبه التي تؤيدها فهو كالعاصي المخفي لمعصيته، يجالس ويسلم عليه، ولا يهجر.
والبراء في اللغة: التباعد عن الشيء ومفارقته، والتخلص منه، يقال: تبرأت من كذا، فأنا منه براء، وبريء منه. وفي الاصطلاح: بغض أعداء الله من المنافقين وعموم الكفار، وعداوتهم، والبعد عنهم، وجهاد الحربيين منهم بحسب القدرة .
و حكم الولاء والبراء أنهما واجبان، وهما أصل عظيم من أصول الإيمان.
فقد وردت أدلة كثيرة جدًّا تدل على وجوب موالاة المؤمنين ووجوب البراء من جميع الكافرين من يهود ونصارى وبوذيين وعباد أصنام ومنافقين وغيرهم، وعلى تحريم موالاتهم، حتى قال بعض أهل العلم: (أما معاداة الكفار والمشركين: فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى إنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده) . ولهذا قال النبي صلى الله عليه
وسلم: أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله .
ومن وأوضح الأدلة على وجوب الولاء للمؤمنين قوله تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ، ومن أوضح الأدلة على وجوب البراء من الكافرين وتحريم موالاتهم قوله تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، وقد أجمع أهل العلم على وجوب الولاء للمؤمنين وعلى تحريم الولاء للكافرين .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء