السؤال:
هذا السائل من جدة استعرضنا سؤلاً له في حلقة سابقة، بقي له هذا السؤال يقول: «عفي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه»، هل هذا حديث، وإن كان صحيحاً فما درجته؟
الجواب:
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، هذا الحديث صحيح المعنى وإن كان في سنده ما فيه، لكن تشهد له نصوص الكتاب والسنة، فالخطأ معفو عنه معذور به الإنسان؛ لقول الله تبارك وتعالى:﴿رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ قال الله: قد فعلت، وكذلك النسيان؛ لهذه الآية وكذلك الإكراه لقول الله تبارك وتعالى: ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾، هذه نصوص عامة تشمل كل ما يقع من خطإ أو نسيان أو إكراه، وهناك نصوص خاصة تبين ذلك أيضاً، فمنها ما ثبت في صحيح البخاري، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها، أن الناس أفطروا في غيم على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم طلعت الشمس ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالقضاء؛ لأنهم أفطروا عن ظن أخطئوا فيه، وكذلك عدي بن حاتم رضي الله عنه كان يتسحر ويأكل، وكان قد جعل تحت وساده عقالين، أحدهما أسود والثاني أبيض، وكان يأكل ويأكل حتى تبين العقال الأبيض من العقال الأسود، ثم أمسك، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يأمره بالقضاء، وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «من نسي وهو صائم فأكل وشرب فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه»، وعلى هذا الخطأ والنسيان والإكراه، كلها معفو عنها في هذه الشريعة الميسرة المسهلة، نسأل الله تعالى أن يزيدنا تمسكاً بها، وثباتاً عليها إلى الممات ، لكن ما نسي من الواجبات، فإنه يقضى إذا لم يفت سببه، فإذا نسي الإنسان أن يصلي فإنه يصلي إذا ذكر؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك»، ثم تلا قوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي﴾. نعم.
المصدر موقع الشيخ 👇🏻👇🏻👇🏻
والسماع الفتوى بصوت الشيخ 👇🏻👇🏻
http://binothaimeen.net/content/11067