عبادة الله بين الخوف والرجاء
فضيلة الشيخ: ما رأيكم في قول بعضهم: إني أعبد الله لا رجاء في جنته، ولا خوفًا من ناره، ولكن حبًا له؟
هذا قول الصوفية الملحدة الزنادقة، وهذه العبارة تروى مكتوبة في كتب الوعظ، وينسبون هذا الكلام إلى رابعة
العدوية وأنها قالت: ما عبدت الله خوفًا من ناره، ولا طمعًا في جنته، فأكون كأسير السوء، ولكن عبدته حبًا لذاته،
وشوقًا إليه. تقول: إذا عبدت الله خوفًا ورجاءً معناه صرت نفعي أنفع نفسي فقط، لكن أنا أعبده حبًا لذاته، وشوقًا إليه.
ويقول بعض الصوفية أنا أعبد الله ولا أبالي وضعني في النار أو في الجنة، ما أبالي. بل بعضهم يفضل أن يجعل
في النار على أن يجعل في الجنة، يقول: لأن الجنة تميل نفسه إليها وتتمتع، أما النار عكس مراده، فهو يحب النار - نسأل الله السلامة والعافية - فهذه المقالة مقالة الملاحدة والزنادقة، والعبادة لا تكون إلا بالحب والخوف والرجاء،
لا بد أن يعبد الإنسان ربه حبًا وخوفًا ورجاء، قال الله تعالى عن أنبيائه ورسله، الذين هم أفضل الناس، وأخص الناس، وأعرف الناس بالله، لما ذكر إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ونوح وداود وسليمان وأيوب وزكريا وعيسى واليسع وذا الكفل قال: (( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا)) انظر رغبا هذا الرجاء، ورهبا هذا الخوف، يعبدون الله خوفًا ورجاءً - أشرف الخلق، وقال في وصف عباده المتقين: (( يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)) .
فلا تتم العبادة إلا بالحب والخوف والرجاء، ولهذا يقول العلماء:** من عبد الله بالحب وحده، فهو زنديق، و من عبد الله بالخوف وحده فهو حروري من الخوارج و من عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، و من عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد.**
http://shrajhi.com/?Cat=3&SID=57