صفات الزوجة الصالحة حقوق الزوج على زوجته
السلام عليكم شيخنا.
افيدونا فى هذا السؤال: فكثير من الشباب مقبلون على الزواج ونريد نصيحة لهم فى اختيار الزوجة الصالحة؟ وما هي صفات الزوج الصالح ؟ بمعنى أدق: ما هي حقوق الزوج على زوجته، وحقوق الزوجة على زوجها؟ وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
السؤال على شقين:
الشق الأول: صفات الزوجة الصالحة، ويترتب على ذلك؛ معرفة حقوق الزوج على زوجته. الشق الثاني: صفات الرجل الصالح للزواج، ويترتب على ذلك؛ معرفة حقوق الزوجة على زوجها. وسوف أحاول جاهداً في الاختصار للفائدة.
فنبدأ بالشق الأول ونفرد له بجواب مستقل كي لا نُطيل على القارئ: صفات الزوجة الصالحة، ومعرفة حقوق الزوج على زوجته، وسأسوقها في نقاط: من القرآن. قال تعالى: 1ـ ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ). 2ـ (*وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ*). 3ـ*( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا). 4ـ (*وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ).* 5ـ (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ*...) الآية.*(النور : 31 ). 6ـ (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) (الأحزاب : 32 ). 7ـ (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ). 8ـ (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى).*9ـ (وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ). 10ـ ( وَآتِينَ الزَّكَاةَ ). 11ـ (وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ*).*(الأحزاب : 33 ). من السنة. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ*: (*تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ). أخرجه: البخاري (4802)، ومسلم (1466). فأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصاحبة الدين، لأنها من المفترض أن تكون هي أعرف بحقوق زوجها من غيرها ممن فقد الاستقامة. وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ*: (*المرأة الصالحة: تراها فتعجبك، و تغيب عنها فتأمنها على نفسها و مالك). أخرجه: الحاكم (2/166) وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الدهبي، وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (3051). وفي الحديث: أنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ*قَالَ: ( لو كنت آمِراً أَحَداً أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ولا تُؤَدِّى الْمَرْأَةُ حَقَّ اللَّهِ عز وجل عليها كُلَّهُ حتى تُؤَدِّىَ حَقَّ زَوْجِهَا عليها كُلَّهُ حتى لو سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِىَ على ظَهْرِ قَتَبٍ لأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ). أخرجه: أحمد (4/381)، وابو داود (2140)، والترمذي (1192)، وابن ماجه (1853)*وقال الألباني: "حسن صحيح". وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ*: ( إِذَا الرَّجُلُ دَعَا زَوْجَتَهُ لِحَاجَتِهِ فَلْتَأْتِهِ وَإِنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُّورِ). أخرجه: الترمذي (1193)، والبيهقي في "الكبرى" (7/292). وفي لفظ: (وَإِنْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ).*القَتَبُ: الرَّحْلُ الصغير على قدر سَنام البعير. والمعنى: يجب أن تجيب الزوجة زوجها إذا دعاها للجماع وَإِنْ كَانَتْ تَخْبِزُ عَلَى التَّنُّورِ وإن كانت على القتب، مَعَ أَنَّهُ شُغْلُ شَاغِلٍ لَا يُتَفَرَّغُ مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ إِلَّا بَعْدَ اِنْقِضَائِهِ، والقصد الحث على طاعة الزوج حتى في هذه الحالات فكيف غيرها ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ*: (إذا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عليها لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حتى تُصْبِحَ).*أخرجه البخاري (3065)، ومسلم (1436). * وعَنِ الْحُصَيْنِ بن مِحْصَنٍ ان عَمَّةً له أَتَتِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ*في حَاجَةٍ فَفَرَغَتْ من حَاجَتِهَا فقال لها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ )، قالت: نعم. قال: (كَيْفَ أَنْتِ له) قالت: ما ألوه الا ما عَجَزْتُ عنه. قال: ( فانظري أَيْنَ أَنْتِ منه فَإِنَّمَا هو جَنَّتُكِ وَنَارُكِ*). أخرجه: أحمد (4/341، 6/419)، والنسائي في "الكبرى" (5/310ـ312)، والحاكم (2/206) وصححه، ووافقه الذهبي، والألباني في "الصحيحة" (2612) و "آداب الزفاف" (ص/285). * قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ*: ( والذي نفسي بيده لو كان من قَدَمِهِ إلى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةً تَنْبَجِسُ بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ فَلَحَسَتْهُ ما أَدَّتْ حَقَّهُ). أخرجه: أحمد (3/158). صححه الألباني في "صحيح الجامع" (13683). * الخلاصة: إن الزوجة الصالحة: تتلطف بزوجها وتتقرب إليه وتتودد له وتشبع عينيه وسمعه وأنفه بكل طِيبٍ وجميل ولطيف، ولا تنتظره حتى يأتيها، بل عليها مبادرته والتزين له ومراعاة أنفه فلا يشم منها النتن، وعينيه فلا يبصر منها القبيح، ولا تعصي له أمرا. قالت الناصحة لابنتها: "أوصيك: بالصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، والتعهد لموقع عينه والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح، والكحل أحسن الحسن، والماء أطيب الطيب المفقود، والتعهد لوقت طعامه، والهدو عنه عند منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مبغضة، ولا تفشي له سراً، ولا تعصى له أمراً، فإنك إن أفشيت سره؛ لم تأمني غدره، وإن عصيت امره؛ أوغرت صدره، ثم اتقى مع ذلك الفرح اذا كان ترحاً، والاكتئاب عنده إن كان فرحاً، وأعلمني أنك لا تصلين إلى ما تحبين *حتى تؤثري *رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببت وكرهت والله يخير لك". انتهى. هذا واسأل الله أن أكون سببا في صلاح كل زوجين والتوفيق بينهما، وما توفيقي إلا بالله.
كتبه/
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الخميس 9 / 11 / 1435هـ.