ما تنقمون على دماج ويحكمُ ؟
الحمــدُلله إن الحـقَّ قـد ظهَـرا * * * وفـازَ بـالنصـر مـن لله قـد صـبرا
هـبَّ النسيـمُ علـى إبٍّ فأنعشَهـا * * * صبْحاً وينعـش جـوُّ الغـدوة الشعرا
جئناكم من ذُراها الشُّمِّ قـد لبستْ * * * مـن النبات حـريـراً والنـدى دُررا
ولم تـزل سنـةُ المختـار بـزَّتهـا * * * مـذ أُلبِسَتْهـا وما اعتاظتْ بها وطَـرا
جئنا إليكم وحادي العِيس إن ونيتْ * * * دمـاجُ فهْي حُـداءُ الـرَّكْب إن فتَرا
قالوا هـواك إلى دمـاج قد ظهـرا * * * وسايـرَ البـدْوَ فـي الأظعان والحضَرا
فقلـتُ هـذا الـذي قلتم أَدِينُ به * * * ربِّـي وأرفـعُ فيـه الـرأسَ مُفتخِـرا
فكيـف أُخفيه أو أخشى به أحـداً * * * والشمـسُ طالعـةٌ لا تُـرهِب القمَـرا
إن كان حُبِّـي لها عيبـاً أُعاب به * * * فمـرْحبـاً بعيـوبٍ تمـلأ البصَـرا
ولـن تنال سهامُ العـذْل من مِقَـةٍ * * * لها سـوى مـا ينال الفأسَ مـنصـبرا
إنـي لآسـى إذا قالـوا هـواك لها * * * طِفلٌ وأزهـو إذا قالـوا الهـوى كَبُرا
مـا كلُّ حُبٍّ يُعاب المـرء فيه على * * * ما كان منه إلـى المحبـوب قـد صـدَرا
دمـاجُ أغلى من العينيين إن ظُلمتْ * * * ومـن يساوي بدماجِ الهُـدى النَّظَـرا
العين تنظـرُ فـي الأشياء ظاهـرةً * * * وتـلك تنظـرُ فيمـا دقَّ أوظهـرا
من غيْرُها فـي سبيل الله قد وثبتْ * * * وثـوبَ أُسْدِ الشَّرى قد واجهت خطَرا
ولم تبـال بتحـريشٍ وزعْـزعـةٍ * * * ولا كبـيٌر بهـا قـد حـاول الضَّـررا
بل إنها قـد مضت كالطَّود شامخةً * * * لم ترجف الحربُ منها الغصنَ والشَّجَـرا
ولا رياحُ الهـوى هـزَّت لها حجَراً * * * ولا حصـاةً ولا طـوباً ولا مَـدَرا
إن الجبـال إذا سال السيـولُ بها * * * زادتْ شمـوخـاً وزاد السيـل مُنحَـدَرا
نفسي الفـداءُ لها مـا كان َأربطَها * * * جأشاً وأثبتَهـا والـدهـر قـد كشـرا
ومن يحـذِّرُ منها والـدراسةِ فـي * * * رحـابِهـا فهْـو ديـنَ الله قـد حَـذِرا
دمـاجُ أفْـقُ سماءٍ دونهـا شُهبٌ * * * مـن مـارجٍ تقـذِفُ الشيطانَ إن نعَـرا
دماجُ ستْر لأهـل الدين إن هُتِكتْ * * * بـان الذي كان من أهل الهـدى سُتِـرا
ماضر ليثاً ولـوغُ القمْـل في دمه * * * مـادام يُـرهـبُ ليـثً الغاب إنْ زأرا
ولنْ تضـرَّ كلابُ الأرض قاطبةً * * * بحـراً خِضَمـاً إذا ألقـتْ به القـذرا
ما تنقمـون علـى دماج ويحكمُ * * *غـيْرَ الثبـات الذي فـي أهلها شُهِـرا
دارٌ على العلم والتقـوى قد ابتنيتْ * * * فيـرحـمُ الله بـانيهـا الـذي قُبِـرا
ولم يـزل صـوتُه حياً ودعـوتُه * * * كأنه بعـد مـوتِ الجسـم قـد نُشـرا
ولم يزل قومُه مثْلَ الأُسـود على * * * دار الحـديث إذا خِـبٌ بهـا مكَـرا
وهـم ليحيى كما كانـوا لسابقِه * * * حماتـه فليمُـتْ بالغيـظ مـن غـدَرا
ألقيت بدار الحديث بدماج في أول شعبان عام 1429هـ
شعر
أبي عمر عبد الكريم الجعمي
منقول من منتديات الشعر السلفي