تعجز الكلمات عن وصف حبنا لأطفالنا فنحن نحوطهم بالحنان ونتمنى لهم أن يكونوا في أفضل حال، ونكرس حياتنا من أجلهم إلى حد كبير.
إن أفضل ما نقدمه لأطفالنا هو القدوة الحسنة في الحب العميق المتبادل بين الزوجين وتفضيل كل منهما للآخر على نفسه وألا تشغلنا مسئولياتنا عن رعاية أسرتنا والاهتمام بها. قال عليه الصلاة والسلام: ) كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته (، فالأب راع وهو مسئول عن رعيته. والزوجة راعية وهي مسئولة عن رعيتها.
لا شك أن لكل أب وأم أسلوب حياة مختلفا، وقيما وانطباعات مختلفة في التعامل مع الأبناء، أو التعامل فيما بينهما، فنحن نربي أبناءنا على الصورة الحسنة في التعامل مع شريك أو (شريكة) حياتهم في المستقبل. فإننا نضرب لهم المثل العليا فيما يتعلق بالعلاقات الإنسانية.
فالأم التي تملأ البيت صراخا إنما تصب ذلك في أسلوب أبنائها بالحديث. فإن الطفل يتعلم من أمه لغة الحوار ويتعلم كيف يتحدث بصوت خافت أو صوت معتدل. فالبيت المسلم عش هادئ قال الله تعالى: ﴿ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ (سورة لقمان آية: 19)، والأم التي تحترم زوجها وتتحاشى الرذيلة وتنفر منها ومن صحبة أهليها فإنها تورث هذه العادة أبناءها وبناتها.. فيشبون على الفضيلة نافرين من الرذيلة.
إن الأم هي معهد التربية الذي يتربى فيه الطفل فإنها لا ترضى لأبنائها أن يكونوا على غير أفضل صفات المكارم التي تحرص عليها، وعلى تنشئتهم عليها كذلك.
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
ولكن عندما تغيب تلك الأمور عن المنزل وينشغل كل من الأب والأم عن الأبناء ويبدأ التقصير في واجباتهم نحو تربية الأبناء فتكثر مشاكلهم على كل صغيرة وكل كبيرة ويساعد في ذلك أصدقاء السوء ووسائل الإعلام مما يعكر على الأسرة صفوها.
وكذلك تظهر المشكلات السلوكية كالسرقة والغش والكذب والسب ويظهر أيضا الفشل الدراسي. وتكثر شكوى الزوجة من أبنائها وتعجز عن حل مشاكلهم، وكل ذلك بسبب إهمال الوالدين تربية أبنائهم وعدم الشعور بالمسئولية واعتماد كل منهما على الآخر. أيضا عدم الاطلاع على سبل تربية الأبناء التربية الصحيحة على منهاج الله -عز وجل- وسنة نبيه الكريم.
عزيزي الأب عزيزتي الأم:
لا بد من التفاهم والتعاون والاهتمام بالتعرف على سبيل تربية الأبناء بالاطلاع والاستماع، ولا بد من الاهتمام بمشكلات الأبناء وسرعة العمل على حلها.
لا بد من الابتعاد عن المشاكل وعدم الإكثار من الشكوى وخاصة الأمور الطبيعية.
على الرجل أن يستيقظ لأعبائه ويحسن قيادته لأسرته، وأن يتحرى في تنشئتهم مناهج الاستقامة وخصائص الفطرة. وأن يعميهم عن المفاسد الخارجية وأن يكون لهم قدوة في السلوك والاتجاه.