احفظوا هذه القصة للشيخ ربيع حفظه الله تعالى
من هنـــــــــــــا المصدر حفظكن الله
العلَّامة ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-: احفظوا هذه القصَّة...
(...قال: وحدَّثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَزْوِينِيُّ أَيْضًا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يُوسُفَ الزِّمِّيَّ، يَقُولُ: بَيْنَا أَنَا قَائِلٌ فِي بَعْضِ بُيُوتِ خَانَاتِ مَرْوٍ فَإِذَا أَنَا بِهَوْلٍ عَظِيمٍ، قَدْ دَخَلَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟، قَالَ: لَيْسَ تَخَافُ يَا أَبَا زَكَرِيَّا؟، قَالَ قُلْتُ: فَنَعَمْ، مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: وَقُمْتُ وَتَهَيَّأْتُ لِقِتَالِهِ، فَقَالَ: أنا أَبُو مُرَّةَ قَالَ: فَقُلْتُ: لَا حَيَّاكَ اللَّهُ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي هَذَا الْبَيْتِ لَمْ أَدْخُلْ، وَكُنْتُ أَنْزِلُ بَيْتًا آخَرَ، وَكَانَ هَذَا مَنْزِلِي حِينَ آتِي خُرَاسَانَ قَالَ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟ قَالَ: مِنَ الْعِرَاقِ قَالَ وَقُلْتُ: وَمَا عَمِلْتَ بِالْعِرَاقِ؟ قَالَ: خَلَّفْتُ فِيهَا خَلِيفَةً، قُلْتُ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: بِشْرٌ الْمِرِّيسِيُّ، قُلْتُ: وَإِلَى مَا يَدْعُو؟ قَالَ: إِلَى خَلْقِ الْقُرْآنِ، قَالَ: وَآتِي خُرَاسَانَ فَأَخْلُفُ فِيهَا خَلِيفَةً أَيْضًا قَالَ: قُلْتُ: إِيشِ تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ أَنْتَ؟، قَالَ: أَنَا وَإِنْ كُنْتُ شَيْطَانًا رَجِيمًا أَقُولُ: " الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ.
قال: وحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: كُنَّا نَقْرَأُ عَلَى شَيْخٍ ضَرِيرٍ بِالْبَصْرَةِ، فَلَمَّا أَحْدَثُوا بِبَغْدَادَ الْقَوْلَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ قَالَ الشَّيْخُ: إِنْ لَمْ يَكُنِ الْقُرْآنُ مَخْلُوقًا، فَمَحَا اللَّهُ الْقُرْآنَ مِنْ صَدْرِي، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْنَا هَذَا مِنْ قَوْلِهِ تَرَكْنَاهُ وَانْصَرَفْنَا عَنْهُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ لَقِينَاهُ، فَقُلْنَا يَا فُلَانُ مَا فَعَلَ الْقُرْآنُ؟ قَالَ: مَا بَقِيَ فِي صَدْرِي مِنْهُ شَيْءٌ، قُلْنَا: وَلَا (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)(الإخلاص:1) قَالَ: وَلَا (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)(الإخلاص:1) إِلَّا أَنْ أَسْمَعَهَا مِنْ غَيْرِي يَقْرَؤُهَا...)أهـ.
اختصرت التعليق
التعليق:
القصَّتان صحيحتان وقد يستغرب الإنسان ولكن ليس بغريب ولا بحديث، فهذا (يَحْيَى بْنَ يُوسُفَ الزِّمِّيَّ) حكى هذه القصَّة-ويعني-حكيت عنه بإسناد صحيح، أنَّ الشيطان أتاه وهو في (مرو) في خان، يعني: كأنَّه منزل يشبه الفندق ينزل فيه الغرباء والوافدين وكذا من هذا الصنف، قال له: ما تخاف مني؟، قال له أبو زكريا: لا ما أخاف منك ما أخاف، من أنت؟، (فَقَالَ: أنا أَبُو مُرَّةَ)-أنا الشيطان-، الشيطان الأكبر-لعنة الله عليه-.
(...قَالَ وَقُلْتُ: وَمَا عَمِلْتَ بِالْعِرَاقِ؟ قَالَ: خَلَّفْتُ فِيهَا خَلِيفَةً...) من الخلفاء قد يكون خلفاء الشياطين، (...قُلْتُ: وَمَنْ هُوَ؟، قَالَ: بِشْرٌ الْمِرِّيسِيُّ...) فدعاة البدع والضلال خلفاء الشيطان، والعلماء ورثة الأنبياء وخلفاؤهم إن شاء الله، ودعاة البدع والباطل والكفر والضلال خلفاء إبليس وجنوده، فاحذروا أن يكون أحد منكم من جند الشيطان أو من خلفائه-نسأل الله أن يحفظ علينا ديننا وأن يجنِّبنا الفتن والبدع، وأن ينزِّهنا من خلافة الشياطين-.
(...قُلْتُ: وَإِلَى مَا يَدْعُو؟ قَالَ: إِلَى خَلْقِ الْقُرْآنِ...) هذه وحدها مكسب كبير للشيطان وفيها معارك وفيها خلافة وفيها وفيها، هناك بدع أكبر منها-والعياذ بالله-يدعو إليها كثير من الناس، فتجد هذه واحدة من مئات البدع من بدعه-مع الأسف-، فهؤلاء أقوى وأعرك في الخلافة من بشر المريسي.
سأله: (...قُلْتُ: إِيشِ تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ أَنْتَ؟...) إذا كان عندك هذا النشاط وخليفة من الخلفاء لهذه البدعة؟، أنت إيش رأيك فيها؟، ماذا تقول؟، (...قَالَ: أَنَا وَإِنْ كُنْتُ شَيْطَانًا رَجِيمًا أَقُولُ: (الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ)...)أهـ، يضحك على الناس فيضيِّعهم-بارك الله فيك-، (...إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)(فاطر:6) نعوذ بالله.
احكوا له القصة هذه، احفظوها تكون حجَّة عليه، وهي قصَّة صحيحة، فهمتم؟[1].
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الجمعة الموافق: 15/ رمضان/ 1433 للهجرة النبوية الشريفة.
التفريغ منقول من البيضاء العلمية