بسم الله الرحمن الرحيم
الســـــلام عليكنَ ورحمة الله وبركاته
سئل الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله –
سؤالاً كَثُرَ السؤال عنه
نص السؤال والجواب الماتع من فضليته:
مقاطعة الأخوات لسوء أخلاقهن
إنها دائماً تقاطع صلتها مع أخواتها، حيث تقول: لا أكلمهم! وقد تستمر تلك المقاطعة لأكثر من شهر؛ بسبب سوء أخلاقهن، والتلفظ بألفاظ –تقول- لا أقبلها، ماذا علي، وهل أعمالي لا تصعد إلى السماء طول تلك المدة، وماذا أفعل مع أنهن أخواتي؟
الواجب صلة الرحم، والتسامح بالأشياء اليسيرة التي ليست معاصي، مع النصيحة التوجيه إلى الخير، ولا يجوز لك قطيعة الرحم، لأن الله جل وعلا يقول : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } (22-23) سورة محمد، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لا يدخل الجنة قاطع رحم)، فالواجب الحذر، عليك أن تزوريهن وعليهن أن يزرنك، وعليكن أيضاً التسامح بينكن ومن طريق الهاتف يالكلام الطيب بالتلفون، إذا ما تيسرت الزيارة من طريق الهاتف، الكلام الطيب، وإذا كان عندهن بذاءةٌ في اللسان عليك النصيحة حتى يعتدن الكلام الطيب، وعلى من يعرف ذلك من الأقارب أن ينصحوا هؤلاء الأخوات حتى تستقيم الحال بينكن إن شاء الله،
المقصود المشروع الصبر مع النصيحة والتوجيه والزيارة المناسبة أو من طريق التلفون حتى لا تقع القطيعة، وعليهن أن يتقين الله وأن يسمعن وأن يطعن فيما ينتقد عليهن، وإذا كان الواقع شيئاً يسيراً من سوء الكلام فإن النصيحة تكفي إن شاء الله، وليس لك قطيعتهن،
أما إذا كان معاصي ومجاهرة بالمعاصي فهذا يوجب هجرهن كأن يلعنَّ ويسببنك أو يجاهرن بالمعاصي من الاختلاط مع الرجال أو شرب الخمر أو تعلب باستعمال الملاهي والأغاني الخبيثة،
هذه منكرات عليك أن تهجريهن حتى يتبن ويستقمن على طاعة الله ورسوله،
أما إذا كان أشياء بسيطة من سوء الكلام بينكما أو المزح بينكن أو ما أشبه ذلك فعليك النصيحة والتوجيه ولعل الله أن يهديهن بأسبابك.