محمد صالح العثيمين
الخطبة الأولى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي مَنّ علينا بتمام النعمةِ وكمالِ الدين وأمرنا باتباع هدي الأنبياء والمرسلين وحذرنا من اتباع المخالفين العاصين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له يقضي بالحق ويحكم بالعدل وهو أحكم الحاكمين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين وأفضل المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا عباد الله إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه مُنذر جيش يقول:"صبحكم ومساكم"(1) ويقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم: "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعة ضلالة"(2)أخرجه مسلم وفى رواية للنسائي: "وكل ضلالة في النار"(3) فيا عباد الله يا من تؤمنون بالله ورسوله يا من تتقون الله حق تقاته اتقوا الله تعالى واتبعوا هدي نبيكم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن هديه والله خير الهدي وسنته أقوم السنن، وسبيله أهدى السبل اتبعوا نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم في الشريعة لتتبعوا يوم القيامة على الصراط تنجون بذلك من عذاب النار اتبعوا نبيكم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في عباداته، في أخلاقه، في معاملاته، اتبعوه في ذلك ظاهراً وباطناً في السراء والضراء في المنشط والمكره فيما يوافق أهواءكم وفيما يخالف أهواءكم فإن هذا حقيقة الاتباع أن يتبع الإنسان نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم سواء وافق هواءه أم خالفه أما من لم يتبع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الظاهر أو لا يتبعه إلا في السراء والضراء أو لا يتبعه إلا فيما يوافق هواه فليس بمتبع حقيقة الإتباع.
أيها المسلمون اتبعوا سنة نبيكم صلى الله عليه وعلى آله وسلم لتحققوا اتخاذكم إياه نبياً اتبعوه اتخذوه إماماً واتبعوا سنته لتحشروا في زمرته وتنالوا شفاعته اتبعوا سنته لتسعدوا في الدنيا والآخرة وتفوزوا بالتجارة الرابحة اتبعوا سنة نبيكم فإنها تشمل كل خير وترفض كل الشر.اللهم إنا نسألك اتباع نبيك ظاهراً وباطناً في العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملة إنك على كل شيء قدير. قد أدرك تلك الحقيقة أقواماً فرضوا اتبعوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم فنجوا وأعرض عن تلك الحقيقة أقوام فخالفوا السُّنة فهلكوا، عباد الله إن من سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم التي حققها بفعلها والتي دعا إليها بقوله وحتمها بأمره واقتضتها الفطرة التي فطر الله عباده عليها ما ترون مخافته أمراً سهلاً هو في عيونكم أدق من الشعر وإن الإصرار عليه من الموبقات ألا وإن هذه السُّنة قد تهاون بها كثير من الناس وهي إعفاء اللحى وحف الشوارب أي: ترك اللحى مطلقة لا تُحلق وحف الشوارب لا تُسبل فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "عشرة من الفطرة: قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم- يعني: مفاصل الأصابع – ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء – يعني: الاستنجاء قال أحد الرواة: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة وقال بعض أهل العلم: هي الختان"(4) فهذه عشرة من الفطرة التي فطر الله الناس عليها وإذا كان إعفاء اللحية وحف الشارب مما اقتضته الفطرة فإنه كذلك خَلق الأنبياء والمرسلين وسبيل خيار عباد الله المؤمنين فاستمعوا قول الله عز وجل عن هارون صلى الله عليه وسلم حين قال لأخيه موسى صلى الله عليه وسلم: ﴿يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي﴾ [طه: 94] واستمعوا ما حدث به الصحابة رضي الله عنهم عن لحية خاتم النبيين وإمام المتقين ورسوله رب العالمين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت عائشة رضي الله عنها قالت: "كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم تعني: عند الإحرام بالطيب حتى أجد وبيص الطيب يعني: لمعانه في رأسه ولحيته"(5) أخرجه البخاري وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كثير شعر اللحية"(6) أخرجه مسلم وفي مسند الإمام أحمد رحمه الله أن رجلاً رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فأخبر ابن عباس بذلك فقال ابن عباس رضي الله عنهما: "هل تستطيع أن تصف لي هذا الرجل الذي رأيت قال: نعم فقال: فيما قال كمن وصفه قد ملئت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت أن تملئ نحره فقال ابن عباس رضي الله عنهما لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تصفه فوق هذا يعني ما ذكرت من الوصف مطابقاً تماماً لصفة النبي صلى الله عليه وسلم"(7) وقال ابن مسعود رضي الله عنه في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: "كان كث اللحية كثيفها بدون طول"(8) ووصفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "بأنه كث اللحية"(9) وفي حديث آخر: "ضخم اللحية"(10) وإنني أقف عند الرؤية التي رآها الرجل حيث استوصف ابن عباس رضي الله عنه من هذا الرجل مما رآه في المنام فلما رأى أنه مطابقاً لوصف النبي صلى الله عليه وسلم أقره وإن بعض الناس اليوم يقول إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ثم إذا طلب منه الوصف فإذا وصفه فهو غير النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا مَنْ رأى في المنام شبحاً ووقع في قلبه أنه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فليرجع إلى وصفه فيما ذكر في التاريخ فإن طابق فهو حق وإلا فليس النبي صلى الله عليه وسلم.
أيها الإخوة المسلمون إذا كان إعفاء اللحية وإحفاء الشارب مقتضى الفطرة وخُلق الأنبياء وسبيل المؤمنين فهو الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمته في قوله: "خالفوا المشركين واعفوا اللحى وحُفوا الشوارب" (11) رواه البخاري ومسلم بمعناه ورواه عن أبي هريرة بلفظ: "جزوا الشوارب وارخوا اللحى خالفوا المجوس"(12).
أيها المسلمون إن الواجب على المؤمن أن يكون حازماً مُحكِم لكتاب الله ولسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ناظراً بعين البصيرة والعقل أي الطريقين أهدى وأولى طريق اقتضته الفطرة وسار عليه الأنبياء وخلفائهم وأتباعهم أم طريق اقتضته الضلالة وارتضته النفس الأمارة بالسوء وسار عليه أعداء الله ورسوله من المشركين المجوس، إن على المؤمن أن يكون حازماً مُنفذاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليتحقق له وصف الإيمان اعني الإيمان الكامل فإن الله يقول: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 31] إن على المؤمن أن يكون منفذاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم واحذروا من العقوبة العاجلة والآجلة قال الله تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63] قال الإمام أحمد رحمه الله: "أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك"(13) لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك وذلك لأن المعاصي بريد الكفر ينزلها العاصي مرحلة مرحلة حتى توصله إلى الكفر فيتهاون بهذه المعصية ثم بما هي أكبر ثم بما فوقها حتى يصل إلى الكفر وكراهة الحق من غير أن يشعر اللهم طهر قلوبنا من النفاق ومن الغل والحقد وسوء الأخلاق إنك على كل شيء قدير. أيها المسلمون إن الإصرار على المعاصي والتهاون بها كبيرة من الكبائر تُخرِج الإنسان من العدالة إلى الفسق ومن الحلم إلى السفه فبادروا أيها الإخوة إلى الإقلاع عن معصية الله وتوبوا إلى الله توبة نصوحة وافعلوا ما أمركم به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من إعفاء اللحية واحتفاء الشارب ومخالفة أعداء الله فلقد نص أهل التحقيق من العلماء كشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله وقدس روحه وجمعنا وإياه في دار كرامته نص رحمه الله على تحريم حلق اللحية ووجوب إعفاءها فمن لم يقم بذلك فهو آثم عاصٍ ولا يزيده إصراره على ذلك إلا خساراً أيها الإخوة المسلمون لقد كان المسلمون في ذلك ولاسيما في بلادنا هذه على الاستقامة والصواب حتى فشي فيهم هذا الداء فأصبح الكثير منهم على الضلال في ذلك بعد الهدى وعلى الفسوق بعد التقى وأصبح المعروف عند بعضهم منكراً والمنكر معروفاً وصارت الأمة الإسلامية في كثيرٍ من بلاد المسلمين لا تُمثل أمة الإسلام في مظهرها في هذه العبادة إن بعض الناس يظن أن اتخاذ اللحية وحف الشارب من العادات التي تخضع للعصر ولكن ما سمعتم من الأحاديث يدل على أن ذلك عبادة وأنه من الفطرة التي فطر الله الخلق عليها وإذا كان بعض الناس يظن أنه إذا حلق لحيته وحلق شاربه بقي وجهه وجه شاب فإن بعض الناس يُسود بياض شيبه بالصبغ الأسود لتبقى لحيته لحية شاب في اعتقاده ولم يعلم أن أصول الشعر تكذبه في ذلك وتكشف ستره قال الشاعر:
يسود أعلاها وتأبى أصولها ولا خير في فرع إذا خانه الأصل
وإن تسويد بياض الشيب سواء في اللحية أو في الرأس من صغير أو كبير أو ذكر أو أنثى معصية لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم: "غيروا هذا بشيء" يعني: الشيب "واجتنبوا السواد"(14) أخرجه مسلم وهذه الكلمة واجتنبوا السواد من صُلب الحديث وليست مدرجه فيه كما توهمه بعضهم فاتقوا الله عباد الله واتبعوا سبيل المؤمنين الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [النور: 51-52] اللهم اجعلنا من المؤمنين اللهم اجعلنا من المؤمنين اللهم اجعلنا من المؤمنين الذين يقولون سمعنا وأطعنا الذين يفوزون بسعادة الدنيا والآخرة اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن أحببناه فيك ولمن أحبنا فيك ولجمعين المسلمين إنك أنت الغفور الرحيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر فقال الله تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7] وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خيرَ صحبٍ ومعشر وعن التابعين لهم ما بدا الصباح وأنور وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا عباد الله "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا"(15) واعلموا أن تقوى الله عز وجل سبب للسعادة والفلاح قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [الأعراف: 96-99].
عباد الله ارجعوا إلى الله بالخروج من المظالم والرجوع إلى طاعة الله وإقامة العدل، فيا عباد الله أدوا المظالم إلى أهلها أدوا المظالم إلى أهلها فمن له حق عليكم فأدوا له حقه سواء كان صغيراً أو كبيراً وسواء كان شريفاً أم وضيعاً إن الله تعالى فوق الجميع فأدوا عباد الله حقوق عباد الله لا تظلموا أحداً لا تظلموا أحداً لا عاملاً ولا زوجةً ولا ولداً ولا غيرهم من عباد الله إن كنتم تريدون النجاة فإن الظالم يمهل الله له حتى إذا أخذه لم يفلته، تلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قال ذلك تلا قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ [هود: 102] عباد الله إن الله تبارك وتعالى هو الذي ينزل من السماء ماء ويصرفه كيف يشاء يصرفه حيث اقتضته حكمته عز وجل وقد يمتنع المطر عن وقت نزوله فقد يحتاج الناس أن يلجئوا إلى الله عز وجل في الدعاء في كل وقت وعلى كل حال لأن الله سبحانه وتعالى فتح الأبواب لعباده قال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60] وإن ولي أمرنا حفظه الله ووفقه ونصره بالإسلام ونصر الإسلام به قد أمر أن تؤدى صلاة الاستسقاء يوم الاثنين القادم إن شاء الله تعالى وستكون إقامتنا لهذه الصلاة بمشيئة الله وحوله في تمام الساعة السابعة إلا ثلثاً صباحاً اخترنا هذا الوقت لأنه وقت مناسب فالجو معتدل والناس يحتاجون إلى أن يرجعوا إلى أعمالهم مبكرين في المدارس وغير المدارس فأسأل الله أن يجعل اختيارنا صواباً وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يرزقنا الاتكال عليه إنه على كل شيء قدير.
أيها الإخوة ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 102-103] واعلموا "أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"(16) فعليكم بالجماعة اجتمعوا عباد الله على دين الله لا تتفرقوا فيه تآلفوا في القلوب واصطحبوا في الأبدان ولا يُنَفِرن بعضكم عن بعض فأنتم عباد الله إخوانا وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم يُعظم لكم بها أجراً فإن "من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرة"(17) اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه شربه لا نظمأ بعدها أبدا، اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يا رب العالمين اللهم ارض عن خلفائه الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل اتباع المرسلين اللهم ارض عن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين من أئمة المسلمين ومن عامة المسلمين يا رب العالمين اللهم ارفع عنا البلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين اللهم اعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين من المنافقين والملحدين واليهود والنصارى والمشركين والشيوعيين وسائر أعداء الدين يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: 10] عباد الله ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [النحل: 90-91] وأكثروا من ذكر الله أكثروا من ذكر الله أكثروا من ذكر الله فإن الله تعالى يقول في الحديث القدسي: "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه"(18) فلا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد.
-------------------
(1) أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين من الصحابة (14102)، وأخرجه مسلم في كتاب الجمعة (1435)، والنسائي في كتاب صلاة العيدين (1560)، وابن ماجه في كتاب المقدمة (44)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(2) أخرجه الإمام أحمد في مسنده في مسند المكثرين من الصحابة (14455)، ومسلم في كتاب الجمعة (1435)، والنسائي في كتاب صلاة العيدين (1560)، وابن ماجه في كتاب المقدمة (44)، والدارمي في كتاب المقدمة (208)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(3) أخرجه النسائي في سننه، في كتاب صلاة العيدين، باب كيف الخطبة (1560)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
(4) أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار (23909)، ومسلم في كتاب الطهارة (384)، والترمذي في كتاب الأدب (2681)، وابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها (289)، وأبو داود في كتاب الطهارة (49)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
(5) أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار (14570)، وفي رواية (4967)، والبخاري في كتاب اللباس (5468)، ومسلم في كتاب الحج (2052)، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
(6) أخرجه مسلم في كتاب الفضائل (4326)، من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه.
(7) أخرجه الإمام أحمد في مسنده في مسند بني هاشم (3235) وابن ماجه في كتاب تعبير الرؤيا (3895)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(8) أخرجه الإمام أحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة (757) من حديث علي رضي الله عنه في وصف النبي صلى الله عليه وسلم (646)، والنسائي في كتاب الزينة (5137)، من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.
(9) سبق تخريجه في الحديث السابق.
(10) أخرجه الإمام أحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة (1067)، من حديث علي رضي الله عنه (1001).
(11) أخرجه البخاري في كتاب اللباس (5442)، ومسلم في كتاب الطهارة (382)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(12) أخرجه الإمام أحمد في مسند المكثرين من الصحابة (843)، ومسلم في كتاب الطهارة (383)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(13) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب تفسير القرآن، باب قول الله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ﴾[البقرة: 193] (4284)، أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده في مسند المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين (5432)، من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.
(14) أخرجه مسلم في كتاب اللباس والزينة (3925)، والنسائي في كتاب الزينة (4989)، وأبو داود في كتاب الترجل (3672)، والإمام أحمد في مسنده (13933)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(15) أخرجه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه، في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب ما جاء في صفة أواني الحوض (2383)، من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وشداد بن أوس رضي الله تعالى عنهما، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، جـ7 ص96، من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، انظر إليه في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لصاحبها أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله تعالى، جـ1 ص52.
(16)سبق تخريجه في الحديث رقم (1).
(17)أخرجه الإمام مسلم في كتاب الصلاة (577)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
(18)أخرجه الإمام أحمد في مسنده في باقي مسند المكثرين من الصحابة (8983)، والبخاري في كتاب التوحيد (6856)، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (4832)، وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.