منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى السيرة النبوية وسيرة الإنبياء


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي أبو ذر الفاضلي مخالفة
أبو ذر الفاضلي غير متواجد حالياً
 
أبو ذر الفاضلي
عضو مميز
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 32
تاريخ التسجيل : Oct 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 133 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي آيات النبي - الرسول في طريق الدعوة ألقاها بن عثيمين بخطبة الجمعة

كُتب : [ 08-10-2011 - 03:43 PM ]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما
أما بعد

فإن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رسول رب العالمين لما أنزل عليه قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِر * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (المدثر:1-5) قام صلى الله عليه وسلم ممتثلاً لأمر ربه متوكلاً عليه واثقاً به فدعا الناس إلى عبادة الله عز وجل وإلى توحيده وكان بدء الدعوة سراً فآمن به رجالاً من قريش وكان أولهم إسلاماً أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأسلم على يدي أبي بكر رضي الله عنه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة أسلم على يديه عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وسعد ابن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وهؤلاء الخمسة مع أبي بكر وعلي ابن أبي طالب وزيد بن حارثة هم الثمانية الموصوفون بالسبق إلى الإسلام وأسلم غيرهم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمع بهم سراً ويرشدهم إلى ما أرشده الله إليه من الإسلام في دار الأرقم بن أبي الأرقم لمدة ثلاث سنين حتى أنزل الله عليه قوله (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (الحجر:94) فصعد صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي يا بني فهر يا بني عدي يا بطون قريش فاجتمع الناس إليه حتى كان الرجل إذا لم يستطع أن يأتي أرسل رسولاً لينظر الخبر فلما اجتمعوا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة ) فقال له عمه أبو لهب تباً لك ألهذا جمعتنا وسخر به وبما قال فأنزل الله تعالى في أبي لهب سورة تتلى إلى يوم القيامة (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) (المسد:1) ثم أنزل الله على رسوله (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (الشعراء:214) فجمعهم صلى الله عليه وسلم جمع عشيرته وقال لهم ( والله لو كذبت على الناس كلهم ما كذبت عليكم وإني لرسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة والله لتموتن ولتبعثن ولتحاسبن ولتجزون وإنها لجنة أبداً أو لنار أبدا ) فتكلم القوم فتكلم القوم كلاماً لينا لكن أبا لهب قال خذوا على يديه قبل أن تجتمع العرب عليه فإن سلمتموه ذللتم وإن منعتموه قتلتم فمانعه أبو طالب وقال والله لنمنعنه ما بقينا ثم انصرف الجمع بدون طائل ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظل يدعو إلى الله علناً وجهرا وكان الناس يسخرون به يقولون هذا غلام عبد المطلب يكلم من السماء هذا ابن أبي كبشة ثم إنه صلى الله عليه وسلم جعل يسفه عقول المشركين ويبين بطلان عبادتهم للأصنام فكلمت قريش أبا طالب أكثر من مرة ليمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وهددوه فأثار أبو طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبقي عليه وعلى نفسه فظن النبي صلى الله عليه وسلم أن عمه سيخذله فشق ذلك عليه وذكر بعض المؤرخين أنه قال له ( يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ثم بكى وانصرف فناداه عمه وقال يا ابن أخي قل ما أحببت فو الله لا أسلمك إليهم أبدا فاستمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة وازداد أذى قومه له بالقول وبالفعل فكان أبو جهل إذا رآه يصلي نهاه وأغلظ عليه وقال ألم أنهك وكان يوماً يصلي وحوله ملأ من قريش فقال بعضهم لبعض أيكم يعمد إلى جذور آل فلان فيأتي بدمها وثلاها فيضعه بين كتفيه إذا سجد فانبعث أقصى القوم فأتى به فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجداً والقوم يضحكون ويسخرون حتى جاءت ابنته فاطمة وهي جويرة صغيرة رضي الله عنها فألقت عنه الأذى وكانوا يرمون القذر على بابه فيخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيطرحه ويقول ( أي جوار هذا ) واشتد أذى قريش لما بمن آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا يعذبونهم بالطعن والضرب والنار فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوي أصحابه ويشجعهم على الصبر قال لعمار بن ياسر وأهله وهم يعذبون ( صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة ) ولما رأى اشتداد الأمر لما رأى اشتداد الأمر بأصحابه أذن لهم بالهجرة وقال تفرقوا في الأرض فإن الله سيجمعكم وأشار إلى الحبشة فهاجر إليها في السنة الخامسة من البعثة عشرة رجال وخمس نساء ثم رجعوا بعد ثلاثة أشهر ولكن المشركين لازال أذاهم يستمر وشرهم يستفحل فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة مرة ثانية إلى الحبشة في السنة السابعة من البعثة فهاجر إليها فوق الثمانين من الرجال ودون العشرين من النساء فأكرمهم النجاشي وجعل لهم الحرية في دينهم أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فبقي في مكة يلاقي الشدائد والبلايا من أذية كفار قريش له وهو صابر محتسب منفذ لأمر الله وقد مات عمه أبو طالب وزوجته خديجة في السنة العاشرة من البعثة فاشتد الأمر عليه ثم خرج إلى الطائف يدعو قبائل ثقيف إلى الإسلام فلم يجد منهم إلا السخرية والأذى ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه ( انطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أتفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا بها جبريل عليه السلام فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك كما ردوا عليك وقد بعث لك ملك الجبار لتأمره بما شئت فيهم ثم ناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين يعني جبلي مكة المحيطين بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أسباطهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ) ثم دخل مكة صلى الله عليه وسلم في جوار المطعم بن عدي وصار يعرض نفسه على القبائل في المواسم كل عام يتتبع الناس في منازلهم يقول يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له فبينما هو عند العقبة لقي رهطاً من الخزرج أراد الله بهم خيرا من أهل المدينة فعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فلما رجعوا إلى قومهم في المدينة أخبروهم ودعوهم إلى الإسلام حتى فشى فيهم فلما كان العام المقبل قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم اثنى عشر رجلاً فبايعوه وبعث معهم مصعب بن عمير يقرأهم القرآن ويعلمهم الإسلام فكثر الإسلام في المدينة فلما كان العام المقبل قدم من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو سبعين رجلاً وامرأتان فبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم إذا هاجر إليهم فكان في ذلك فاتحة خير للإسلام والمسلمين وفخر عظيم للأنصار رضي الله عنه عباد الله إن فيما جرى على رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ دعوة الإسلام من الأذى والتعب والمشقة لعبرة لأولى الأبصار فاتقوا الله يا عباد الله واعتبروا واصبروا على ما يصيبكم في الدعوة إلى دين الله وانتظروا فإن العاقبة للمتقين وإن الله مولاكم فنعم المولى ونعم النصير اللهم اجعلنا من دعاة الخير ومن النهاة عن الشر اللهم اجعلنا ممن يدعون إليك على بصيرة اللهم وفقنا لما تحب وترضى يا رب العالمين اللهم اجعلنا أئمة مهتدين اللهم وفقنا للخير وجنبنا الشر يا رب العالمين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما
أما بعد
فإنني في مجيئي إلى هذا المسجد اليوم وكذلك قبل اليوم أجد من يأتون إلى المسجد وبيدهم السجائر يشربونها ومن المعلوم أن رائحة الدخان كريهة إلا عند من يشربه وإذا كانت كريهة فإنهم إذا دخلوا المسجد فسوف يدخلونه برائحة كريهة وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم من يأكل بصلاً أو ثوما أو غيرها مما فيه رائحة كريهة نهاه أن يدخل المسجد وقال ( لا يقربن مساجدنا ) وعلى هذا فإني أنصح أولئك أنصحهم بأمرين الأول أن يقلعوا عن شرب الدخان لأنه محرم كما دلت على ذلك عمومات الكتاب والسنة وكما هو واضح حيث كتب على العلب التي فيها هذه السجائر كتب عليها تحذير وأنه مضر وكيف يليق بالعاقل وكيف يليق بالمؤمن وكيف يليق بالناصح لنفسه أن يشرب هذا الدخان مع أنه مضر في الدين ومضر في المار ومضر في البدن ومن البلاء أن من ابتلي به من الناس يشربونه أمام أولادهم الصغار والأولاد الصغار كما تعلمون لابد أن يكون منهم تقليد لما يشاهدونه وحين إذن يقتدون بأدائهم هذا الأب أو هذا الأخ الذي يشرب الدخان أمام أولاده أو أخوته لو سئل هل تنصح أن يشرب أبناءك أو أولادك الدخان فقال لا أنصح بذلك وإذا كان هو يتعرف أن ذلك هو خلاف النصح فكيف يرمي نفسه بالخيانة فيشرب الدخان أمامه إنه بذلك يكون قد جنى على أهله وقد جنى على أولاده ويكون عاصياً لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )(التحريم: من الآية6) فهذا الأمر الأول الذي أنصح به إخواننا الذين ابتلاهم الله بشرب الدخان أما الأمر الثاني فإذا كان لابد أن يشربوه فلا يشربونه وهم قادمون إلى المساجد لأن ذلك يبقي فيهم رائحته الكريهة فيدخلون إلى المساجد فيؤذون الملائكة ويؤذون المصلين وهذا أمر نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فليتقوا الله عز وجل وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالاغتسال ليوم الجمعة وأمر بالتطيب وأمر بالتسوك لأجل أن ينظف الجسم كله ظاهره وباطنه ولأجل أن يكون طيب الرائحة فكيف يأتي هؤلاء إلى المسجد وهم متلوثون بهذه الرائحة الكريهة واعلموا رحمكم الله أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) اللهم صلي وسلم على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته اللهم ارزقنا اتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة اللهم أصلح لنا ولاة أمورنا اللهم اجعلهم ولاة خير ورشد وهداية اللهم أصلح لهم بطانتهم اللهم أبعد عنهم كل بطانة سوء يا رب العالمين عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون وأذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون …
 

رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:52 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML