جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الثالث عشر؛
تقول السائلة من الإمارات: سمعت فتوى للشيخ العثيمين - رحمه الله - يقول فيه - كما فهمت - إنه يجب أن ندعو الرافضة بالرِّفق، ولا نُهاجم ما هم عليه من الشركيات، وأنا أُريد من فضيلتكم أن تشرحوا لنا ضوابط الرفق واللِّين عند التعامل معهم، ومتى نرفق بهم؟ ومتى نستخدم الشدة؟ ومتى نهجرهم كُليًّا؟ إذ إنني أتعامل معهم بشكل يومي في الجامعة.
الجواب:
ما ذكرتِه أظنّه ليس مقصورًا على قُطرِكم، بل الرافضة منتشرون في كل مكان، وشرُّهم الآن أخطر لِقوَّةِ إيران فهي دولة الرَّفض، ومروِّجة الرَّفض، والداعية إلى الرَّفض، ولهذا يخطئ من يسمِّيها دولة إسلامية، بل هي دولة رافضيةٌ كافرة، هذا أولًا.
ثانيًا:نحن مأمورون بما أمر الله به رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، وذلك في قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾، ونحن ندين الله بأنهم كفار، بل الآن من خلال ما يبلغني عنهم من أحوال ثَبَتت عنهم أنَّ عوامّهم أشد مجادلة من من هم علماء عوامهم أشد، وعندهم قوة وجلد العلماء منهم لاسيما الكبار يستحون، أمَّا العوام فلا يستحون، ولهذا من قال إنهم كفار علماءهم وعوامهم له حظٌّ من النظر فيما أراه.
فإذًا ما دام الأمر كما ذكرتي وأنتِ مبتلاه بوجودكم مع هؤلاء الرافضيات في تلك المؤسسة، فإذا وجدتِ فرصة لدعوتهِنَّ نعم اعرضي عليهن السُّنة، وأنتِ في قلبك تمقتينهن لكن من أجل دعوة هؤلاء النسوة فاعرضي عليهن السُّنة، إن كنتِ قادرة، إن رأيتِ منهن إقبالًا فاجتهدي واستمري وداومي على ذلك، وإذا رأيتِ منهن صدودًا فدعيهن، واجعلي علاقتك بهن علاقة عمل فقط، فإذا كانت هناك جلسة فيها سُنِّيات ورافضيات فانحازي إلى صاحبات السنة، هذا إذا كنتِ قادرة ومؤهَّلة على مخاطبتهن، أمَّا إذا كنتِ ضعيفة ومحصولك من المحصول الشرعي قليل فابتعدي عنهن أَسْلَمُ لدينك، والله أعلم
http://ar.miraath.net/fatwah/7388