قال الشيخ الألباني –رحمه الله- في السلسلة الصحيحة تحت حديث: 3203- ((سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، فَخِيَارُ أَهْلِ الأَرْضِ أَلْزَمُهُمْ مُهَاجَر إِبْرَاهِيم، وَيَبْقَى فِى الأَرْضِ شِرَارُ أَهْلِهَا تَلْفِظُهُمْ أَرضُوهُمْ، تَقْذرُهُمْ نَفْسُ اللَّهِ، وَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ))، [[وبهٰذه المناسبة يحقُّ لي أن أقول -بيانًا للتاريخ وشكرًا لوالدي- رحمه الله تعالىٰ :
وكذٰلك في الحديث بشرى لنا : آل الوالد الذي هاجر بأهله من بلده (أشقودرة) عاصمة (ألبانيا) يومئذٍ ، فرارًا بالدين من ثورة (أحمد زوغو) أزاغ الله قلبه ، الذي بدأ يسير في المسلمين الألبان مسيرة سلفه (أتاتورك) في الأتراك ، فَجنَيْتُ -بفضل الله ورحمته- بسبب هجرته هٰذه إلىٰ (دمشق الشام) ما لا أستطيع أن أقوم لربي بواجب شكره ، ولو عشت عمر نوح -عليه الصلاة والسلام .
فقد تعلمت فيها اللغة العربية السورية أولاً ، ثم اللغة العربية الفصحى ثانيًا ، الأمر الذي مكّنني أن أعرف التوحيد الصحيح الذي يجهله أكثر العرب الذين كانوا من حولي -فضلاً عن أهلي وقومي - إلا قليلاً منهم ، ثم وفّقني الله -بفضله وكرمه دون توجيه من أحد منهم - إلى دراسة الحديث والسنة أصولاً وفقهًا ، بعد أن درست علىٰ والدي وغيره من المشايخ شيئًا من الفقه الحنفي وما يعرف بعلوم الآلة ، كالنحو والصرف والبلاغة ، بعد التخرج من مدرسة (الإسعاف الخيري) الابتدائية.
وبدأت أدعو من حولي من إخوتي وأصحابي إلىٰ تصحيح العقيدة، وترك التعصب المذهبي، وأحذِّرهم من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، وأرغِّبُهم في إحياء السنن الصحيحة التي أماتها حتىٰ الخاصة منهم ، وكان من ذٰلك إقامة صلاة العيدين في المصلى في دمشق ، ثم أحياها إخواننا في حلب ، ثم في بلاد أخرى في سوريا ، واستمرت هٰذه السنّة تنتشر حتى أحياها بعض إخواننا في (عمان/ الأردن) ، كما حذَّرتُ الناس من بناء المساجد على القبور والصلاة، وألَّفتُ في ذٰلك كتابي "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد"، وفاجأت قومي وبني وطني الجديد بما لم يسمعوا من قبل ، وتركت الصلاة في المسجد الأموي، في الوقت الذي كان يقصده بعض أقاربي ، لأن قبر يحيى فيه كما يزعمون