• رد فضيلة الشيخ عادل منصور الباشا أبو العباس - حفظه الله - :
السائل : السؤال الثالث بخصوص الشيخ ناصر ، من الجمهورية المصرية شيخنا الكريم ، ما تقولون فيمن يقول هذا القول : ويأتي أقزام اليوم يقولون إن الشيخ الألباني مرجئ في هذا ؛ حتى ولو !! ... نحن نعلم أن قول الشيخ الألباني في هذا نحن لا نؤيده ؛ ولا ننصره ؛ ونقول قوله خاطئ ؛ ولا نرى في المسألة خلافًا معتبرًا ، وقوله هذا وافق المرجئة ! ، لكن ليس مرجئًا !! .اهـ
فما قولكم في هذا بارك الله فيكم ؟
الجواب :لقد كنَّا زمانًا نسمع من الحدادية ومن القطبيين التكفيريين وصف الشيخ الألباني بالإرجاء صراحةً ! ، بل منهم من بالغ فوصفه بإرجاء الجهمية ! ، قاتل الله الإفك والأفَّاكين ، والإمام الألباني ؛ إمامٌ في السُنة والحديث ، وإمامٌ في العلم والفقه ، وهو من المجددين للعقيدة السلفية ، ليس فقط مجددًا في علم الحديث كآلة من تحقيقٍ وتصحيحٍ وتضعيف ، بل هو مجدد في الدعوة إلى عقيدة السلف الصالح على بيَّنةٍ وعلى نورٍ وهدى وصبر ، فنال بسبب هذا التجديد قامع وحارب أهل الباطل من الصوفيين ، من متعصبة المذاهب ، من علماء الكلام ، من أهل البدع كلهم ، وخصوصًا أصحاب فكر وعقيدة أصحاب عقيدة التكفير الخارجية المعاصرة ، التي عمَّ وطمَّ شرُها في البلاد الإسلامية قديمًا وحديثًا ، فهم أعظم فتن هذا القرن - على الأمة - أعني أصحاب الغلو في التكفير ، والغلو في التبديع ، فوقفوا له ووصفوه بهذه الفرية وهي ( الإرجاء ! ) وكما قال شيخنا العلاَّمة ابن عثيمين : من يصف الألباني بذلك إما أنه لا يعرف الإرجاء وإما أنه لا يعرف الألباني ، ثم احتال بعض أصحاب هذا الفكر ! حيلةً أخرى ؛ فقالوا : لا ؛ الشيخ الألباني ليس بمرجىء ! ولكنه وقع في الإرجاء ! ، أو : وافق المرجئة ! ، وهذا صنفٌ إما أن يقول ذلك تقية ، وإما أنه لم يتلقى أصلاً عن أهل السُنة ! ، كأن يكون يمشي مع الحدادية ! ، أو مع القطبيين ! ، وأذنابهم ، وأشباههم ، ثم أراد أن يعود إلى السُنة ( !! ) فيما يُظهر ( !! ) فيعود وبقية هذه البقايا فيه ؟!
وهؤلاء أُناس عرفنا منهم أناسًا عندنا هنا ، وأناسًا هناك ، وهناك في بلدان كثيرة ! ، فيقولون : لأ ، ليس بمرجىء ؛ بل بعضهم ألَّف كتابًا لشيخه أن الألباني فيها ؛ يقول : بريء من الإرجاء براءة الذئب من دم يوسف ، ولكنه يقرر بعد ذلك أن الألباني قد خالف إجماع أهل السُنة والجماعة في المسألة ، وأنه كبا كبوة عظيمة ، وهفا هفوة جليلة ! ولكنه ليس بمرجىء !! ، فالخلاف يا أخي بين قائلِ هذه المقولة وبين من صرَّحوا بإرجاء وابتداع الألباني وأنه مبتدع ؛ إنما هو خلافٌ حقيقي توفَّرت الشروط وانتفت الموانع بالتبديع أم لا ! ، بمعنى ، أن كل هذه الأطراف اتفقت أن الألباني وقع في البدعة ! ، ولكن صنفٌ يصرِّح بأنه مبتدع ! ، وآخر يقول : لأ ؛ هو وقع في البدعة العظيمة وهي الإرجاء ! ؛ ولكنه غير مرجىء !! ، وفي الحقيقة هذا من التضليل لأهل الباطل ، وهذا أيضًا من الافتراء على الإمام الألباني - رحمه الله - ولا تعلق لهم في هذا الكلام ! ، أمَّا مسألة الصلاة فأمرها واضح مشهور ، وأمَّا مسألة نجاة تارك العمل فهذا أمرٌ تعضده عند طائفة من علماء السُنة قديمًا وحديثًا ، فلم يَقل الشيخ الألباني بأقوالٍ هي خاصة المرجئة ؛ حتى يقال : وافق المرجئة ، فضلاً عن أن يقال هو مرجىء ! ، فاتركوا أصحاب هذه المقالات باختصار ، والذين أرادوا أن يقطعوا بين أعلام السنة وبين الشباب السلفي بأن يتلقواْ من علماءهم عن علماءهم ، فيغمزوا العلماء فيما هم منه براء ، وبراءة الألباني من هذا وأمثاله مشهورة عند العلماء الذين مضواْ معه وماتوا قبله ، أو كانوا معه وماتوا بعده ، أو لا يزالون على قيد الحياة ممن يعرف حقائق هؤلاء القوم وكثرة مكائدهم ، فعلى المسلمين ، على السلفيين أن يحذروا أصحاب هذه المقالات التي تتربص في الدخول في الصف السلفي فتحول بين أهل السُنة بهذه الأساليب ، كالذي يصرِّح بأنه مبتدع ولكن يقول وقع في البدعة ؛ يقول : وقع في بدعة الإرجاء لكن ما أبدع عينه ! ، وآخر يقول لا ، بل هو مبتدعٌ قد بُدَّع بوقوعه في الإرجاء ، فمن تأمل في هذا يجد أن الفريقين قد اتفقا على وصفه بهذه البدعة القبيحة البغيضة الخبيثة المذمومة ، المجمع على ذمها عند السلف ، وهي بدعة الإرجاء ، نعم .اهـ
الصوتية : ( من هنا ) .
فرَّغه واعتني به
سمير بن سعيد السلفي القاهري
12 / محرَّم / 1435هـ
شبكة سحاب