- " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 122 :
أخرجه الإمام أحمد ( 6 / 449 ) حدثنا روح حدثنا سعيد عن قتادة حدثنا سالم ابن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح متصل رجاله رجال الشيخين غير أن البخاري لم يخرج لمعدان هذا . و قد أخرجه مسلم كما يأتي . و سعيد هو ابن أبي عروبة . و قد تابعه جماعة. فقال أحمد : حدثنا حسين في " تفسير شيبان " : عن قتادة حدثنا سالم بن أبي الجعد به . و شيبان هذا هو ابن عبد الرحمن التميمي أبو معاوية النحوي ، ثم قال : حدثنا عبد الصمد و عفان قالا : حدثنا همام - قال عفان في حديثه : حدثنا همام قال : كان قتادة يقص به علينا - قال حدثنا سالم بن أبي الجعد به . ثم رجع إلى حديث عبد الصمد قال : حدثنا همام حدثنا قتادة به إلا أنه قال : " من حفظ عشر آيات من سورة الكهف " .
قلت : و معنى هذا - و الله أعلم - أن عبد الصمد و عفانا اختلفا على همام في هذا الحرف من الحديث ، فقال عبد الصمد : " من سورة الكهف " لم يذكر فيه " أول "و قال عفان : " من أول سورة الكهف " كما قال الجماعة عن قتادة و لا شك أن هذا هو الصواب لأن الجماعة أحفظ ، لاسيما و معهم زيادة و يؤكد ذلك أن عفانا قد توبع فقال الإمام أحمد ( 5 / 196 ) : حدثنا يزيد أنبأنا همام بن يحيى عن قتادة به و قال أبو داود في " سننه " ( 4323 ) : حدثنا حفص ابن عمر حدثنا همام حدثنا قتادة به . و قال : " و كذا قال هشام الدستوائي عن قتادة إلا أنه قال : " من حفظ من خواتيم سورة الكهف " . و قال شعبة عن قتادة : " من آخر الكهف " .
قلت : رواية هشام أخرجها مسلم ( 2 / 199 ) : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ ابن هشام حدثني أبي فذكره مثل رواية الجماعة . فلا أدري أوهم أبو داود فيما عزى إلى هشام أم أن هذا اختلف عليه الرواة على نحو ما سبق من الخلاف على همام .و هذا أقرب . و أما رواية شعبة فهي كما ذكر أبو داود . و قد وصلها أحمد ( 6 /446 و الداني في " الفتن " ( 132 / 2 ) و مسلم و قال عقبها : " و قال همام :
" من أول الكهف " كما قال هشام " . يشير بذلك إلى ترجيح روايتهما على رواية شعبة و هو كذلك لو كانا وحيدين فكيف و معهما رواية سعيد بن أبي عروبة و شيبان بن عبد الرحمن كما سبق . بل إن شعبة قد وافقهم عليها في رواية عنه أخرجها الترمذي و صححها و لكنه شذ عنهم جميعا في لفظ آخر فقال : " ثلاث " مكان " عشر " و بيان ذلك في السلسلة الأخرى ( 1336 ) . ثم رأيت شعبة قد روى ذلك الحرف على وجه آخر بلفظ " من سورة الكهف " . لم يقل " أول " و لا " آخر " ، و كأنه لتردده بينهما . أخرجه عنه هكذا الخطيب في " تاريخه " ( 1 / 290 ) .
منقووول
فائدة : قد جاء في حديث آخر بيان المراد من الحفظ و العصمة المذكورين في هذا الحديث و هو قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال : " فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ، فإنها جواركم من فتنه " . أخرجه أبو داود ( 4321 ) بسند صحيح و أصله عند مسلم ( 8 / 197 ) دون قوله " فإنها ... " .
إنتهى