يبدو الطفل في عامه الثالث في مرحلة إنتقالية من الهدوء إلى الإزعاج والتخريب والسؤال، حتى أنه يكون سريع الغضب، ممّا يسبب هاجساً بالقلق عند الآباء والأمهات حول ما يحدث لأطفالهم في مثل هذا العمر.
وتشير الدراسات الحديثة حول سلوك الطفل في عامه الثالث الذي يغلب عليه العدوانية والشراسة، إلا أن هذا السلوك في مثل هذا العمر هو طبيعي إلى حد ما، وأنه يعطي إنطباعاً عن شخصية الطفل المستقبيلة وطريقة تعامله مع الآخرين، وأن كل ما يصدر عنهم من قسوة ونوبات غضب هو نتيجة لنشاط مفرط في المخ، فيما يستدعي ذلك التدخل الطبي للتأكد من مثل هذه الحالة قد تكون متغيرة طبقاً للظروف المحيطة أو أنها تشير إلى خلل ما في الجسم.
وقد يبدو سلوك الطفل في عامه الثالث سيئاً، فهو مثلاً يقسو على الكائنات الضعيفة مثل الحيوانات الأليفة ولا يشعر بالشفقة عليهم أو أنه يلجأ إلى الكذب أو السرقة، كل هذه التصرفات وغيرها تستدعي إلى التساؤل والتصرف معها بشكل سريع حتى لا تتطور مع الوقت وتصبح عادة وطبع يصعب التخلّص منه.
وأوضح الكثير من الأطباء الباحثين في هذا المجال أن الصفات المزعجة يمكن أن تتحول إلى "اضطراب سلوكي" كامل في مرحلة البلوغ، لكن في حال تدخل الأهل لتعديل سلوك الطفل في عامه الثالث بشكل ودّي بعيداً عن أسلوب التعنيف سيكون هو العلاج الأمثل لضمان سلوك سوي له فيما بعد.
قد يكون من الأفضل أن يستخدم الآباء ذلك الأسلوب الليّن، فالطفل في عامه الثالث لا زال غير قادر على فهم كل ما يدور حوله ولا زالت مشاعره غير منضبطة تجاه الآخرين والأشياء، لذا يُستحسن أن يسّوي الآباء سلوك طفلهم في مثل هذا العمر بشكل طفولي يلامس عقله وقدراته، فمثلاً بإمكانهم مكافأة الطفل كنوع من التشجيع على السلوك السليم.
ولا ننسى بأن لسلوك الآباء أثر واضح وإنعكاس على سلوك أطفالهم، لذا يُجدر بالأهل الانتباه لهذه النقطة وأن يكونوا مثالاً للسلوك الجيّد، وإذا ما زاد سلوك الأطفال عن الحدّ المقبول أو الطبيعي يجب استشارة طبيب فهذا من شأنه أن يكون ناتجأً عن خلل معين في الجسم والدماغ تحديداً.