الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَبَعْد:
الصوتية
السائل:نسمعُ بعضَ طلبةِ العلمِ أحياناً يطعنونَ في العلماءِ بحجةِ أنّهم يسكتونَ عند حصول بعض الحوادثِ أو عند حلول بعض النوازل فما هو تعليقُكُم يا فضيلة الشيخ ؟.
العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله -:أحيانًا يكون السكوتُ هو المصلحةُ وأحيانًا يكون الكلامُ هو المصلحةُ، فالعلماءُ يراعونَ المصالحَ ودرءَ المفاسدِ، فلا يتكلمونَ إلا حيثُ يُفيدُ الكلامُ وينفعُ ، ولا يسكتونَ إلا حيثُ يكوُن السكوتُ أولى، فالعلماء بالمعنى الصحيحِ لا يسكتونَ إلا إذا كانَ السكوتُ له مجالٌ، ولا يتكلمونَ إلا إذا كان الكلامُ لهُ مجالٌ ، والأمورُ إذا حدثتْ لا يصلح لكلِّ واحدٍ أنْ يتكلّمَ فيها وإنّماتُوكِلْ إلى أهل العلمِ وأهلِ الرأي وأهلِ الكلمةِ
كما قال – جلّ وعلا)) -:وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)).
فالأمور التي تتعلقُ بمصالحِ المسلمين وبالأمةِ هذه لا يتولاها إلا أهل الحلِّ والعقدِ ،أهلُ العلمِ والبصيرةِ الذين يلتمسون لها الحلول الصحيحة.
وأما أنْ يتولاها ويتكلمَ فيها كلُّ مَنْ هبَّ ودبَّ فهذا مِنَ الضررِ على المسلمينَ ومِنَ الإرجافِ والتخويف ولا يصلُ المسلمون مِنْ وراء ذلك إلى نتيجةٍ وهذه أيضًا أمورٌ قد تكون أمورٌ سريةٌ تعالج بالسرية ولا تعالج علانية أمام الناس وإنما تعالج مع السرية ومع الطرق الصحيحة الأمور تحتاج إلى رويةٍ وإلى تعقلٍ والواجبُ على العامةِ أنْ يرجعوا إلى أهلِ العلمِ وأهل الرأيِ والبصيرةِ في هذه الأمورِ.