منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي تصحيح أثر الزهري، وبيان جهل الجهني خطيب أهل البدع في مقاله رمتني بدائها...: للأخ الفاضل حسين السلطي

كُتب : [ 08-26-2014 - 03:01 AM ]

تصحيح أثر الزهري
( وبيان جهل الجهني خطيب أهل البدع)
في مقاله رمتني بدائها
بسم الله الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فقد اطلعت على مقال لعبد الحميد الجهني خطيب أهل البدع سماه ( رمتني بدائها وانسلت) وقد شحنه بالأكاذيب والفجور كعادته في مقالاته السابقة. والمطلععلى كل مقالات عبد الحميد الجهني – خطيب أهل البدع – يجد فيها صفات ذميمة قبيحة شتى منها :
(1) الكذب والافتراء
(2) الجهل
(3) التناقض
(4) التلبيس
(5) التدليس
(6) الكبر
(7) العناد
(8) كتمان الحق
ولهذا فما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وجدت في شبكة سحاب السلفية من يفند شبهات الحدادية الخبيثة ويبين افتراءاتهم وتناقضاتهم وشهادتهم بالزور فجزى الله كل من يرد على هذه الشرذمة الخبيثة المندسة ونسأل الله تعالى أن يبصر المخدوعين بها .
ولقد كان السلف يقولون: (احذروا من الناس صنفين: صاحب هوى قد فتنه هواه، وصاحب دنيا أعمته دنياه).
ومن آخر ما وجدناه من الكذب في مقال الجهني ( رمتني بدائها وانسلت) -وما أكثر كذبه- قوله في أثر الإمام محمد بن شهاب الزهري رحمه الله: (أثر الزهري هذا, هو المتنفس الوحيد لربيع , وهو محتمل , ليس صريحا في المسألة . وليس إسناده كالجبل كما يزعم ربيع , فإن الحافظ الناقد صالح جزرة تكلم في رواية إبراهيم بن سعد عن الزهري وذكر أنه أخذ عن الزهري وهو صغير, وهذا حق , ولذلك أكثر رواية إبراهيم بن سعد عن الزهري في الصحيحين يكون الواسطة بينهما صالح بن كيسان , فعلى ربيع المدخلي الذي يزعم أنه متخصص في علوم الحديث أن يتكلم بلغة علمية لا خطابية , وان يعطي الأسانيد حقها من الحكم من غير مبالغة).
قلت : ولي في هذا الكلام وقفات.
الوقفة الأولى : قول الجهني: ( أثر الزهري هو المتنفس الوحيد لربيع).
قلت : وهذا من جهلك وفجورك وإفلاسك فإن أدلة من لا يكفر تارك الصلاة تكاسلا كثيرة جدًا ساقها ابن عبد البر وابن قدامة وابن القيم وغيرهما من الأئمة المحققين المنصفين، وإنما يذكرون ابن شهاب الزهري في طليعة من لا يكفر تارك الصلاة لا أن قوله حجة وحيدة في الباب فأدلة من لا يكفر تارك الصلاة مشهورة عند أهل العلم الصادقين
قال ابن القيم :في كتاب الصلاة وأحكام تاركها (ص: 42)
ونحن نذكر حجج و أدلة الذين لا يكفرون تارك الصلاة قال الذين لا يكفرونه بتركها قد ثبت له حكم الإسلام بالدخول فيه فلا نخرجه عنه إلا بيقين.
قالوا وقد روى:
(1): عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل". أخرجاه في الصحيحين.
(2): وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ومعاذ رديفة على الرحل: "يا معاذ" قال: لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا قال: "ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا حرمه الله على النار" قال: يا رسول الله أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا قال: "إذا يتكلوا" فأخبر بها معاذ قبل موته تأثما متفق على صحته.
(3): وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أسعد الناس بشفاعتي من قال لاإله إلا الله خالصا من قلبه". رواه البخاري.
(4): وفي المسند أيضا عن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خمس صلوات كتبهن الله على العباد من أتى بهن كان له ثم الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له".
(5): وفي المسند أيضا من حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة المكتوبة فإن أتمها وإلا قيل انظروا هل له من تطوع فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك". رواه أهل السنن. وقال الترمذي هذا حديث حسن.
قالوا :
(6): وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة". وفي لفظ آخر: "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة". وفي صحيح قصة عتبان بن مالك وفيها: "إن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله".
(7): وفي حديث الشفاعة يقول الله عز وجل: "وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال لا إله إلا الله". وفيه: "فيخرج من النار من لم يعمل خيرا قط".
(8): وفي السنن والمسانيد قصة صاحب البطاقة الذي ينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر ثم تخرج له بطاقة فيها شهادة أن لا إله إلا الله فترجح سيئاته ولم يذكر في الشهادة ولو كان فيها غيرها لقال ثم تخرج له صحائف حسناته فترجح سيئاته.
ويكفينا في هذا قوله فيخرج من النار من لم يعمل خيرا قط ولو كان كافرا لكان مخلدا في النار غير خارج منها.
فهذه الأحاديث وغيرها تمنع من التكفير والتخليد وتوجب من الرجاء له ما يرجى لسائر أهل الكبائر، قالوا ولأن الكفر جحود التوحيد وإنكار الرسالة والمعاد وجحد ما جاء به الرسول، وهذا يقر بالوحدانية شاهدًا أن محمدًا رسول الله مؤمنا بأن الله يبعث من في القبور فكيف يحكم بكفره ،والإيمان هو التصديق وضده التكذيب لا ترك العمل فكيف يحكم للمصدق بحكم المكذب الجاحد.اهـ
قلتُ : انظر أيضا التمهيد لابن عبد البر (4/239) وقد ذكر فيه أدلة من لا يكفر تارك الصلاة تهاونا.
قال في التمهيد (23/288) في شرح حديث : «خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ، لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا، اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ. وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ، فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ. إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» .
قال : وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَنْ لَمْ يُصَلِّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي مَشِيئَةِ اللَّهِ إِذَا كَانَ مُوَحِّدًا مُؤْمِنًا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصَدِّقًا مُقِرًّا وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْ، وَهَذَا يَرُدُّ قَوْلَ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْخَوَارِجِ بِأَسْرِهَا أَلَا تَرَى أَنَّ الْمُقِرَّ بِالْإِسْلَامِ فِي حِينِ دُخُولِهِ فِيهِ يَكُونُ مُسْلِمًا قَبْلَ الدُّخُولِ فِي عَمَلِ الصَّلَاةِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ بِإِقْرَارِهِ وَاعْتِقَادِهِ وَعُقْدَةِ نِيَّتِهِ فَمِنْ جِهَةِ النَّظَرِ لَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ كَافِرًا إِلَّا بِرَفْعِ مَا كَانَ بِهِ مُسْلِمًا وَهُوَ الْجُحُودُ لِمَا كَانَ قَدْ أَقَرَّ بِهِ وَاعْتَقَدَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ . اهـ
قلتُ : هذه بعض الأدلة، وغيرها من الأدلة كثيرة واضحة كالشمس تدل على عدم كفر تارك الصلاة تهاونا، وترد على قول الجهني الجاهل المفتري : ( إن المتنفس الوحيد لربيع هو أثر الزهري). وعلى قوله: (هل نترك دلالة القرآن وصريح السنة وإجماع الصحابة من أجل كلمة قالها الزهري ؟). فما أحمق هذا الحدادي الجاهل وأفحش خطابه، وما أجهله بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وبمنهج السلف وبأقوال أهل العلم المنصفين .
الوقفة الثانية : قوله في أثر الزهري : (إنه محتمل وليس نصا في المسألة) .
قلت : وهذا لفظ الأثر في تعظيم قدر الصلاة (1035) لمحمد بن نصر المروزي عن: إِبْرَاهِيم بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ، يَتْرُكُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ إِنَّمَا تَرَكَهَا أَنَّهُ ابْتَدَعَ دِينًا غَيْرَ دِينِ الْإِسْلَامِ قُتِلَ، وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا هُوَ فَاسِقٌ ضُرِبَ ضَرْبًا مُبَرِّحًا وَسُجِنَ»
ومن طريق معمر عن الزهري أيضا : من شرب في رمضان فإن كان ابتدع ديناً غير الإسلام استتيب، وإن كان فاسقاً من الفساق جلد ونكل وطوّف وسمّع به.
(والذي يترك الصلاة مثل ذلك).
رواه عبد الرزاق في مصنفه (9/232) برقم (17045)
وقد فهم الحافظ محمد بن نصر المروزي كما في تعظيم قدر الصلاة (1035) وابن عبد البر كما في التمهيد 4/240 وابن قدامة كما في المغني 2/329 وابن القيم كما في كتاب الصلاة وغيرهم فهموا من كلام الزهري هذا أنه لا يكفر تارك الصلاة تكاسلا وهو واضح جدا.
وأما عند الجهني خطيب أهل البدع فكلام الزهري ليس نصًا في المسألة ( لا يدل على عدم كفر تارك الصلاة تكاسلا) لأن آفة الجهني : إتباع الهوى والمعتقد الذميم .
قال الشيخ ربيع في أثر الزهري هذا: (وهذا كلام جلي واضح ما رأيت أحدًا يكابر فيه إلا هذا الحدادي وحزبه، فلم يقروا بهذا القول مع وضوح معناه وصحة إسناده وتداول العلماء له بدون اعتراض عليه أو شك فيه؛ وذلك لأن منهجهم الباطل قائم على الجهل والمكابرة والكذب والتكذيب بالحق بل والتكفير لأهل السنة، وقد كانوا يستخدمون التقية ففضحهم الله في هذه الأيام فأظهر أعمدة منهجهم هذا التكفير لكل من يعذر بالجهل، فلم يسلم من هذا التكفير إلا عدد قليل من أهل السنة لا يتجاوزون عدد الأصابع، وهم لا يكفرون ولا يبدعون من يعذر بالجهل، بل يجلونهم ويعتبرونهم إخوانهم ويعتبرون الأئمة منهم أئمتهم. فالفرقة الحدادية شديدة العداوة لأهل السنة السابقين واللاحقين.
فلا يبعد أن يكون مذهب هؤلاء الحدادية مشتق من مذهب الروافض الذين يكفرون الصحابة وأهل السنة إضافة إلى مذهب الخوارج). اهـ.
الوقفة الثالثة :قال الجهني المفتري : (وليس إسناده كالجبل كما يزعم ربيع , فإن الحافظ الناقد صالح جزرة تكلم في رواية إبراهيم بن سعد عن الزهري وذكر أنه أخذ عن الزهري وهو صغير, وهذا حق).
قلت : وهذا الكلام لا يصح عن صالح جزرة كما سيأتي بيانه .
والأثر من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري
وسأنقل كلام النقاد الكبار في حال إبراهيم بن سعد ليتبين من خلاله تلبيس الجهني وتدليسه وجهله.
- إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القرشى الزهرى
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : ولد إبراهيم بن سعد سنة 108 أخبرني بذلك بعض ولده ( السير 8/306، العلل ومعرفة الرجال (2519)
قال علي بن المديني : مات سنة ثلاث وثمانين ومئة، وهو ابْن ثلاث وسبعين.( التاريخ الكبير 1/288).
والزهري توفي سنة 224 فيكون عمر إبراهيم بن سعد لما توفي الزهري : 14 سنة وأما على قول عبد الله بن الإمام أحمد فيكون عمر إبراهيم لما توفي الزهري 16 سنة.
وماذا سيقول الجهني الحدادي في قول الإمام البخاري :
بَابٌ: مَتَى يَصِحُّ سَمَاعُ الصَّغِيرِ ثم أخرج بإسناده (77) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ أَتَانٍ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ الِاحْتِلاَمَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِمِنًى إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ، فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، وَأَرْسَلْتُ الأَتَانَ تَرْتَعُ، فَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ، فَلَمْ يُنْكَرْ ذَلِكَ عَلَيَّ».
ثم أخرج بإسناده (78) عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ رضي الله عنه ، قَالَ: «عَقَلْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِي وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ مِنْ دَلْوٍ».
وتيقظ الإمام البخاري وحفظه مشهور جدا وقد رد على أحدهم وهو ابن إِحْدَى عشرَة سنة ( الفتح 1/478).
وأخرج الخطيب في الكفاية 1/61 بإسناد صحيح عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , قَالَ سَأَلْتُ أَبِي: مَتَى يَجُوزُ سَمَاعُ الصَّبِيِّ فِي الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: إِذَا عَقَلَ وَضَبَطَ , قُلْتُ: فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْ رَجُلٍ سَمَّيْتُهُ أَنَّهُ قَالَ: لَا يَجُوزُ سَمَاعُهُ حَتَّى يَكُونَ لَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً , لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ رَدَّ الْبَرَاءَ وَابْنَ عُمَرَ، وَاسْتَصْغَرَهُمَا يَوْمَ بَدْرٍ , فَأَنْكَرَ قَوْلَهُ هَذَا , وَقَالَ: «بِئْسَ الْقَوْلُ يَجُوزُ سَمَاعُهُ إِذَا عَقَلَ فَكَيْفَ يَصْنَعُ بِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٍ , وَذَكَرَ أَيْضًا قَوْمًا»
قلتُ : وقد رجح ابن معين رواية إبراهيم بن سعد عن الزهري في جمع القرآن على رواية أصحاب الزهري منهم مالك بن أنس.
قال الدوري عن ابن معين في حديث جمع القرآن: "ليس أحد حدث به أحسن من إبراهيم بن سعد وقد حدث مالك بطرف منه"( تهذيب التهذيب).
وأما كلام النقاد في حال إبراهيم بن سعد:
(1): فقال الإمام أحمد : ثقة أحاديثه مستقيمة.
(2): وقال ابن معين : ثقة حجة و قال عباس الدورى : قلت ليحيى بن معين : إبراهيم بن سعد أحب إليك فى الزهرى ، أو ليث بن سعد ؟ فقال : كلاهما ثقتان.
(3): و ذكر ابن عدى فى " الكامل " عن عبد الله بن أحمد : سمعت أبى يقول : ذكر عند يحيى بن سعيد عُقَيْل و إبراهيم بن سعد ، فجعل كأنه يضعفهما ، يقول : عقيل و إبراهيم . ثم قال أبى : أيش ينفع هذا ، هؤلاء ثقات لم يخبرهما يحيى.
وقال ابن عيينة : كنت عند ابن شهاب فجاء إبراهيم بن سعد فرفعه و أكرمه و قال : إن سعدًا أوصانى بابنه و سعد سعد .
وقال ابن عدى : هو من ثقات المسلمين حدث عنه جماعة من الأئمة ، و لم يتخلف أحد فى الكتابة عنه ، و قول من تكلم فيه تحامل ، و له أحاديث صالحة مستقيمة عن الزهرى و غيره ( تهذيب التهذيب).
(4): قال الجوزجاني : وإبراهيم بن سعد صحيح الرواية عن الزهري . شرح علل الترمذي (2/674).
(5): قال الذهبي : إبراهيم بن سعد ثقة بلا ثُنيا، قد روى عنه شعبة مع تقدمه وجلالته، وقال : وسمع من الزهري ثم أكثر عن صالح عنه. ميزان الاعتدال (1/ 34).
(6): وقال الحافظ في التقريب : ثقة حجة تكلم فيه بلا قادح.
قلت : وأما ما نُقل عن صالح جزرة فقد أخرجه الخطيب في تاريخه (رقم الترجمة 3072) قال أنبأنا أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الكاتب، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن أَحْمَد الهروي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الفقيه، قَالَ: قَالَ صَالِح بْن مُحَمَّد: إِبْرَاهِيم بْن سعد سماعه من الزهري ليس بذاك لأنه كَانَ صغيرا حين سمع من الزهري.
قلت : وفي هذا الإسناد الحسين بن أحمد الهروي الصفار، وقد كذبه الحاكم وقال : كذاب لا يشتغل به.
قال البرقاني: قد كتبت عنه الكثير، ثم بان لي أنّه ليس بحُجّة، وضعّفه أبو عبد الله بن أبي ذُهَل الهَرَوِي (تاريخ الإسلام (52) ميزان الإعتدال 1974) وديوان الضعفاء 968 تاريخ بغداد 3996).
الوقفة الرابعة: قال الجهني خطيب أهل البدع : (ولذلك أكثر رواية إبراهيم بن سعد عن الزهري في الصحيحين يكون الواسطة بينهما صالح بن كيسان).
قلت : وهذا الكلام فيه تدليس وتلبيس ومجازفة فمقتضاه أن رواية إبراهيم عن الزهري فيها نظر. وفي هذا الكلام أيضا طعن في أحاديث الصحيحين التي من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري.
ويقال: ما أخرجه الشيخان من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري هل هي في المتابعات والشواهد أم هي في الأصول؟ لماذا لم تبين يا جاهل ويا ملبس ؟!
فقد أخرج البخاري ومسلم من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري أحاديث كثيرة في الأصول بل ما أخرجه البخاري من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري أكثر من خمسين حديثا.
ثم أقول : صالح بن كيسان المدني قد روى عنه كبار الحفاظ أيضا من أصحاب الزهري كمالك بن أنس وسفيان بن عيينة وابن جريج فرواياتهم عن صالح بن كيسان في الصحيحين لأن صالحا كان أكبر من الزهري.
قال ابن معين : صالح بن كيسان أكبر سنا من الزهرى ، سمع من ابن الزبير و ابن عمر .
وقال أحمد: صالح أكبر من الزهري قد رأى صالح ابن عمر (تهذيب التهذيب).
ثم أقول لهذا الأنوك : لم لم تذكر رواية معمر عن الزهري ؟ وقد ذكرها الشيخ ربيع في رده عليك ، فلم تذكرها وقد رأيتها يقينا لأنها شجى في حلقك وقذى في عينك فنعوذ بالله من الهوى والزيغ.
الخلاصة:
إن أثر الزهري رواه إبراهيم بن سعد عنه، وإبراهيم هذا قد وثقه ابن معين وأحمد وابن عدي والجوزجاني والذهبي وابن حجر وغيرهم من أئمة الحديث، وقد صححوا روايته عن الزهري، ولهذا أخرج الشيخان أحاديث كثيرة في الأصول من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري.
ثم إن إبراهيم بن سعد قد تابعه الإمام الحافظ معمر بن راشد عن الزهري كما تقدم. ولم يذكره الجهني في مقاله، مع أنه قد رآه في مقال الشيخ ربيع حفظه الله .
وكذلك رواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري كما ذكره ابن عبدالبر في التمهيد تعليقاً (4-240).
وما نقله الجهني الحدادي من طعن صالح جزرة في رواية إبراهيم بن سعد عن الزهري فقد علمتَ أيها القارئ الفاضل أن في إسناده الحسين بن أحمد الصفار وهو كذاب كما تقدم.
وحينئذ يتضح أنه لا وجه لاعتراض الجهني الجاهل بعلم الحديث على الشيخ العلامة المحدث الناقد ربيع المدخلي حفظه الله حين قال عن إسناد إبراهيم بن سعد أنه كالجبل.
وبهذا البحث المختصر يتبين جهل هذا المتعالم المغرور المتشبع بما لم يعط والمتطفل على علم الحديث والمتطاول على أئمته. فيصدق عليه المثل المعروف: (ليس هذا عشك فادرجي).
كما تبين بجلاء أن المتنفس الوحيد للجهني الحدادي هو الجهل والهوى والتلبيس والوقيعة في أئمة السنة ورميهم بالإرجاء وتسفيههم وتجهيلهم وتكذيبهم. وكما قال السلف:
(من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر) .
في حين أن متنفس الشيخ ربيع الوحيد بتوفيق الله وسداده هو اتباع الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح والذب عنه والرد على أهل الأهواء أمثالك، وتقدير واحترام علماء أهل السنة السابقين واللاحقين،كما شهد له أئمة الإسلام في عصره وأنت كنت تقر بذلك إلى عهد قريب قبل أن تنتكس وفي هواك ترتكس.
ويتبين أيضاً للقارئ اللبيب المنصف أن ما عنون به الجهني الجاهل مقاله السيء (رمتني بدائها وانسلت!!) إنما يصدق عليه هو لكثرة جهله وتلبيسه وخداعه، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
وأخيراً أقول إن باقي افتراءات هذا الجاهل في مقاله هذا قد تصدى لدحضها وإبطالها غير واحد من الإخوة النبهاء في شبكة سحاب السلفية ولله الحمد والمنة، فجزاهم الله خيراً وبارك فيهم ونفع بما كتبوا.
والحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
أبو محمد حسين السِّلْطِي.
منقول من شبكة سحاب السلفية
 



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
طالب العلم غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 08-26-2014 - 03:05 AM ]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (ج 7ص 21-28) :
لكل علم رجال يعرفون به
والعلماء بالحديث أجل هؤلاء قدراً وأعظمهم صدقاً وأعلاهم منزلة وأكثر ديناً !
وهم من أعظم الناس صدقاً و أمانة و علماً و خبرة فيما يذكرونه عن الجرح والتعديل مثل مالك وشعبة وسفيان ويحيى بن سعيد ...
وهذا علم عظيم من أعظم علوم الإسلام
ولا ريب أن الرافضة أقل معرفة بهذا الباب و ليس في أهل الأهواء و البدع أجهل منهم به
فإن سائر أهل الأهواء كالمعتزلة والخوارج مقصورون في معرفة هذا
ولكن المعتزلة أعلم بكثير من الخوارج
والخوارج أعلم بكثير من الرافضة
والخوارج أصدق من الرافضة وأدين وأورع
بل الخوارج لا نعرف عنهم أنهم يتعمدون الكذب بل هم من أصدق الناس ....
وأهل البدع سلكوا طريقاً آخر ابتدعوها اعتمدوا عليها ولا يذكرون الحديث بل ولا القرآن في أصولهم للاعتضاد لا للاعتماد
والرافضة أقل معرفة وعناية بهذا ؛ إذ كانوا لا ينظرون في الإسناد ولا في سائر الأدلة الشرعية و العقلية هل توافق ذلك أو تخالفه
و لهذا لا يوجد لهم أسانيد متصلة صحيحة قط
بل كل إسناد متصل لهم فلا بد من أن يكون فيه من هو معروف بالكذب أو كثرة الغلط
وهم في ذلك شبيه باليهود و النصارى فإنه ليس لهم إسناد
والإسناد من خصائص هذه الأمة
و هم من خصائص الإسلام
ثم هو في الإسلام من خصائص أهل السنة
والرافضة من أقل الناس عناية إذ كانوا لا يصدقون إلا بما يوافق أهواءهم وعلامة كذبه أنه يخالف هواهم
و لهذا قال عبد الرحمن بن مهدي أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم
وليس في أهل الأهواء أكثر كذباً من الرافضة بخلاف غيرهم
فإن الخوارج لا يكادون يكذبون بل هم من أصدق الناس مع بدعتهم وضلالهم ....
فالأصل في النقل أن يرجع فيه إلى أئمة النقل وعلمائه ومن يشركهم في علمهم علم ما يعلمون
وأن يستدل على الصحة و الضعف بدليل منفصل عن الرواية
فلا بد من هذا و هذا
وإلا فمجرد قول القائل رواه فلان لا يحتج به لا أهل السنة ولا الشيعة
وليس في المسلمين من يحتج بكل حديث رواه كل مصنف
فكل حديث يحتج به نطالبه من أول مقام بصحته ... انتهى
التعليق :
أقول ليتأمل المنصف السني السلفي
كيف أن الحدادية ومنهم هذا الجهني :
أسوأ حالاً من الخوارج السابقين فقد كانوا أهل صدق على بدعتهم
وأما الحدادية خوارج العصر فهم من أكذب الناس وأفجرهم
وأكثرهم إفكاً وحرباً على أهل السنة والتوحيد
وكيف شابه الحداديةُ : الروافض
في كونهم لا يصدقون إلا ما يوافق أهواءهم
وأن علامة كذب الخبر عند الروافض مخالفة أهوائهم !!
فلم يؤمنوا بأحاديث الشفاعة ولا بالآثار السلفية
بل ردوها لأهوائهم وعقائدهم الباطلة
وشابه الحداديةُ : الروافض في الفجور والكذب والبهتان
بل فاقوهم في ذلك
نسأل الله السلامة
الشيخ أحمد بازمول



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:59 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML