إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فيا عباد الله اشكروا نعمة الله عليكم اشكروا نعمة الله عليكم اشكروا نعمة الله عليكم بهذا الأمن الوافر وهذه النعم السابقة فإن الله سبحانه وتعالى امتن على قريش بمثل هذا فقال تعالى ( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف ) اشكروا نعمة الله عليكم بما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به ففي كتاب الله موعظة للمؤمنين وشفاء لما في صدور المؤمنين إن كتاب الله عز وجل إذا تلاه التالي بتدبر وتعبد لله وإخلاص له فإنه يزداد بذلك إيمانا ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون) إن المؤمن كلما تلى كتاب الله وصدق بما أخبر الله وقام بما أوجب الله وترك ما حرم الله فإن ذلك لاشك يزداد به إيمانا وقربا من الله عز وجل أيها المسلمون إن كتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يتركا شيئا ينفع الناس في دينهم ودنياهم إلا حثا عليه وأمرا به فإن الدين الإسلامي إنما جاء لتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتركها واجتنابها وإن من ما جاء به هذا الدين الإسلامي هذه الأمانات التي كلفها الإنسان وحملها بعد أن امتنع من حملها السماء والأرض يقول الله عز وجل ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملناها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) فما ابرمك أيها الإنسان وما أجهلك تعرض الأمانة تعرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال فتمتنع عن حملها ثم تحملها أنت أيها الإنسان ولكن كيف حملتها إنك حملتها بما أعطاك الله من أمرين عظيمين أحدهما العقل الذي تفرق به بين الضار والنافع وبين الحق والباطل والثاني الإرادة والتصرف فإن الإنسان مريد متصرف يختار ما يشاء ويترك ما يشاء ولكن اختياره وتركه واقع بمشيئة الله عز وجل وخلقه وتدبيره استمع إلى قول الله تعالى ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ) واستمع إلى قول الله عز وجل ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) وَإن الله تعالى أتم ذلك أتم ذلك بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون حجة للناس على الله من بعد الرسل ولقد كان أفضلهم وأتمهم شرعا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول الله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) أتدرون يا عباد الله أتدرون متى وأين نزلت هذه الآية الكريمة إنها نزلت يوم عرفة ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم واقف بعرفة ففي هذا شرف الزمان وشرف المكان وشرف الموضوع لهذه الآية الكريمة ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) فنسأل الله تعالى أن يرزقنا شكر هذه النعمة العظيمة اللهم ارزقنا شكر هذه النعمة العظيمة . عباد الله إن الأمانة مسؤولية عظيمة إنها عبء ثقيل على غير من خففه الله عليه إنها أي الأمانة التزام الإنسان بالقيام بحق الله تعالى وحق عباده على الوجه الذي شرعه الله مخلصا لله متبعا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهي كذلك التزام بالقيام بحقوق الناس من غير تقصير ولا إفراط كما تحبوا أن يقوموا بحقك فقم بحقهم والمؤمن هو الذي يحب لأخيه ما يحبه لنفسه أيها الإخوة إن الله تعالى أمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها وإذا حكمنا بين الناس أن نحكم بالعدل كما قال الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) وإن الناس اليوم على أبواب الاختبارات التي يختبر بها التلاميذ لينظر ماذا حصلوا في عامهم الدراسي وإن هذه الاختبارات أمانة وحكم فهي أمانة حين وضع الأسئلة وأمانة حين المراقبة وحكم حين التصحيح أمانة حين وضع الأسئلة فيجب على واضعي الأسئلة يجب عليهم أن يراعوا أحوال الطلبة وأن لا يأخذوا بالأعلى ولا بالأدنى بل بالمتوسط لا يأخذوا بالأعلى فيعجزوا التلاميذ ولا بالأدنى فيهملوا التلاميذ ولكن في الوسط وخير الأمور الوسط وكذلك هي أمانة حين المراقبة على التلاميذ فإن من المراقبين من يهمل ولا يبالي تجده يقف مع صاحبه يتحدثان طول ساعة الاختبار ولا يلتفت واحد منهما إلى التلاميذ ولا ينظر وهذا لا شك إضاعة للأمانة إضاعة لمسئولية عظيمة حملها هذا المراقب فإذا لم يقم بحقها فإنه مسئول عنها يوم القيامة أما كونها حكما فإن الإنسان إذا تسلم أوراق الإجابة فإن التلاميذ أمامه كأنهم خصوم كل يدلي بحجته فعليه أن يحكم بالعدل عليه أن لا يحابي صديقا ولا قريبا ولا غنيا ولا شريفا ولا وجيها وعليه كذلك أن لا يراعي فقيرا ولا ضعيفا ولا بعيدا ولا غير ذلك عليه أن يقوم بالعدل كما أمر الله به تبارك وتعالى فإقامة العدل واجبة على كل حال تجب على من تحب ومن لا تحب فمن استحق شيئا وجب إعطاءه إياه ومن لا يستحق شيئا وجب حرمانه منه أرسل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عبد الله بن رواحه إلى اليهود في خيبر ليخلص عليهم الثمار والزروع ويضمنهم مال المسلمين منها فأراد اليهود أن يعطوه رشوة فقال رضي الله عنه منكرا عليهم تطعمونني السحت والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي يعني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير ولا يحمل من بغضي لكم وحبي إياه أن لا أعدل عليكم فقالوا بهذا قامت السماوات والأرض أيها الإخوة تأملوا رحمكم الله هذا الكلام العظيم من هذا الصحابي الجليل كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم أعظم من محبة أي إنسان ويبغض اليهود أشد من بغض القردة والخنازير حب بالغ للنبي صلى الله عليه وسلم وبغض شديد لليهود يصرح بذلك ثم يقول لهم لا يحملني بغضي لكم وحبي إياه أن لا أعدل عليكم فرضي الله عن عبد الله بن رواحة ورضي الله عن جميع الصحابة وألحقني وإياكم بهم في جنات النعيم إنه على كل شيء قدير . أيها الإخوة إن العدل لا يجوز أن يضيع بين عاطفة الحب وعاصفة البغض يقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لله شُهَدَاءَ ِ بالقسط ولا يجرمنكم شنأن قوم على أن لا تعدلوا ) أي لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ويقول تعالى ( واقسطوا إن الله يحب المقسطين ) أي الذين يعدلون في أهليهم وما ولوا عليه ويقول تعالى ( وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) من هم القاسطون ؟ القاسطون هم الجائرون وهم من حطب جهنم والمقسطون هم العادلون وهم من أحباب الله وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال ( إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال ) أخرجهما مسلم في صحيحه . فاتقوا الله عباد الله وكونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين و الأقربين اللهم وفقنا جميعا لأداء الأمانة وارزقنا الحكم بالعدل والاستقامة وثبتنا على الهدى وجنبنا أسباب الهلاك والردى إنك جواد كريم بر رؤف رحيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله على إحسانه وأشكره على توفيقه و امتنانه واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وسلطانه وأشهد أن محمد عبده ورسوله الذي أيده ببرهانه صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه وأنصاره وأعوانه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
فيا عباد الله أتقو الله تعالى و اعدلوا وأن تعدلوا هو أقرب للتقوى وإنني أقول لكم إن العدل واجب أن العدل واجب في جميع الحقوق واذكر منها فوق ما سبق في الخطبة الأولى أذكر منها العدل بين الزوجات فإن العدل بين الزوجات أمر واجب لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل ) يجئ يوم القيامة بين الخلائق جميعها وشقه مائل لأنه لم يعدل بين الزوجتين ولقد كان بعض الناس يبتلى بترك العدل بين الزوجتين حتى يبقي الأخرى كالمعلقة فلا يقوم بحقها لا في القسم ولا في النفقة ولا في ما يجب فيه العدل وهذا حرام عليه وما أكثر النساء اللاتي يشكين مثل هذا من بعض الأزواج وإنني أحذر هؤلاء أقول لهم لا تجعلوا نعمة الله عليكم بتيسير الزوجتين أو أكثر لا تجعلوا هذه النعمة نغمة تكون وبال عليكم يوم القيامة اعدلوا ولو شق عليكم ذلك ومن المعلوم أن كمال العدل في بعض الأمور لا يمكن فإن المحبة لا يمكن أن يسوي الإنسان بين الزوجتين فيه لأن المحبة أمر يلقيه الله عز وجل في القلب ولهذا قال الله تعالى ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) لكن الشيء الذي يمكنك أن تعدل فيه يجب عليك بكل حال فلا يجوز أن تعطي هذه كسوة دون الأخرى ولا يجوز أن تعطي هذه حلي دون الأخرى ولا يجوز أن تضحك إلى هذه دون الأخرى ولا يجوز أن تأتي إلى إحداهما في يوم الأخرى دون الأخرى وهلم جرا فعليك أيها الأخ عليك أن تعدل بين نسائك في كل ما تقدر عليه من بذل مال أو سماحة نفس أو إقامة في ليلتها أو غير ذلك لا تظن أن الدنيا باقية إن الدنيا فانية وإن هذه المرأة التي أضعت حقوقها سوف تطالبك بها يوم القيامة عند أحكم الحاكمين رب العالمين فما جوابك حينئذ إنك لا تستطيع الجواب لأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد بين لك والله تعالى قد أعطاك إرادة واختيارا وعقلا وتمييزا أفرأيت لو كانت بنتك هذه الزوجة التي أضعت حقوقها أترضي أن يضيع الزوج حقوقها إنك لا ترضى أبدا فإذا كنت لا ترضي أن يجور زوج ابنتك عليها فكيف ترضي أن تجور على ابنة الناس أهذا من العدل ؟ إن هذا ليس من العدل إن هذا جور ظاهر فعليك يا أخي إذا أردت أن تعامل غيرك معاملة عليك أن تقدر قبل أن تعامله لو عاملك أحد بها أكنت ترضى بها فإن كنت ترضى بها وهي من ما أحله الله فعامله وإلا فلا تعامله قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ) هذا هو الميزان أيها الأخ هذا هو الميزان لمن أراد أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة وكلنا نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يزحزحنا عن النار وأن يدخلنا الجنة اللهم زحزحنا عن النار و أدخلنا الجنة يا رب العالمين اللهم اختم لنا بخاتمة السعادة اللهم أجعل خير أعمالنا آخرها وخير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا وأسعدها يوم نلقاك يا رب العالمين . أما الشق الثاني من الحديث ( وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه) هذا أيضا ميزان لمن أراد أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة أن يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه فانظر يا أخي إذا عاملت غيرك هل تحب أن يعاملك بمثل هذه المعاملة وهي من ما أحله الله إن كان الأمر كذلك فعامله وإن لا فأحجم عن معاملته . أيها الإخوة لقد سمعنا في الأخبار أن إخواننا في البوسنة والهرسك أن إخواننا يجمعون جنودهم لأجل أن يهاجموا على الصرب النصارى وفي هذه الحال ينبغي لنا أن ندعو الله مخلصين أن ينصر إخواننا على أعدائهم اللهم إنا نسألك أن تنصر إخواننا في البوسنة والهرسك اللهم انصرهم على عدوهم الصرب الظالمين الطاغين المعتدين الخائنين اللهم إنا نسألك في هذا المقام ونحن في انتظار فريضة من فرائضك وقلوبنا متعلقة بك يا رب العالمين نسألك اللهم أن تنزل نصرك على إخواننا في البوسنة والهرسك اللهم انصرهم على عدوهم اللهم كن معهم اللهم ثبتهم اللهم اجعلهم كأهل بدر حين تقول وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى اللهم سدد سهامهم اللهم ثبت أقدامهم اللهم كن معهم على أعدائهم اللهم يا قريب يا مجيب يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب ويا هازم الأحزاب نسألك اللهم يا ذا الجلال والإكرام يا منان ويا بديع السماوات والأرض أن تنزل بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين في جند الصرب الطاغين المعتدين يا رب العالمين اللهم أنت القوي وهم الضعفاء وأنت العزيز وهم الأذلة وأنت القادر وهم العاجزون نسألك اللهم أن تنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين اللهم فرق جموعهم اللهم شتت شملهم اللهم اهزم جندهم اللهم اجعلهم عبرة للناس يا رب العالمين اللهم أرنا فيهم ما يسرنا عاجلا غير آجلا يا رب العالمين اللهم إن دول النصارى قد تكالبت على المسلمين من كل جانب فنسألك اللهم أن تصدها عن المسلمين وأن تجعل كيدها في نحرها يا رب العالمين اللهم نسألك أن تنصر إخواننا المسلمين في الشيشان على أعدائهم الروس الملحدين الطاغين يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير اللهم أنت الغني ونحن الفقراء وأنت القوي ونحن الضعفاء اللهم إنا لا نملك في هذا المكان إلا أن ندعوك ونحن واثقون بأنك قريب مجيب نحن واثقون بوعدك الصادق الذي لا يخلف (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ) ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) اللهم إنا ندعوك أن تنزل بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين في الصرب المعتدين الظالمين يا رب العالمين اللهم انصر إخواننا المسلمين المجاهدين في البوسنة والهرسك والشيشان وفي كشمير و غيرها على أعدائنا يا رب العالمين اللهم انصرهم على أعدائنا اللهم انصرهم على أعدائنا أيها الإخوة إنني آمل منكم أن تكثروا الدعاء دعاء الله عز وجل أن ينصر إخوانكم في البوسنة والهرسك على هؤلآء الطغاة المعتدين إن الأمم النصرانية لا يخفي على أي إنسان عاقل أن لها ميلا عظيما إلى دول النصارى ففي الأسبوعين القادمين ارتهن الصرب جنود الأمم المتحدة وما زالوا يتكلمون معهم بالهدوء وشيء من الصمت أما البوسنة والهرسك لما جندوا الجنود ليفكوا الحصار عن بلادهم قامت القيامة وصارت الجلسات وصارت المحادثات وهم على وشك أن يأمروا جنود الحلف الأطلسي لأجل أن يصدوا المسلمين عن مهاجمة الصرب ولكن الله من ورائهم محيط إننا واثقون بربنا عز وجل أن ينصرنا عليهم وأن يجعل كيدهم في نحورهم اللهم إنا نسألك أن تجعل كيد النصارى جميعا في نحورهم يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير أيها الإخوة اكثروا من الدعاء ألحوا على الله عز وجل فإن الله يحب الملحين في الدعاء أن ينصر إخوانكم المجاهدين في كل مكان إنهم والله إخوانكم إنك لو تصورت كيف يأتي هؤلآء الكفرة المجرمون فينتهكوا أعراض بنات المسلمين ويدمروا مساجدهم ويتلفوا مكتباتهم وكتبهم والله إنها لمصيبة كبرى ونحن هنا نتنعم بما أنعم الله علينا من كل فاكهة ومن كل بطيخ وغيره هل يليق بنا إن الإنسان وإن شبع فإنه والله يندم يقول كيف أشبع وإخواني هناك يقتلون وتنتهك أعراضهم وما أقل حق لهم علينا إلا أن ندعو الله لهم مخلصين في كل حال يكون فيها الإنسان أقرب إلى الإجابة أن الله ينصرهم على أعدائهم اللهم إنا قد دعوناك كما أمرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا اللهم إنا أمة محمد نؤمن بك وكتابك ورسولك فنسألك اللهم أن تنصرنا على أعدائنا يا رب العالمين اللهم انصرنا على أعدائنا يا رب العالمين اللهم انصرنا على أعدائنا يا رب العالمين اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
من موقع بن عثيمين