منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى التوحيد والعقيدة


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية الواثقة بالله
 
الواثقة بالله
المراقب العام

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,225 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي أسباب نجاة الأمة / لمعالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله تعالى

كُتب : [ 09-23-2014 - 10:55 PM ]

[أسباب نجاة الأمة]
لمعالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
حفظه الله تعالى


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى حكمته أجرى الامتحان والابتلاء على بني آدم من أول الخلق إلى أخره أولهم أبوهم آدم عليه السلام وما جرى له من المحنة والابتلاء مع عدوه إبليس الذي حسده وتكبر عليه ماذا حصل لآدم عليه السلام وزوجه حواء عليها السلام،

ثم إن الله سبحانه وتعالى وفق الأبوين للتوبة والرجوع على الله عزّ وجل، {قَالَا رَ‌بَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ‌ لَنَا وَتَرْ‌حَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ} ﴿الأعراف: ٢٣﴾، تاب الله عليهما، {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّ‌بِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّ‌حِيمُ} ﴿البقرة: ٣٧﴾.

لكن بعد الابتلاء والامتحان، وكذلك توالت المحن على بني آدم عبر القرون بين الرسل وأتباعهم وبين أعدائهم من الكفار والمنافقين، شياطين الإنس والجن،
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ} ﴿الأنعام: ١١٢﴾،

{وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِ‌مِينَ وَكَفَىٰ بِرَ‌بِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرً‌ا} ﴿الفرقان: ٣١﴾، ولكن الرسل وأتباعهم من المؤمنين ثبتوا على الحق فأنجاهم الله سبحانه وتعالى، { ثُمَّ نُنَجِّي رُ‌سُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿يونس: ١٠٣﴾}، {
نُنَجِّي رُ‌سُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا}.

غير الرسل لا ينجوا إلا بالإيمان ثم أكد ذلك بقوله تعالى وكذلك ننجي المؤمنين قال تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ‌ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٧﴾}. بهذا الوصف وصف الإيمان فإذا تمسك المؤمنون بإيمانهم وثبتوا على دينهم نجاهم الله سبحانه وتعالى من الفتن وجعل العاقبة لهم على مدار الأزمان إلى أن تقوم الساعة، والدنيا دول.

والحق منصور وممتحن ،،، فلا تعجب فهذه سنة الرحمن

وهذه حكمة الله جلّ وعلا من أجل أن يتميز أهل الإيمان من أهل النفاق. {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَ‌كُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴿٣﴾}.

{ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَانتَصَرَ‌ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴿٤﴾ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ﴿٥﴾ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّ‌فَهَا لَهُمْ ﴿٦﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُ‌وا اللَّـهَ يَنصُرْ‌كُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴿٧﴾}

فلا نعجب في هذه الأيام من تطاول الكفار والمنافقين على أهل الإيمان وعلى أهل الإسلام لا نعجب هذه سنة الله جلّ وعلا في خلقه. {لِيَمِيزَ اللَّـهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْ‌كُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُ‌ونَ} ﴿الأنفال: ٣٧﴾

لا نعجب إذا حصل للمسلمين في هذا الزمان من أعداء الله من الكفار اختلال في توجهاتهم ومحنهم ومن المنافقين والذين في قلوبهم مرض من الذين يدعون الإسلام أن حصل على المسلمين ما ترونه وتسمعونه من الابتلاء والامتحان، ولكن لابد من الصبر ولابد من الاحتساب والعاقبة للمتقين.

{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَ‌كُوا أَذًى كَثِيرً‌ا وَإِن تَصْبِرُ‌وا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ‌} ﴿آل عمران: ١٨٦﴾

وفي آية أخرى: {وَإِن تَصْبِرُ‌وا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّ‌كُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّـهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} ﴿آل عمران: ١٢٠﴾

بهذا الشرط، صبر والثبات وعدم التنازل عن شيء من الدين لأجل إرضاء الكفار والمنافقين، مهما كلف الأمر، ومهما بلغ الثمن، لابد من الثبات، ولابد من الصبر كما قال جلّ وعلا: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِ‌نَا لَمَّا صَبَرُ‌وا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} ﴿السجدة: ٢٤﴾.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عند هذه الآية: "بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين". بالصبر واليقين
{لَمَّا صَبَرُ‌وا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} بالصبر واليقين تنال الإمامة والدين.

أما بدون صبر بدون يقين فإن الإمامة صعب منالها، ونبينا صلى الله عليه وسلم في أخر حياته وعظ الناس كما في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وزرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله! كأنها موعظة مودع فأوصنا؟ قال: ((أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، فإن من يعش منكم فسيرى اختلاف كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم بمحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة))".

النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الوصية أوصانا بتقوى الله، وهي كلمة جامعة تجمع خصال الخير كلها، والتقوى معناها أن تجعل بينك وبين من تخاف وقاية تقيك منه، وقاية تقيك من المحذور، فاجعلوا بينك وبين الرمضا وقاية تقي رجلك، وبينها وبين الشوك وقاية تجعل بينك، وبين السلاح وقاية تقيك منه، تجعل بينك وبين الحر والبرد وقاية تقيك منه، هذا في الأمور المحسوسة.

وكذلك تجعل بينك وبين غضب الله وعقابه وبين النار وقاية لتقوى الله جلّ وعلا بفعل أوامره وترك نواهيه لا يقيك من عذاب الله ومن غضب الله ومن النار لا تقيك الدروع والحصون والجنود والثياب،

وإنما يقيك تقوى الله سبحانه وتعالى بفعل أوامره وترك نواهيه، ثم قال: ((والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد)). من أسباب النجاة أن الأمة: تطيع وتسمع لولي أمرها حتى يكون لها جماعة، يكون لها دولة، يكون لها قوة، يكون لها جنة تتقي بها الأعداء، الجماعة والاجتماع بين المسلمين.

{واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}، ولا تتم الجماعة إلا بقيادة إلا بإمامة ولا تتم الإمامة والقيادة إلا بسمع وطاعة لولي الأمر، ما لم يأمر بمعصية الله، وإن تأمر


عليكم عبد، مهما كان هذا الأمير حتى ولو كان ليس له نسب عربي، ونسب قبلي ولو كان عبداً مملوكاً، أو معتقاً أو ليس له نسب عربي العبرة ليست هي بالنسب العبرة بالمنصب.

فولي الأمر يطاع ولي أمر المسلمين يطاع مهما كان، لأن هذا من مصلحة المسلمين من جمع الكلمة، السمع والطاعة السمع لولي الأمر والطاعة لولي الأمر إلا ما استثناه الرسول صلى الله عليه وسلم من قوله صلى الله عليه وسلم:
((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)).

فهو لا يطاع في المعصية، وإنما يطاع في ما عدا المعصية ليس معنى أنه إذا أمر بمعصية إننا نخرج عليه ونشق العصا؛ لا لا نطيعه في تلك المعصية، ولكن نطيعه في الأمور الأخرى التي ليس فيها معصية.

ثم بين صلى الله عليه وسلم بين صلى الله عليه وسلم ما يكون في المستقبل وأن الأمة بحاجة إلى هذه الوصية وهي السمع والطاعة لولي الأمر، فقال: ((فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين)).

هذا سبب أخر من أسباب النجاة،

السبب الأول: السمع والطاعة لولي الأمر، ولأمر المسلمين.

السبب الثاني: التمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم تمسك في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقال: ((اختلافاً كثيراً)). وليس اختلافاً يسيراً وإنما كثير وكثير ولا ينجي الأمة من هذا الخلاف إلا التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه خلفائه الراشدون، بل وما كان عليه المهاجرون والأنصار.

{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِ‌ينَ وَالْأَنصَارِ‌ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّ‌ضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَ‌ضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِ‌ي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ‌} ﴿التوبة: ١٠٠﴾

هذا هو السبب الثاني، التمسك لما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولما أخبر صلى الله عليه وسلم أنه سيحصل اختلاف وافتراق، قال: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة افترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستختلف هذه الأمة على ثلاثاً وسبعين فرقة)). أكثر من الأمم السابقة ثلاث وسبعين فرقة ((كلها في النار إلا واحدة)). قلنا: من هي يا رسول الله؟ قال: ((من كان على ما أنا عليه وأصحابي)).

ما أنا عليه وأصحابي، فلا ينجي من فتنة الاختلاف في كل وقت ولا سيما في آخر الزمان لا ينجي إلا التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وما كان عليه صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه، هذا هو الذي ينجي من النار.

ولذلك سميت فرقة أهل السنة والجماعة، سميت الفرقة الناجية من أي شيء؟ من الفتن، والناجية من النار يوم القيامة، هي الناجية وما عداها فإنه لا ينجوا، كلها في النار إلا واحدة، كلها في النار لمخالفتها وافتراقها، إلا من ثبت، إلا من ثبت على الحق، ولا يحصل الثبات على الحق وعلى سنة الرسول الصحابة إلا بالعلم النافع.

كيف تثبت على شيء وأنت تجهله؟

لا بد نتعلم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه هو وأصحابه حتى نثبت عليه ونتمسك به، وقال حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه: "كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني".

كنت أسأله عن الشر مخالفة أن يدركني، يطلب من الرسول أن يُبين له ما يحصل من الشر في المستقبل حتى يكون على علم منه، وحتى يسلم منه، وهذا لا يحصل إلا بالعلم، أسأله، تعلّم هذا، "أسأله عن الشر مخالفة أن يدركني".

فلما بيّن له صلى الله عليه وسلم ما يحصل بعده من الاختلافات المتكررة، قال له حذيفة: ما تأمرني يا رسول الله! إن أدركني ذلك؟ قال: ((أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)).

هذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بتقوى الله والسمع والطاعة)). ((أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم))، ولا تذهب مع الفِرق، تطير مع الفِرق الطائشة،

بل عليك بالثبات،

عليك بالتأني،

عليك بالفقه في دين الله،

عليك بالنظر إلى ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فتأخذ به.

عليك بالسمع والطاعة لولي أمر المسلمين وتكون مع جماعة المسلمين.

قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)). قلت: يا رسول الله! فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: ((فاعتزل تلك الفرق كلها)).

اعتزل تلك كل الفرق كلها، ما دام ليس لهم جماعة ولا إمام ثابتون على كتاب الله وسنة رسوله فاعتزلها كلها، لأن كلها على ضلال، ولا تكن معها، ((ولو أن تعضّ على أصل شجرة حتى يأتيك الموت)). أما ما دام يوجد للمسلمين جماعة وإمام فلا تنفرد كن مع المسلمين، مع جماعة المسلمين، حتى تنجو وتسلم.

كذلك من أسباب النجاة: التمسك بعقيدة التوحيد، وإفراد الله جل وعلا بالعبادة وتجنب الشرك، تجنب الشرك الأكبر والأصغر، هذا هو أصل العقيدة، وهذا هو أصل النجاة من النار مَن تمسك به.

قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} ﴿الأنعام: ٨٢﴾. {
آمَنُوا} الإيمان هو التوحيد بعبادة الله، وترك عبادة ما سواه، {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم} أي توحيدهم، {بِظُلْمٍ} أي: بشرك، لأن الشرك إذا خالط التوحيد أفسده.

لا يستقيم التوحيد مع وجود الشرك أبداً، ضدّان لا يجتمعان، لا يجتمع توحيد وشرك أكبر، أما شرك أصغر يمكن، لكن توحيد وشرك أكبر لا يمكن أن يجتمع أبداً.

{وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} ولم يخلطوا توحيدهم بشرك، {
بِظُلْمٍ} بشرك، كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم لما أشكلت هذه الآية على الصحابة، وقالوا يا رسول الله أينا لم يظلم نفسه؟ قال: ((إنه ليس بالذي تعنون إنه الشرك، أما سمعتم قول العبد الصالح: {إِنَّ الشِّرْ‌كَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}))، {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِ‌كْ بِاللَّـهِ إِنَّ الشِّرْ‌كَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ﴿لقمان: ١٣﴾.

فالمراد في الظلم في هذه الآية: الشرك، فمن سلم من الشرك حصل له الأمان في الآخرة والدنيا، وحصلت له الهداية، الهداية بأن يكون على الحق.

قال سبحانه وتعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ -شوف- آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْ‌تَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِ‌كُونَ بِي شَيْئًا} ﴿النور: ٥٥﴾.

بهذا الشرط، لا تحصل هذه المطالب العظيمة إلا بهذا الشرط: {
يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِ‌كُونَ بِي شَيْئًا}، فإذا حصل هذا الشرط؛ وهو عبادة الله وترك عبادة ما سواه حصلوا على هذه الوعود الكريمة من الله سبحانه وتعالى، {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْ‌تَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}،

مقاصد عظيمة لا تحصل إلا بالتوحيد، وهو عبادة الله جل وعلا وترك عبادة ما سواه، هذا هو التوحيد، إفراد الله جل وعلا بالعبادة، وكذلك تجنب البدع لأن البدع بريد الشرك، البدع بريد الشرك، توصل إلى الشرك.

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)). وفي رواية: ((وكل ضلالة في النار)).

فكما نتجنب الشرك نتجنب البدع.

وتجنب الشرك هو معنى لا إله إلا الله، "لا إله إلا الله" معناها إفراد الله جل وعلا بالعبادة وترك عبادة ما سواه، هذا هو معنى لا إله إلا الله.

ومعنى محمد رسول الله، ترك البدع، لأن الرسول هو الذي جاءنا ببيان الحق والدين، فنحن نعبد الله على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، ما ترك لنا شيئًا فيه خير إلا بينه لنا، ما ترك شيئًا فيه شر إلا بيّنه لنا عليه الصلاة والسلام.

فهذا من أعظم أسباب نجاة الأمة، تمسكها بالعقيدة، تمسكها بالتوحيد، تجنبها للشرك، تجنبها للبدع والمحدثات، هذه أسباب، بل هو الأصل.

أصل الأسباب هو التوحيد، وتجنب الشرك، وتجنب البدع والمحدثات في الدين.

وكذلك من أسباب النجاة: نجاة الأمة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأمر المعروف والنهي عن المنكر هو أعظم أسباب نجاة الأمة.

فما دام الأمر بالمعروف لا يعني المنكر موجودين فإن الأمة تنجو، وإذا تركت الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هلكت، كما ذكر الله لنا في قصة بني إسرائيل لما اعتدوا في السبت.

لما اعتدوا في السبت، ونهاهم الصلحاء عن عدوانهم، فلم يمتثلوا، وسكت من جماعة من الصلحاء لم ينهوهم، بل قالوا: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّـهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَ‌ةً إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} ﴿الأعراف: ١٦٤﴾

قال الله سبحانه وتعالى: {فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَ‌دَةً خَاسِئِينَ} ﴿الأعراف: ١٦٦﴾

قال سبحانه وتعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْ‌يَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَ‌ةَ الْبَحْرِ‌ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} ﴿الأعراف: ١٦٣﴾

اعتدوا في أي شيء في السبت؟، يوم السبت؟ على صيد الحيتان، فقد نهاهم الله تعالى عنه، لكن احتالوا عليه بوضع الشباك التي تمسكه لهم إلى يوم الأحد، ثم يأخذونه يوم الأحد، ويظنون أنهم ما اعتدوا، عملوا حيلة على حرمات الله.

{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَ‌دَةً خَاسِئِينَ} ﴿البقرة: ٦٥﴾

{وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْ‌يَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَ‌ةَ الْبَحْرِ‌ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّ‌عًا} ﴿الأعراف: ١٦٣﴾

هذا من الابتلاء، يوم السبت تكثر الحيتان يشوفنه فتغريهم في الصيد إبتلاء


وامتحان.

{وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ} ﴿الأعراف: ١٦٣﴾ إبتلاء وامتحان. {كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} ﴿الأعراف: ١٦٣﴾.

{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّـهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَ‌ةً إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} ﴿الأعراف: ١٦٤﴾

{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُ‌وا بِهِ}، ما قبلوا النصيحة، {نَسُوا مَا ذُكِّرُ‌وا}، لما يقبلوا النصيحة، {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُ‌وا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} ﴿الأعراف: ١٦٥﴾

فلم ينج إلا الذين أنكروا المنكر، فلا نجاة لهذه الأمة إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكما مثّل النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، والذين لا يأمرون ولا ينهون،

شبههم صلى الله عليه وسلم: بقوم استهموا على سفينة استهموا، يعني اقترعوا عملوا القرعة أيهم يكون في أعلى السفينة وأيهم يكون في أسفلها، استهموا على سفينة ((فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها))، فقال الذين في أسفل السفينة: لو خرقنا في نصيبنا خرقاً نأخذ منه الماء ولا نؤذي من فوقنا، سفاهه، يعني يخرقون السفينة وهي في عباب البحر، لو خرقنا في جانبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا ما هم راجعين لأهل العلم وأهل الفضل وأهل التقى؛ بل يبون يمشون على رأيهم، وهذا مثل من وقع في المنكر.

قال صلى الله عليه وسلم: ((مثل القائم على حدود الله))، وهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، ((مثل القائم على حدود الله والواقع فيها))، وهم الذين يعملون المنكرات، ((كمثل قوم استهموا)). أي: اقترعوا على سفينة، ((فأصاب بعضهم أعلاها))، هذا هو الطيب هو الزين، ((وأصاب بعضهم أسفلها))، وكان الذين في الأسفل إذا أرادوا الماء يصعدون ويأخذون الماء من فوق،

فقالوا: ما هو لازم نرجع ونؤذي من فوقنا نخرق في نصيبنا خرقاً ونأخذ الماء من عندنا، فلما خرقوه، يعني: لو خرقوه لخرقت السفينة بالجميع، فإذا أخذ الذين في أعلى السفينة على يد الذين في أسفلها ومنعوهم من الخرق نجوا جميعاً، ولو تركوهم يخرقون لهلكوا جميعاً.

كذلك هذا مثال واضح أن أهل المعاصي وأهل الفجور وأهل الشهوات لو تُركوا لأهلكوا الأمة، فلا بد أن أهل الحلم وأهل الرأي وأهل الدين لا بد أن يأخذوا على أيديهم، حتى ينجوا المجتمع كله من عذاب الله، فإن تركوهم في المعاصي والمخالفات والشهوات هلك الجميع الصالح والطالح.

{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ﴿الأنفال: ٢٥﴾؛

العقوبة إذا نزلت على العصاة فإنها تأخذ الصالح والطالح، إلا من أنكر فإنه ينجو، وأما لم ينكر فإنه يهلك، ولو كان صالحاً يهلك مع الهالكين، كما سمعتم في قصة أصحاب السبت الذين سكتوا ما ذكر الله عنهم شيء، إنما ذكر الذين ينهون عن السوء، {أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} ﴿الأعراف: ١٦٥﴾.

أما الفريق الثاني: الذي قالوا لماذا تنصحون؟ أتركوهم، الله جل وعلا سكت عنهم، فلا يُدرى هل هم من الناجين ولّا مع الهالكين، الظاهر أنهم مع الهالكين، ولما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى:


{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا مِن بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْ‌يَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿٧٨﴾ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ‌ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٧٩﴾} ﴿المائدة﴾

سبب اللعنة أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، فلعنهم الله جميعاً.

قال صلى الله عليه وسلم: ((كلا والله؛ لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطراً، ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض، ثم يلعنكم كما لعنهم)).

كثير من الناس يلقون بالمسؤولية على غيرهم، الأمر بالمعروف يقولون الشرع على فلان فلان، هو اللي، الهيئة، فلان نعم الهيئة عليها هيئة الأمر بالمعروف والنهي على المنكر عليها واجب عظيم، وهذا عملها، لكن أيضاً أنت عليك مسؤولية، كل مسلم عليه مسؤولية، ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقله، وذلك أضعف الإيمان)).

أما أن تقول: أن هذا ما هو بعليّ، هذا على الهيئة فقط، وتُدلس تكون مع الناس ولا تنكر ولا تنهى ولا تنصح ولا تدعو إلى الله ولا تعظ ولا تُذكر، هذا هلاك؛ من لم يستطع فبلسانه، من لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان، ثم أنت عليك واجب أيضاً، عليك أهل بيتك، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارً‌ا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَ‌ةُ} ﴿التحريم: ٦﴾.

الهيئة ما تدري عن الذي في بيتك، ولي الأمر ما يدري عن الذي في بيتك، أنت المسؤول عن الذين في بيتك من النساء والأولاد والضيوف، أنت المسؤول لأن الناس ما يدرون عن الذين في بيتك، فأنت المسؤول.

فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الأمير راع ومسؤول عن رعيته، وصاحب البيت راع ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)).

فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مشترك، لا يُعفى عنه مسلم، لكنه بحسب الاستطاعة، ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده))، صاحب البيت يغير باليد، له اليد على أهل بيته، له اليد على أهل بيته، الله أعطاك اليد على أهل بيتك، تُغير بيدك، تُخرج المنكر من بيتك، تضرب، تُؤدب في بيتك ولا أحد يعترض عليك، لأنك راع على أهل بيتك، تقول: لا هذا على الهيئات تخلي بيتك يخرب، وتقول هذا على الهيئات؛ هذا غلط عظيم.

فعلى المسلمين أن يقوم كلٌ منهم بما ولّاه الله، فراعي البيت مسؤول عن أهل بيته، مدير المدرسة مسؤول عن مدرسته وما فيها من أسرة التدريس والطلاب مسؤول عنهم، مدير الإدارة مسؤول عن الموظفين الذين يتبعون، كل واحد عليه مسؤولية يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،

ويدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، أما أنه كل يسكت ويدلس، ويقول الشرع على فلان، لا يا أخي؛ فلان نعم عليه مسؤولية، لكن أنت عليك مسؤولية، فلا بد من هذا الأمر، هذا هو سبيل النجاة للأمة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

وأن يقوم كل واحد من المسلمين بما يستطيع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يتركه وهو يستطيع، أبداً، حتى ولو في قلبه ما أحد يعجز أن ينكر المنكر بقلبه، أبداً، يعني يكره المنكر ويبتعد عنه ويبتعد عن أهله ما أحد يعجز هذا،

نعم، يعجز عن اليد يعجز عن اللسان، لكن القلب ما أحد يعجز، عن إنكار المنكر بقلبه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)).

فالذي لا ينكر المنكر بقلبه ليس بمؤمن، ليس في قلبه ولا حبة خردل من الإيمان، إذا رضي بالمنكر ولم ينه عنه، ولكم يكرهه في قلبه؛ فليس فيه إيمان ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل، فهذه أسبابٌ مجملة، أسباب النجاة، نجاة الأمة.

* أولاً: السمع والطاعة لولاة الأمور بالمعروف.

* ثانياً: التمسك بالكتاب والسنة، { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّ‌قُوا} ﴿آل عمران: ١٠٣﴾

{وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَ‌اطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّ‌قَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ﴿الأنعام: ١٥٣﴾

* ثالثاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كلٌ بحسب استطاعته ومقدرته، {
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ‌ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ﴿المائدة: ٢﴾.

كذلك من أسباب نجاة الأمة أيضاً: التآخي والمحبة بين المسلمين، ((المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً)). ((مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).

تناصح بين المسلمين، ((الدين النصيحة)) قلنا لمن يا رسول الله؟ قال:
((لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم)).

المحبة بين المسلمين: قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)).

الإصلاح بين المسلمين: {لَّا خَيْرَ‌ فِي كَثِيرٍ‌ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ‌ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُ‌وفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْ‌ضَاتِ اللَّـهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرً‌ا عَظِيمًا} ﴿النساء: ١١٤﴾

{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَ‌ىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ‌ اللَّـهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٩﴾ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٠﴾} ﴿الحجرات﴾.

وكذلك من أسباب نجاة الأمة: زوال البغضاء بينها، وزوال السخرية بعضهم من بعض، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ‌ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرً‌ا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرً‌ا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ﴿الحجرات: ١١﴾


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرً‌ا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِ‌هْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ رَّ‌حِيمٌ} ﴿الحجرات: ١٢﴾

هذه أسباب النجاة، أن يكون المجتمع نزيهاً، متحاباً في ما بينه، لا يغش، المسلم لا يغش أخاه في المعاملة، ولا يخدعه في البيع، ولا يخطب على خطبته، ولا يبع على بيعه، ولا يشتري على شرائه، يحترم أخاه،

((المسلم أخو المسلم لا يحقره، ولا يخذله، بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه)). هكذا، هذه أسباب النجاة. أن تسود المحبة بين المسلمين، والتناصح، والتآمر بالمعروف، والتناهي عن المنكر، والتعاون على البر والتقوى، هذه أسباب النجاة.

وقال الإمام مالك رحمه الله: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها". وأولها بماذا صلح؟ صلح بالإسلام، والاستقامة على الدين.

كذلك آخرها لا يصلح إلا بهذا الشيء. إلا بما أصلح أولها. أما إذا انفصل آخر هذه الأمة عن أولها حصل الهلاك، كما يقول دعاة الضلال الآن، يقولون: هذه الأوامر وهذه النواهي هذا للي راحوا، للأولين، ما تصلح بهذا الزمان، الولاء والبراء ما يصلح بهذا الزمان؛ يعني القرآن انتهى عند هؤلاء الطغاة، ما يعمل به الآن، نحتاج إلى دينٍ جديد، نحتاج إلى نظامٍ جديد، وما كأن الرسول صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى العالمين، ورسولاً إلى أن تقوم الساعة، هو رسول رسالته قائمة وباقية إلى أن تقوم الساعة، ودينه باقية إلى أن تقوم الساعة، وكامل وشامل لكل زمان ومكان....)

__________
ألقيت هذه المحاضرة يوم الخميس: (15/11/1424)


الرَّابط الصَّوتي



المصدر: منتديات نور اليقين
 



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس
الجوهرة غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )  أعطي الجوهرة مخالفة
الجوهرة
عضو مميز
رقم العضوية : 10
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة : في قلب أمي الحبيبة
عدد المشاركات : 2,106 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 10-29-2014 - 03:01 AM ]

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




توقيع : الجوهرة
يقول الحسن البصري رحمه الله :
تفـقـَّـد الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة والقرآن والذكر ،
فإن وجدت ذلك فأمضي وأبشر ، وإلا فاعلم أن بابك مغلق فعالج فتحه .
رد مع اقتباس
لليان غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 3 )  أعطي لليان مخالفة
لليان
عضو مميز
رقم العضوية : 70
تاريخ التسجيل : Nov 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 549 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 12-27-2014 - 04:08 PM ]

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:19 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML