قال الشيخ الفاضل عبدالله البخاري ـ حفظه الله ـ "
وأما أن شيخنا رحمه الله جادل هذا الرجل ـ نعم ـ فهو قد جادل رجلا في السودان اسمه محمود طه أو طه محمود ـ نسيت الآن واحد من هذا ، هذا أو ذاك ـ ناظره لأنه ادعى الألوهية ما هو ادعى النبوة ،وكان من حسنات شيخناـ رحمه الله ـ أن أقام عليه الحجة في المناظرة ،وحدثنا الشيخ أيضا مرة بهذه القصة المناظرة وبعد ذلك ألف فيها رسالة سماها "المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية" مطبوعات مركز الدعوة بالجامعة عندنا بالجامعة الإسلامية.
تلك الأيامـ رفع ـ كان حاكم السودان ذاك الوقت النميري جعفر النميري، أنه سيطبق الشريعة ـ هكذا رفع هذا الشعار ـ وكان الشيخ رحمه الله تلك الفترة في السودان مبتعث للتعليم والدعوة من هنا من الشيخ عبدالعزيز بن بازـ رحمه الله ـ فقال يعني إذا أقمتم عليه الحجة هذا الرجل أنا ماذا؟ أقتله أقيم عليه الحد,
فجلس الشيخ بما أن هذا فيه ـ إظهارـ ادعى ألوهية و أنه إله !فرأى الشيخ رحمه الله أنه لا يسعه ماذا ؟ الامتناع فاجتمع الناس في جامع كبير وناظره الشيخ مناظرة أجرى الله على لسانه الحق فدمغ الباطل دمغا ـ نعم ـ فألجمه إلجاما فما كان من هذا النميري إلا أن أنفذ الوعد فقتل هذا الرجل وقتل جمعا من أتباعه الذين آمنوا به ـ عندهم بعضهم مؤمنين ـ أنه إله ـ أعوذ بالله ـ يقول الشيخ حتى إن بعضهم خلاص يساق إلى المشنقة وهو يقول حتى لو قتلوني أو ذبخوني ـ ترى لن أموت أنا أبأبقى ـ بعضهم رأوه يعني رافص في المشنقة ما كفر مؤمن أنه ما مات، بعضهم رأى هذا فكفر به ، وبعضهم بقي فقتل.
فهذا من فضل الله ونعمته التي من بها على عباده أن سخر شيخنا ـ رحمه الله ـ أن طهر الأرض من أحد الآلهة الطواغيت ها ؟ طهر الأرض من طاغوت من الطواغيت الحقيقيين ،أليس كذلك ؟ فهذه منقبة له رحمه الله وأي منقبة..
الشريط الثالث من شرح أصول السنة للإمام أحمد ـ رحمه الله ـ .