الكلب الذي غضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الحافظ الذهبي في " معجم الشيوخ " ( ص 387/ ط . دار الكتب العلمية ) :
حدّثنا الزين علي بن مرزوق بحضرة شيخنا تقي الدين المنصاتي ( 1 ) :
سمعتُ الشيخ جمال الدين إبراهيم بن محمد الطيبي بن السواملي يقول في ملإٍ من الناس ( 2 ) :
حضرتُ عند سونجق - خزندار هولاكو وأبغا - وكان ممّن تنصَّر من المُغُل، وذلك في دولة أبغا ( 3 ) في أوّلها، وكنّا في مخيمه وعنده جماعة من أمراء المُغُل وجماعة من كبراء النصارى في يوم ثلجٍ،
فقال نصراني كبير لعين : أيّ شيء كان محمد - يعني نبيّنا صلى الله عليه وسلّم - ؟! كان داعياً وقام في ناسٍ عربٍ جياعٍ، فبقي يعطيهم المال ويزهد فيه فيربطهم .
وأخذ يُبالغ في تنقًُّصِ الرسول صلى الله عليه وسلّم ، وهناك كلبُ صيدٍ عزيزٍ على سونجق في سلسلة ذهب،
فنهض الكلب وقلع السلسلة ووثب على ذاك النصراني فخشمه وأدماه،
فقاموا إليه وكفّوه عنه وسلسلوه،
فقال بعضُ الحاضرين : هذا لكلامك في محمد صلى الله عليه وسلّم .
فقال : أتظنّون أن هذا من أجل كلامي في محمد ؟ لا ! لكن هذا الكلب عزيز النفس ؛ رآني أشير بيدي فظَنَّ أنّي أريد ضربه فوثب .
ثم أخذ أيضاً يتنقَّص النبي صلى الله عليه وسلّم ويزيد في ذلك .
فوثب إليه الكلب ثانياً وقطع السلسلة وافترسه - والله العظيم - وأنا أنظر ! ثم عَضَّ على زردمته فاقتلعها فمات الملعون،
وأسلم بسبب هذه الواقعة العظيمة من المُغُل نحوٌ من أربعين ألفاً،
واشتهرت الواقعة ( 4 ) . اهـ .
------------------------------------
( 1 ) قال الذهبي في " معجم شيوخه " : الثقة العالم ... ولد سنة خمسين وستّ مئة ... وعاش سبعين سنة .
( 2 ) ترجم له الذهبي في " ذيله على تاريخ الإسلام " ( ص 76 )، وذكر أنه كان ينطوي على دين وكرم وبرّ واعتقاد في أهل الخير، توفّي سنة ستّ وسبع مئة . وتحرَّفَت نسبة ( السواملي ) في مطبوعة " معجم الشيوخ " إلى ( الواصلي ) !
( 3 ) أبغا بن هولاكو بن تولي بن جنكزخان، تملَّك بعد موت أبيه سنة ثلاث وسبعين وستّ مئة، وتوفّي سنة ثمانين وستّ مئة . انظر ترجمته في " سير أعلام النبلاء " ( 24/ 325 ) .
منقول للفائدة