[حقيقة العبد ؛روحه وقلبه ~] ☁️
قال ابن القيم: 🍃
إِن حقيقة العبد روحه وقلبه، ولا صلاح لها إِلا بإلههما الذى لا إِله إِلا هو،
فلا تطمئن فى الدنيا إِلا بذكره وهى كادحة إِليه كدحاً فملاقيته،
ولا بد لها من لقائه، ولا صلاح لها إِلا بمحبتها وعبوديتها له ورضاه وإِكرامه لها،
ولو حصل للعبد من اللذات والسرور بغير الله ما حصل لم يدم له ذلك، بل ينتقل من نوع إِلى نوع ومن شخص إِلى شخص ويتنعم بهذا في وقت ثم يتعذب به ولا بد في وقت آخر،
وكثيراً ما يكون ذلك الذى يتنعم به ويلتذ به غير منعم له ولا ملذ، بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عنده ويضره ذلك،
وإنما يحصل له بملابسته من جنس ما يحصل للجرب من لذة الأَظفار التي تحكه،
فهي تدمي الجلد وتخرقه وتزيد في ضرره،
وهو يؤثر ذلك لما له في حكها من اللذة، وهكذا ما يتعذب به القلب من محبة غير الله هو عذاب عليه ومضرة وأَلم في الحقيقة لا تزيد لذته على لذة حك الجرب.
اهـ. من طريق الهجرتين .